الناس اجناس ومن اغلى المعادن بتلاقي ناس وكذلك من ارخصها والامر كله متعلق بتركيبة الشخصيه التي تتبلور لاسباب متعدده لاتتوقف على هبة الخالق وحده بل من صنع البشر من عائله وتربيه ومجتمع ولو دخلنا الى اعماق النفس الانسانيه التي تظهر تناقضاتها في المسلك لوجدنا فئات من البشر فاقده للتوازن ليس في نظرتها للحياة بل بعلاقاتها المائله بشكل ملفت للنظر وغير مقبول
فالبعض من الابناء يكون ارتباطه عاطفيا باحد الابوين ومشاعره شبه مفقوده نحو الآخر ويبقى هذا الامر ملازما للشخص ويعاني من اضطرابات عاطفيه وتقلبات ويعيش صراعا نفسيا وغالبا ما يفشل في بناء حياة زوجيه ناجحه لان مشاعره تسيطر على تفكيره ولا يتقبل شيء خارج عن ارادة الطرف الذي يسيطر حبه على افكاره سواء كان الاب او الام ونماذج اخرى تفقد توازنها بعد الزواج عند سيطرة الزوجه على مقاليد عنقه وتنجح في اضعاف علاقته باهله للدرجات الدنيا
واحيانا اذا كانت الزوجه لديها شحنات فائضه من الرغبه في خلق الاشكاليات ربما تتحول علاقة الزوج الى خصام مع اهله وحتى والديه والنتيجة التي تترتب على هكذا مسلك هو عقوق الوالدين واهمال الواجبات نحو الاهل خصوصا اذا كانت المساكن متجاوره في نظام العائلات المركبه عندما تسكن اكثر من عائله في نفس البنايه او بنايات متجاوره وتمضي الشهور وربما السنين ويعيشون على خصام وكأن كل منهم من كوكب مختلف عن الآخر في غياب وازع الضمير والتفكير العقلاني والحسابات الانسانيه
والاكثر ايلاما عند تناسي الانسان لواجبه نحو احد الوالدين او من افراد الاسره ويكون وحيدا وفي حالة صحيه صعبه وبحاجة للمساعده ويمكن ان يجد من يساعده من الجيران لان اهله تنكروا له لقناعاتهم السليمه بانهم على صواب وان تصرفهم هو منتهى الانسانيه ويمكن ان يشفقوا على قط او كلب يقتنونه داخل بيتهم ويحاول الجميع توفير الطعام له والمحافظة على نظافته وصحته لان مشاعرهم حساسه واحساسهم مرهف وعواطفهم انسانية بامتياز وبعد ذلك يتوجهون بعيونهم الى السماء طالبين العون والتوفيق من رب العالمين ولا تدرك هذه الفئات ان من ارضى ضميره وانسانيته يكون قد كسب رضى خالقه