(المال) هو ما يفعله المال في حياة الناس او قوته الشرائيه وله الكثير من التعريفات الاخرى في عالم الاقتصاد ووجوده في يد الانسان يشبه الوقود في خزان المركبه حيث تتوقف المركبة عن الحركه
وقد اجتمع ثلاثة اشخاص ابو مسعود (واجه صعوبات ماليه في بداية حياته ثم اشرقت شمس النعمة في جيبه )وابو محجوب (كلما اشرقت شمس النعمة قليلا حجبتها غيوم تكاليف الحياة او مصاريف علاج العائله وكلما صعد من اسفل السلم درجة واحده تزحلق ثانية ) وابو عرام (دائما يبدو بمظهر المليونير واحيانا في جيبه بعض المال ومعظم الوقت جيبه بلون الثلج ومنطقه في الحياة اصرف ما في الجيب يأتي ما في الغيب )وتوجهوا الى مطعم ثمن وجبة الطعام فيه لثلاثة اشخاص بتكلفة خروف والداعي هو ابو عرام بمناسبة حصوله على بطاقة ائتمان من احد البنوك بعد طول انتظار
وبعد تناول الثلاثة لطعامهم شربوا القهوه ونادى ابو عرام نادل المطعم وطلب فاتورة الحساب التي لم يكلف ابو عرام نفسه النظر الى الرقم بل استل بطاقة الائتمان من محفظته وهو يرفع رأسه مثل ديك الحبش ووضعها داخل الحافظ الجلديه بجانب الفاتوره وناول النادل خمسة دراهم وبعد دقائق عاد النادل ليخبر ابو عرام خبر وقع كالصاعقه على رأسه الذي ادى الى انخفاض رأسه الى ما دون المستوى الطبيعي نفس المسافة التي كانت قبل دقائق وطلب من النادل ان يجرب لان البنك ارسل له البطاقه ولم يكن ابو عرام على علم بأنه يجب عليه تفعيل بطاقة الائتمان
وهنا نظر ابو عرام الى ابو مسعود الذي استبق سؤال ابو عرام بقوله نظرا لاني اعتبر المال وسخ يدين لذلك لا احمل مالا في جيبي وافوض زوجتي دائما بسحب الراتب من البنك والانفاق على البيت وهنا قال ابو عرام لا بو محجوب اقرضني قيمة الفاتوره وساعيدها لك غدا وكان الحساب مائة دولار وهي كل ما في جيب ابو محجوب يحتفظ بها دائما للطوارىء وغادر الاصدقاء المطعم وقد مر عام وابو عرام يتحاشى ابو محجوب ولا يرد على هاتفه حتى لا يطالبه بما اقترضه منه واما ابو مسعود وفي احدى الزيارات العائليه الى بيت صديقه ابو محجوب لم تتوقف ام مسعود عن مسك خاتمها الماسي الذي يزين بنصر يدها اليسرى بسبابة وابهام يدها اليمنى حتى ترفع ضغط ام محجوب
واثناء السهره سأل ابو مسعود عن ابو عرام هنا رد عليه ابو محجوب منذ دعوة العشاء التي تذكرها لم اعد اشاهد ابو عرام وعلق ابو مسعود انسى الموضوع يارجل واي قضيه مشكلتها المال ليست بمشكله وهنا كظم ابو محجوب غيظه حتى لا يتسبب بالمضايقه لضيوفه ولكن الضغط داخله يكاد يفجر صدره وهو ينظر الى عيون زوجته وعيون زوجة ابو مسعود والمائة دولار التي كانت لعثرات الزمن طارت في دعوة ابو عرام المستهتر وووووووووو وحمد ابو محجوب الخالق عز وجل على كل شيء وغير دفة محور الحديث الى امور اخرى بعيدا عن المال الذي يعتبره ابو مسعود وسخ للايدي ولكنه لا يوفر فرصة لاكتنازه وهذا نفاق ما بعده نفاق
