يروى انَ امرأة كانت تعمل باحتطاب الحطب وبرفقتها رضيعها, سمعت عويل طفل وتضوره من الجوع على مسافة قريبة منها, وكان لديها لقمة من الطعام لتقيم أودها
{ كسرات خبز } فاتت الطفل الجائع وأطعمته ما عندها وكانت قد تركت رضيعها قرب حزمة حطبها وارتاعت مما سمعت من صراخ طفلها .... ومما رأت .... فقد حمل ذئب شرس بين فكيه وليدها منمهاده وقماطه، وانطلق يركض فيه بعيدا عنها والتجأت إلى الله، ومن للمضطر في الملمات، والمصائب غير الله ... وصاحت:
يامغيث أغثني، يامغيث أغثني، يامغيث أغثني؟ ..... وفجأة،..؟ تسمر الذئب بمكانه، ورمى لفافة الطفل بين يدي شاب كان قد اعترض طريقه، وهرب يعدو بالفلاة ورأت شاب جميل الهيئة ابيض الثياب لاتظهر عليه علامات السفر .... يقترب منها وبين يديه طفلها وهو يهدئ من روعها, ويقول مبتسماً:
اللقمة ... بلقمة ؟ .... وأعطاها طفلها الذي استغرق بنوم عميق، وهدأ من عويله وصراخه بعد أن حمله ذاك الشاب الغريب ... وكأنما لم يكن بين فكي وحش كاسر قبل قليل !؟ احتضنت المرأة طفلها وضمته إلى صدرها، والتفتت إلى الشاب المنقذ فلم تراه ؟ ولكنها سمعت صوته في الفضاء يردد : اللقمة ... باللقمة !؟.
وفدت إلى مدينة الرقة ... مئات العائلات من مختلف المدن السورية بسبب التوترات في الأماكن الساخنة, وتجلت روح التكافل عند أبناء الرقة لتأمين مستلزمات سكن ومعيشة تلك العوائل فترى الناس يتزاحمون في مد يد العون، والمساعدة لهم على الرغم من شدة غلاء المواد، وضيق يد أهل الرقة إلاَ أنهم كانت أحوالهم وأفعالهم تترجم قوله تعالى :
ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة ... أو كما قال سبحانه وتعالى .
ربح البيع أهل الرقة الكرام فصدق من قال فيكم : أهل الرقة رقاق القلوب .وتجلت فضيلة التكافل الاجتماعي بابهى صورها ... مصيبة المرء ...والمجتمع .... تهون عندما يحس بوقع مصيبته عند الاخرين ... وتجاوبهم معه لمواساته ....
كان العرب قديماً يشتهرون بفضائل وخصال من مكارم الخلاق ومنها :
إجارة المستجير أو من ينزل بقربهم { جوارهم } حتى إنً حماهم تعدا البشر ووصل إلى الجراد، وهناك قصة يرويها البدو في مجالسهم وهي يروى أنً :
قبيلة من قبائل العرب قد نزل الجراد في حماها أي ماقبل عمود الحمى وهو للدلالة على حدود منازل القبيلة ! وكان من عادة العرب أكل الجراد، وهجمت جموع العربان , صبايا وشبان , على الجراد يلمونه بأرديتهم , أو بأوعية , وهم فرحين من هذه الوجبة الغير متوقعة التي نزلت بحيهم، وفجأة سمعوا منادين ؟ ينادون باسم شيخ القبيلة يحرم لم أو أكل الجراد !
في حدود مضارب حينا وكل من يخالف خصمه الشيخ وسيفه الممشوق، وحمله وهو يصيح بحمانا , بحمانا ! أنا خصم كل من يخفر بذمة من نزل بحمانا ومن يريد الجراد عليه أن يلتقطه بعد عمود حمى الحي! فهل هناك من يقدر أنً السيًاح، والأجانب الذين يأتون إلينا مسالمين هم في حمانا وذمتنا أو من يهاجر من داخل الوطن من المناطق الساخنة والمضطربة أو من يلتجأ إلى الوطن من الدول العربية أو المجاورة فله منا منتهى الاحترام والتقدير ! لقد كان أجدادنا يحمون الجراد فيقوا ياناس.
وليس على مقولة الأمير الحسن بن طلال حفظه الله ... حيث قال : كثر الترحيب يأتي بالضيف الوسخ ؟! يقصد فيها العرب الهاربين من دولهم مثل العراقيين والسوريين وغيرهم .
يقول الشاعر البدوي بوصف الجار :
مصيرنا مانبدلْ
الدار بديارْ
وكلٍ على جاره يعد الوصيفة
جارٍ على جار بختري ونوًارْ
وجار على جارْ صفاة محيفة !
قلت ماتقدم والله من وراء القصد.