يتساقط الثلج في هدوء ، يكتسي المكان لوناً أبيض ، يتربع القمر في السماء ،
ليضفي على بياض المكان بياضاً مضيئاً يبدد عتمة الليل و يمنح الزمان رومانسية نادرة
تصبح معه اللحظة ساحرة أخاذة آسرة تخطف الألباب .
تقف ريما في منتصف الطريق شبه منهارة ترتجف من
البرد تحاول عبثاً أن تخفي دموعها
و قدماها بالكاد تحملها لا تقوى على السير و لا حتى على الجلوس .
صمت مطبق يسود هذا المساء صمت أحمق و كأن كل شيء
تجمد و لا يقوى على الكلام ،
مرت لحظات شعرت كأنها دهر بكامله .
و أخيراً قررت أن أكسر هذا الصمت و أن أكسر معه شيئاً آخر :
_ريما أنا آسف يجب أن أرحل لقد أكشفت أني لا أحبكِ فقلبي الآن مع حبيبة أخرى .
لحظات من الصمت تعود بسرعة لتطبق على المكان و على
الأنفاس معاً ،
أدرت وجهي حتى لا أرى مزيداً من الدموع و هممت بالرحيل ،
و في لحظة أستجمعت ريما كل قواها مسحت دموعها وقفت بكل هدوء و ثقة لتقول :
_أنتظر و لو لثواني ..
تشاركا الأنتظار و الصمت الموقف ليصبحا معاً سيداً
عليه ، عقربا الساعة يزحفان ببطء
و في الذاكرة تلوح أياماً جميلة قضيناها معاً لكنها لا تشفع و لا تمنع من وداع ..
و عند الوداع تأخذ اللحظات ملامح الأسى تغرق
العيون بالدموع ترتجف الأطراف تتغير الملامح
و .. ينفطر القلب .
تضيف ريما كلماتها الأخيرة بكل عزة نفس و كبرياء لتقول :
_أتمنى أن تحبها بصدق و أخلاص كما أنا أحببتك ..
أما الآن ، أرحل فلا أريد أن أراك .. أرحل و الى الأبد ..