احباؤنا قبائل المايا...دخلنا يوم الجمعة 21 12 2012 ولم نلحظ ما يشير الى نهاية العالم، لقد خاف البعض وصدّق آخرون نبوءة كتبكم ورؤساء قبائلكم، أما أنا فلقد عادت بي الذاكرة الى تاريخكم والى كل ما يتعلق بحضارتكم التي كانت عظيمة للغاية ولكنها انقرضت بسبب نبوءات رجال الدين لديكم، الذين لا يختلفون عن كل رجال الدين في أنحاء العالم في الفكر والتصرف والقول والعمل والنصيحة...تلك النصيحة التي لم تكن في أغلب الأحيان موفّقة.
تقول نبوءات المايا أن هناك آلهة ستأتي عبر البحر مسلحة بعصي سحرية يخرج من نهاياتها النار، وهذه الآلهة يجب السجود لها وطاعتها في كل شيء...هذه النبوءة السخيفة أدت الى ضياع قبائل المايا وانقراض أصولهم وفروعهم ولجوء من تبقى منهم الى مجاهل غابات الأمازون بسبب وحشية الانسان الأبيض وفظاعاته التي فاقت كل الوحشية وكل الاجرام المعروفان على كوكب الأرض..
.شاءت الصدف ان يكذب الراهب صاحب النبوءة وشاءت الصدف ان يصدق شعبه هذه النبوءة وشاءت الصدف ان يرسل ملك الاسبان سفنه وقادته وبحارته لغزو العالم الجديد، وشاءت الصدف ان تنطلي الكذبة النبوءة على شعب المايا فيستقبل الفاتحين الأسبان استقبال الآلهة خاصة وانهم يحملون البنادق التي تقذف النار من فوهاتها وهي نفسها العصي النارية التي تحدثت عنها نبوءة الراهب العابث الذي تسبب بفناء شعبه، واحسنت قبائل المايا وقادة الآلهة وقدموا للاسبان نسائهم وبناتهم الأبكار طواعية وارشدوهم الى مناجم الذهب، وكان كل هذا غير كافياً
وظل المستعمر يطلب المزيد والمزيد إلى ان لم يعد هناك من يزيد فلقد نفد كل شيء حتى المايا انفسهم فلقد شارفوا على النفاد ومات منهم اربعون مليون انسان هم مجمل اعدادهم في العالم الجديد وهرب من بقي منهم الى الامازون وعاشوا بين الوحوش واكتشفوا ان الوحوش أقل وحشية وبكثير من الانسان الأبيض...أما نبوءة نهاية العالم لدى المايا فهي لا تختلف عن نبوءة الآلهة الاسبان أصحاب العصي التي تقذف النار من نهاياتها، وفي الأغلب هناك من يقدم اساءة الى شعبه قد تقود الى نتائج مروعة، خاصة اذا استطاع اقناع شعبه بكذبة كبرى على انها نبوءة وهو يعلم بأنها مجرد قصة مختلقة.