لقد وهبنا الخالق في هذه الدنيا فرصة واحده للحياة وهي سنوات العمر طالت ام قصرت حسب مشيئة الخالق عز وجل وخلقنا بدماغ يمكننا استخدامه في التفكير بعمل الخير او اتباع دروب الشر وقلب لا يتسع لمتناقضين هما مشاعر الحب والكراهيه ومن احب لا يستطيع ان يكره ومن كره لا يستطيع ان يحب احدا حتى يكره نفسه في نهاية المطاف
ولكن من يكره يمكنه لبس قناع المحبه المعنوي مؤقتا لتحقيق اهداف انانيه وهي في النهايه شريره وغير اخلاقيه ومن يحب لا يمكنه لبس قناع الكراهيه لان السلبيه والحقد والكراهيه والانانية ليست في برنامج حياته وتتناقض مع قناعاته النابعه من اعماق القلب العامر بمشاعر الحب والتعامل بروح الانسانيه الحقيقيه كما ارادها لنا خالقنا من عمل فيه الخير لجميع الناس والتعاون والرحمه ومساعدة المحتاج واحترام كبار السن والاشفاق على الاطفال الابرياء وعدم التسبب بالاذى او المشاركة فيه ولا مساعدة فاعله وقد يقول البعض ان هناك من يمارس اعمال ايجابيه ولكن جوهره السلبيه ولا يدركون ان هناك من يحاول التغطيه على جوهره السلبي بقناع معنوي من الاعمال الانسانيه
ولكن مهما غطى الثلج كومة الفحم فلا بد ان يذوب الثلج ويبرز المرج ومهما كان القناع المعنوي او المعاملة الانسانية المزيفه متقنا لابد ان يذوب او يتمزق ليكشف بشاعة الجوهر الذي كان يغلفه ولا يكفي الاعجاب بالمظهر الخارجي للانسان ولا ابتسامة الثعلب ولا الكلمات المنمقه حتى نعطي الانسان شهادة الانسانيه الحقيقيه لان الانسان هو مخلوق صفاته الحقيقيه تنبع من الاعماق ويجب ازاحة الاقنعه حتى تتعرف الى الجوهر وعند عرض المجوهرات للبيع يتم تحديد نسبة النحاس الممتاز في خلطة الذهب لتقييم سعرها الحقيقي باحتساب وزن الذهب الصافي ويتم خصم بدل التصنيع واذا كانت خلطة الذهب هي شخصية الانسان فالتصنيع هي التربيه التي يتلقاها الانسان وتبلور شخصيته وتتداخل فيها اكثر من عنصر وجهه من العائله الى المدرسه والمجتمع لتكوين شخصيه الانسان الذي يختلف عن غيره حتى عن توأمه السيامي وتتبلور الشخصيه لتكمل المنحه الالهيه التي وهبها الخالق لكل انسان بقدر يختلف عن الآخرين وهي جسد وعقل
والمعروف ان الانسان العاقل لا يشغل نفسه في الامور السطحية والتافهه لانها حياة واحده ومن انشغل فيما تحت الشجرة من ثمار او نبش عن الجذور لن يستطيع التمتع بمنظر الشجرة ولا تذوق ثمارها التي على اغصانها ومن نظر دائما الى ما تحت اقدامه لن يرى جمال القمر والنجوم في السماء ومن انشغل بالقشور نسي البذور اللذيذه ومن ركض وراء سلبيي الجوهر ولابسي الاقنعه المعنويه خسر وقته وحياته ولن يحصد سوى الندم على انشغاله بالاخرين ونسيانه لنفسه ومن راقب الناس مات هما وهناك حكمه قديمه عن الذين يقضون وقتهم على سطوح بيوتهم يراقبون الجيران بانهم لن ينالوا سوى الم الارجل وخسارة وقتهم وتضييع حياتهم حيث يغزو الشيب شعرهم وتصاب ارجلهم بالكساح وهم يراقبون بيوت الاخرين والافضل للانسان العاقل ان ينشغل بنفسه ويضبط لسانه عن اذى الاخرين والتحلي بروح الانسانية الحقيقيه والابتعاد عن الناس الذين لا يحصد من العلاقة معهم سوى الاذى المادي والمعنوي وفي النهاية يمكن القول بكل بساطه يمكن تشبيه الناس بزجاجة العطر وموقد الفحم التي لن تتغير خصائصها الجوهريه بتغير الزمان والمكان