و للجريمة قصة أخرى جديدة تكتب في بلادي ، فما نسمعه هذه الأيام من قصص عما يجري في سوريا من جرائم يقشعر لها الأبدان و أستغلال المجرمين للفوضى و حالة الحرب التي تعيشها البلاد و أنشغال الدولة و مؤسساتها للتصدي للهجمة الشرسة التي تشن عليها ، كل هذا جعل الوطن مرتعاً خصباً لكل أنواع الجريمة من سرقة و سلب و نهب و خطف و قتل
و كل ما نتصوره و ما لا يمكن أن نتصوره حتى يكاد يخيل لنا أننا نعيش في بلد غريب و ليست سوريــا التي عرفناها و تربينا فيها أين ذهبت أخلاق الناس ؟ أين ذهبت ضمائرهم ؟ ماذا يجري بحق السماء ؟
أم أيمن قصة صغيرة من مئات القصص التي تروي مأساة
وطن يضيع أمام أعيننا ..
أم أيمن امرأة سورية في بداية عقدها الرابع تعيش
مع ولدها الوحيد و زوجته .. وأيمن شاب في مقتبل العمر رزقه الله طفلة أسماها على
أسم والدته طمعاً بالرضى
عائلة سورية صغيرة على قد الحال كأغلب عائلات الوطن و هم جيراني منذو أكثر من عشرين سنة ، أيمن لا مؤيد و لا معارض و لا هم يحزنون و لا ناقة له ولا جمل ، همه الوحيد الركض كل يوم وارء رزقه ليؤمن لعائلته اللقمة الشريفة و العيش الكريم ..
في يوم السبت الماضي ذهب أيمن الى عمله الكائن في
أحد فنادق المرجة ودع والدته و زوجته و أبنته
الصغيرة و ذهب ..
ذهب أيمن و لم يعد .. خطف أيمن .. خطف أيمن في وضح النهار .. و الخاطفون يصرخون يهددون يتوعدون إما الفدية أو القتل إما الفدية أو الذبح و الجيران يتسألون في حيرة يتهامسون ما الحل ؟ و أم أيمن تبكي و تبكي و تبكي ما الحل ؟
والفدية 200 ألف دولار فقط لا غير (مو كتير) وبالدولار كمان على أساس نحن عايشين بشيكاغو ..!
طبعاً هذه القصة واحدة من مئات القصص التي تروى عن
فظائع و جرائم كثيرة تعد و لا تحصى
ولكن ما ميزها أنها كانت أمام عيني و قريبة مني ما ميزها أنني كنت شاهداً على أنهيار الأم و نحيب الزوجة و بكاء الطفلة ما ميزها أن الحدث كان في بيت جيراني ..
آآآآآآآآآآه يا بلــد آه !!!
أين كانت كل تلك القسوة فيك ؟
نحن أبنائك و أحبائك ؟ نحن شعبك الذي لا يريد
أسقاط النظام لأن عكس كلمة نظام هي فوضى
و الفوضى هي ما نشهدها الآن بكل أشكالها ..
تلملم أم أيمن دموعها تحاول أن تبيع ما تيسر لها
أن تبيعه من شقى العمر و تعب السنين
تحاول أنقاذ أبنها الوحيد تفاوض الخاطفين أن يرحموها وفي أوقات فراغها تصلي و تبكي و تدعو ربها أن ترى أيمن من جديد ..
صبراً أم أيمن أن الله معكٍ ..
ويبقى سؤال بين ألف سؤال و سؤال هل يعود أيمن ..؟؟!!