رزقني الله بابنتي الثانية فحمدته وشكرته على نعمه واكتفيت، ولم يكن في ذهني اسم جاهز لأني كنت قد استنفدت الأسم الأول وهو آني وسميت ابنتي الأولى آني وبقي لي اسم والدي فارتان وانتظرت فارتان فشاء الله ان يكون المولود الثاني انثى وبالتالي فليس في ذهني اسم جاهز...
فسميتها كارني وهو اسم معبد وثني في ارمينيا الشرقية تعرض لمئات الزلازل بسبب وقوعه على خط الزلازل وصمد حتى اليوم ولم يقع...فأحببت الفكرة لأن الأرمن وبعد تعرضهم للكثير من الإبادات عبر العصور وآخر هذه الإبادات هي ما فعله الاتحاديون الأتراك ورثة السلطنة العثمانية بالأرمن عندما قتلوا منهم مليون ونصف انسان وهجّروهم وطردوهم واحتلوا بلادهم... ومع ذلك فإن الانسان الأرمني لم يقع...وأسميت ابنتي كارني.
كبرت كارني وتعلمت المشي وكنت اراقبها وهي تكبر واشتري لها كل ما تحب واكتشفت انها تحب الموسيقى والغناء فكانت تأخذ الميكروفون المتصل بتجهيزات الصوت وتغني ثم تخبّص وتذيع رسائل توجهها الى ابنة خالها التي كانت تعيش في فرنسا وتدرس الطب بعد التفوق في مسيرتها العلمية وكانت كارني تخاطب ابنة خالها وتعيد اسمها وهو ريتا في مطلع كل جملة وعند اتهاء الرسالة الصوتية كنا ننسخها على سي دي ونرسلها لريتا.. وانتهت بكارني الأمور فيما بعد فوصلت الى تنشيط برامج الصوت الخاصة بي على الكومبيوتر ووضع الهيدفون على رأسها واستدعاء ملفاتي الموسيقية وتسجيل صوتها، وتم ارسال أغانٍ لكارني الى سيريانيوز ووضعت ملفات الـ mp3 المتعلقة التي حذفت جميعها فيما بعد بهدف تخفيض حجم الباك آب المتعلق بالموقع.
وذهبت كارني الى المدرسة "مدرسة الرسالة" وكانت تحدثني دوماً عن صديقة لها اسمها ريتا وكانت لا تعرف كنيتها... وكانت تحبها كثيراً وتحب اسمها ريتا لأن لهذا الاسم وقع خاص في قلب كارني.
ـ في حفلة كورال تعرفت بمدير مدرسة كارني وكان وقتذاك الدكتور فاروجان مصرليان طلب مني المساعدة في تأسيس فرقة كورال عائدة للمدرسة ووعدته بأن أفعل...وكنت اذهب كل يوم جمعة للتدريب وتم إنشاء فرقة كورال جميلة جداً وفي ثلاثة مستويات صارت تضم فيما بعد فرقة مسرحية وكنت في كل الحصص أخصص وقتاً لرفع معنويات الطلاب وتعزيز ثقتهم بنفسهم ومحادثتهم في امور التاريخ الأرمني والابادة التي لحقت بشعبنا وكنت اختار الأغاني القومية وبالمقابل ولأن نصف عدد الطلاب في كل صف هم من غير الأرمن كنت اختار أغانٍ وطنية وقومية فغنينا النشيد العربي السوري بتوزيع رائع ونشيد موطني ونشيد بلاد العرب اوطاني ووضعت اللحن لأناشيد أخرى من شعر سليمان العيسى وكتبت قصيدة مهداة للشهيد محمد الدرة وللشهيدة وفاء ادريس ولحنتهما وأهديتهما للكورال الذي تقرر تسميته كورال كارني.
في احدى ايام الجمع وكانت كارني مع طلاب وطالبات صفها من الروضة ومعهم معلمتهم وهي بالواقع مديرة الروضة واسمها السيدة هايكانوش خوروزيان يلعبون في الباحة الصغيرة لعبة ليلى والذئب "بالأرمنية" وركضت كارني باتجاهي ونسيت ليلى ونسيت الذئب ومعها ريتا واحتضنتني من قدميَّ فرفعتها الى الأعلى وقبلّتها ثم انزلتها فأشارت بيدها الى ريتا وقالت لي: هذه ريتا...وحملت ريتا وقبلتها وأعدتها الى الأرض...وجاءت مديرة الروضة لترحب بي وتحدثنا في أمر مسرحية غنائية لأطفال الروضة علينا التحضير لها وعرفت انها دسمة وفكرتها أن الجدّ والجدة زرعوا شمندرة في الأرض وتمت سقايتها بعناية حتى كبرت، وحاول الجد رفعها من التراب فلم يفلح فجاءت الجدة لمساعدته ففشلاً معاً وجاء الأب والأم ثم الأولاد والبنات والجيران والكلّ يمسك بالكلّ ويشدّ دون جدوى ونادوا للكلب ثم القطة ولم ينجحوا فنادوا للفأرة التي التحقت بالركب وجذب الجميع الشمندرة ونجحوا في رفعها من مكانها...هذه المسرحية التمثيلية الغنائية هي من روائع الأب كوميداس ومخصصة للأطفال...وقد وضعنا لها التصور الكامل ومراحل العمل والتمثيل والعزف الموسيقي والتسجيل والميكساج وكانت من اجمل الأعمال التي عرضت في سائر حفلات نهاية العام والمتعلقة بمدرسة الرسالة... وقد ارهقتني فلقد كانت تشبه الأشغال الشاقة وكان من حسن حظنا وجود مهندس في المدرسة هو السيد هاكوب ديرفارتانيان الذي استلم حالياً منصب مدير المدرسة بعد سفر المدير السابق فاروجان مصرليان الى الخليج للعمل هناك كجرّاح عيون، فلقد انجز السيد ديرفارتانيان كافة أعمال الديكور المتعلقة بدءاً بالشمندرة العملاقة والأرض وحتى ملابس الفأرة التي حسمت الموضوع.
في زيارة أخرى للمدرسة وكان يوم جمعة بالطبع، وكنت في الادارة عند الدكتور فاروج والدوام شارف على الانتهاء، جاءت مديرة الروضة وبيدها ريتا الصغيرة والدم ينزف من اسفل ذقنها في جرح مستقيم وطويل وغائر...وأصابني الهلع واحسست بأن قلبي سينفجر من الخوف...كان المشهد يطابق مشهد الذبح...وقفزت كالمجنون وحملت ريتا وركضت باتجاه الباب الخارجي أطلب سيارتي وقطعت الشارع وريتا الى صدري وركضت باتجاه الباركينغ حيث سيارتي ومددت ريتا على المقعد الخلفي ورأيت الآنسة رانيا وهي آنسة الباص تدخل السيارة فقلت لها اجلسي في الخلف وامسكي ريتا كي لا تقع...وانطلقت كالمجنون قاصداً مشفى الفرنسي...وبعد قليل كنا انا وريتا في غرفة الاسعاف ونقلت ريتا وانا معها الى غرفة قريبة وتم تخديرها ووضع شاشة بيضاء على عينيها حيث تم زرقها بالمخدر على طول الجرح وسألني الطبيب هل انت ولي امرها قلت نعم..
.قال: يجب ان تختار نوع القطب والخياطة والجراحة...قلت له: خياطة تجميلية لأن الصغيرة فتاة ستكبر في المستقبل ولا اريد ان يترك هذا الجرح اية ندبات...طلبت منه أن يعمد الى الزرق المتباعد للمخدر ثم الانتقال الآمن الى الأماكن الوسطى الأبعد نسبياً عن الأماكن التي تم تخديرها بالأصل ليحصل على مناطق لم تعد مؤلمة يمكنه أن يزرق المخدر فيها ويغرز ابرته دون ان يرهقني أكثر بتثبيت ريتا التي كانت تتألم وأحاول تهدئتها وأحدثها بالأرمنية وأعدها بأن هذه الغزة ستكون الأخيرة وبالطبع كنت أكذب على الدوام وكانت ريتا تعرف انني بالنسبة لها لست والد صديقتها بل كل ما تملك في هذه اللحظة الحرجة، وتمت الخياطة وسألني الطبيب كيف حدث هذا الأمر...قلت له: فهمت انه تم دفعها بإتجاه حافة حجرية مسننة في الأرض مخصصة لوضع حواف رخامية لزرع بعض النباتات وكان العمل قيد الانجاز عندما وقع لريتا ما وقع، وسألني عن خبرتي الطبية فقلت له: أعمل كممثل لشركة فارماكول وكلاء الزرعات السنيّة نوبل بايوكير في سوريا وأعرف العديد من أطباء الأسنان وأحضر كل المؤتمرات وكل عمليات الزرع المتعلقة بنوبل بايوكير في العيادات وبعضها في غرف العمليات في المشافي.
حملت ريتا ووضعتها في السيارة وجلست الآنسة رانيا الى جانبها، وخرجت من باب الاسعاف في المشفى الفرنسي وقطعت الشارع واشتريت الأدوية وعدت للسيارة ونظرت الى ساعتي فلقد بقي لي سبع دقائق حتى أصل الى باص المدرسة الذي سينطلق في تمام الواحدة والنصف... وكان لا بد من معالجة الأمر بالقيادة المتهورة كالعادة...فقالت لي الآنسة رانيا: لماذا هذا التهور والمسألة قد انتهت الآن؟... قلت لها لم تنتهي المسألة لأن هذا الباص سينطلق ويصل الى بيت ريتا وريتا ليست في داخله وهذا سيصيب امها المنتظرة على الرصيف بالجنون.
ووصلنا ووضعت السيارة امام الباص وحملت ريتا إليه، وصعدت الآنسة رانيا الى الباص وافسحت الطريق فخرج الباص قاصداً جرمانا وجلست في سيارتي ألتقط أنفاسي ودم ريتا على قميصي...وشكرت الله على نعمه فالجرح لم يكن عميقاً وقد عادت الابتسامة الى وجه ريتا ورأيت الأطفال يتجمعون وراء النافذة الخلفية للباص يلوحون لي وكارني بينهم.
بالطبع وصلت الى البيت قبل كارني التي جاءت لتخبر والدها بأن ريتا قالت أن والد كارني هو الذي عمل لها العملية...وتباهت كارني أمام رفاقها وظلت منتشية بضعة ايام تنقل لي أخبار ريتا.
وكبرت كارني ومعها ريتا وتركوا الروضة الى الصف الأول الابتدائي فوقعوا في براثن معلمة الصف الأول الابتدائي وهي ظالمة وقاسية وتضرب الأولاد...وكانت معاناة قاسية مع كارني التي كانت ترفض الذهاب للمدرسة وتتمارض وتحاول التقيؤ وتكره معلمتها كره الموت، وقد فعلت آني من قبل أكثر من ذلك بكثير، فعلمت ان هذه المعلمة تلفّها الف شكوى وتتشاجر مع الأهالي ولا توجد رغبة لتنحيتها وقد شكوتها للادارة وللجنة المدرسة وللمطران وللكنيسة دون فائدة وأتاني رد سخيف وهو: عليك ان تحتملها فهي معلمة الصف الأول وحسب "عليك أن تحتملها لسنة واحدة" ...واضطررت لتحملها سنة كاملة عندما كانت معلمة ابنتي آني ثم سنة اخرى عندما أصبحت معلمة ابنتي كارني ...ولأن القاعدة التي أتبعها في الحياة هي "لا تزر وازرة وزر أخرى" فلقد اسندت دور أميرة المطر لأبنة هذه المعلمة في مسرحية الأرض أمنا، عندما خرجت الى المسرح تلبس فستاناً أبيض جميل وتحمل مظلّة بيضاء وتغني من كلماتي وألحاني أغنية انا اميرة المطر أنا أروي الشجر أنا أداعب الأطفال...وهي اغنية مستوحاة من روائع الجاز سوينغ الاميركي فيلم الرقص تحت المطر "دانسينغ إن ذا رين" وبالطبع لم أحظى بكلمة شكر واحدة بل "بزورة ونظرة حقد وكراهية عل طالع وعل نازل" من قبل الأم التي لم تنجح بثني البنت عن الالتحاق بالمسرحية والتي ادركت ان استاذها يعاملها بمنتهى التحضر والمحبة حيث لا تزر وازرة وزر أخرى وليس كما أخبرتها أمها...وبكل الأحول فلم تكن هذه المعلمة هي الوحيدة التي تبادر آرا سوفاليان بالعقوق.
وكبرت كارني أكثر ومعها ريتا...وكان عليّ أخذ كارني لزيارة ريتا في بيتها ثم قضاء يوم كامل عندها والعكس بالعكس وكان هذا أمراً عادياً وكارني تطلب مني ان اتصل بمطعم الياطر او النبيل لجلب طعام جاهز للصغيرتين...وفي حمّى الموبايلات كان عليّ إهداء الوحدات لكارني حتى تتحدث مع ريتا... وكبرت الشلة وتوسعت وصارت كارني تذهب الى المسبح مع ريتا وأدت الصديقتان امتحان السادس الابتدائي وترفعتا الى الصف السابع وكبرت الشلة وانضم اليها فتاة ارمنية من مدرسة أخرى هي بيرلا دندليان تعرفوا عليها من الأنترنيت وذهبنا الى منزلها في القصاع وعملت كسائق تكسي على "خود وجيب" وظلت ريتا الصغيرة موضع كل الحب وما الحب إلا للحبيب الأولي.
في الايام الأخيرة وفي ظروف المحنة السورية الكبرى...كنت انهض ليلاً لأرى كارني وآني على الفيسبوك والشلة عينها لا تتغير...آني وشلتها وهم نصف أولاد صفها...وكارني وشلتها وهم كل أولاد صفها وأولاد صفوف المدارس الأخرى.
أول أمس وكان يوم الجمعة وفجر السبت 21 07 2012 سمعنا إطلاق نار في جرمانا الساعة 2:30 صباحاً ونظرت كارني بإتجاهي وكنت مستيقظ وهي تجلس على جهازي واختها على اللاب توب الموصول بكبل الراوتر... فكانوا يحتلّون غرفتنا...قالت لي كارني بابا هل سمعت...قلت لها هذا صوت اطلاق نار ولكنه بعيد...قالت: أعتقد انه قريب.
عدت للنوم ونهضت على صراخ آني وكارني فقفزت من سيريري وقد بلغ مني الرعب كل مبلغ واعتقدت ان رصاصة دخلت من النافذة حيث تجلس الأختان ولا بد أني كنت أهدس لأني وجدت بالامس ضيفاً في سيارتي وهذا الضيف هو طلقة رشاش 500 أو دوشكا تجلس بوقار على المقعد الخلفي في سيارتي تحت جبل من البللور المحطم دخلت من النافذة الخلفية وحطمتها وبالطبع لم نكن في السيارة...لا بد أني كنت أهدس أو أرى كابوساً عندما صرخت آني ولحقتها كارني...نهضت في حالة رعب شديد وعرفت انه تم اطلاق النار على سيارة عائلة طالب كان معهم في المدرسة واسمه جيمي زغيب وتم قتله وقتل والده ووالدته وشقيقه على الفور...وعن طريق الفيس بوك علمنا أنه حادث قد وقع بالفعل وليس شائعة...نظرت الى ساعتي وكانت الثالثة والنصف صباحاً ...قلت: سأبقى مستيقظاً "كفاها المولى" وفي الرابعة صباحاً تحدثت ريتا مع كارني بإستخدام تشات الجيميل وقالت لها: أصيب والدي بثلاثة رصاصات في طريق عودته الى جرمانا حوالى الساعة 2:30 وهو الآن تحت العملية...اتصلت كارني بريتا وطلبت منها أن تصبر وتصلّي لوالدها في هذه المحنة القاسية، وعادت ريتا للإتصال وعلمنا انها في بيت جدتها، وعادت كارني للإتصال وتحدثوا طويلاً وسمعت كارني تقول لريتا انا انتظر اريد أن أطمئن ...واتصلت ريتا في الخامسة صباحاً وقالت لكارني: طلبتِ مني أن أطمئنك...لقد مات أبي يا كارني...لقد مات ابي يا كارني.
دموع الرجال عزيزة ولكني بكيت وبكت كارني وآني وأمهم...في الصباح كنا في بيت ريتا وتعانقت الصديقتان وكلاهما بلباس الحداد الأسود...ووقفت انظر والبيت يلفّه الحداد ومعلمتي فرانسواز تواسي الجميع...
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
صدق الله العظيم
رحم الله آنترانيك آردهالاجيان والد ريتا الذي لم يخطئ بحق أحد... أما ريتا فأقول لها...لن أعزيك يا طفلتي فالعزاء في غابة الموت أضحى مسألة سخيفة أصبري يا صغيرتي يا حبيبة إبنتي الصغيرة أصبري على البلاء أما حبنا لك فهو باقٍ لا ينتهي وما الحب يا ريتا الصغيرة إلاّ للحبيب الأولي.