لوحوش الأزمات و أسيادهم : في الوقت الذي يستشهد فيه يوميا عشرات السوريين –عسكريون ومدنيون - , و في الوقت الذي ينفجع فيه السوريون يوميا بدمار الوطن الغالي سوريا , في ذات الوقت يصول ويجول و يحمحم فاقدو الضمير تجار السوق السوداء و تجار الأزمات , مستغلين تهاون السلطة في التعاطي معهم و في كثير من الحالات مستغلين لشراكتهم الذين في موقع السلطة أو حمايتهم ممن في موقع القرار
لأنهم صاروا بفقدانهم للضمير و الحس وحوشا تفتك بأبناء الشعب السوري و تدمر الوطن السوري من داخل حدوده و بذلك فإنهم يشاركون و يعجلون بتحقيق ما تريده الوحوش الفتاكة المتربصة خارج حدود الوطن , بلا أي رادع وطني أو أخلاقي أو إنساني –و قد قيل سابقا : فاقد الشيء لا يعطيه – خاصة و أن الساح ملائم جدا –كما في السابق – بلا أي محاسبة جديةخاصة و أن هناك الكثيرون ممن في موقع القرار هم الأسياد الخفيون لتجار السوق السوداء – من قبل و اليوم - . فإلى متى ؟؟؟!!!. خاصة و أنهم هم أنفسهم من يجلسون على شاشات التلفاز و يتهمون العصابات المسلحة الإرهابية المرتهنين للرجعية العربية ,و يهاجمون الرجعية العربية – مصطلح كان منسيا- أدناب أمريكا ,و يهاجمون الصهاينة – ربيبة أمريكا - , و يهاجمون الإستعمار المهيمن أمريكا , يهاجمون كل هؤلاء لأنهم متآمرون ضد الشعب السوري , و يتجاهلون حقيقتهم هم و يتجاهلون ما قد فعلوه –من قبل – و الذي كان سببا رئيسيا لما يحدث اليوم على ساحة الوطن , و يتجاهلون ما يفعلونه اليوم من جني أرباح هائلة و غير شرعية و غير قانونية و غير أخلاقية من لقمة عيش المواطن السوري المأزوم و من حقوقه رغم الحالة الصعبة و الخطيرة التي يعيشها و يعاني فيها الكثير الكثير ,و كذلك فإنهم يتجاهلون أن وجودهم سبب رئيسي لتخريب الوطن و تمزيقه من داخل حدوده وهم بذلك حلفاء حقيقيون لأولئك الوحوش خارج الوطن .
************************
إنها الحقيقة يا تجار السوق السوداء أيها الوحوش الفتاكون بوطننا سوريا و بنا نحن السوريين من داخل سوريا الحبيبة .
السوق السوداء –عناصرها - :
-
سلطة قاصرة إداريا أو مشاركة بالتجارة السوداء .
-
شخص استغل قصور أو شراكة أفراد السلطة وصار وحشا يفتك بمصالح و حقوق المواطنين و الوطن , ويبطر بما قد سرقه واقترفه من جرائم و دناءات .
-
مواطن يسعى لتأمين حاجاته الطبيعية و السوية وفقا لقدرته المادية و وفقا لما تتيحه البيئة العامة و سياسة الدولة .
-
إعلام هامشي يحاكي الحقيقة في إطارها الشكلي و لا يغوص في أعماقها مما يجعلهل مادة للاستهلاك فقط.
-
مجتمع مكبل بالخوف و الحهل منهك بتأمين حاجاته الضرورية , علاقته سلبية في تعاطيه مع السلطة و في علاقته مع المعارضة الوطنية ذات المصداقية
السوق السوداء قبل الأحداث –الإسمنت نموذجا - :
كانت مادة الإسمنت مادة إشكالية في السوق المحلية من حيث توفرها و من حيث كلفتها , ففي الوقت الذي كانت توزع عبر القطاع العام -عمران – ثم و منذ فترة غير طويلة تم السماح للقطاع الخاص بذلك بسعر مقرر حكوميا, كان تأمين المادة للمواطن يشكل عبأ كبيرا يستهلك جهدا و زمنا كبيرين دون الحصول على مايلزمه من كميات بشكل نظامي و ذلك بحجة أن الطاقة الإنتاجية لمعامل الإسمنت أقل من الحاجة و مشاكل الصيانة الخ...... , في حين أن المواطن يستطيع أن يشتري من السوق السوداء الحاضرة في كل حين ما يشاء بسعر يزيد دائما عن السعر النظامي وفقا للطقس و لحاجة سوق البناء و العقارات .
و لم تقرر الدولة أية حلول للمشكلة و ظلت السوق السوداء لمادة الاسمنت رائجة و طاغية حتى الآن .
السوق السوداءالآن –المازوت نموذجا - :
الآن ازدهرت السوق السوداء إذ زادت سلعها نتيجة للخراب و التدمير اللذين لحقا بالمنشآت العامة و البنى التحتية الوطنية و ما نتج عن ذلك على ساحة الوطن ,و بالتالي ازداد شره وحوش السوق السوداء , فتعطيل مصفاتي حمص و بانياس اللذين يؤمنان حوالي نصف الإستهلاك المحلي أدى إلى رفع سعر الليتر الواحد من المازوت الى أربعين ليرة سورية بقرار حكومي , ومع هذا فإن المواطن السوري يعجز عن تأمين المازوت بشكل نظامي , لأن وحوش السوق السوداء يستخدمون كل أساليبهم الشيطانية و أهمها حماية و مشاركة أصحاب القرار ليحوزوا على أكبر ما يمكنهم من المازوت المحلي و يعبؤوه في خزانات خاصة ذات سعة كبيرة و من ثم يبيعونه في السوق السوداء ب مائة ليرة ثمنا لليتر الواحد من المازوت أي بزيادة تصل إلى 150/بالمائة مستغلين غياب المحاسبة و حاجة الناس و الطقس القاسي و تعويم المشكلة القائمة رسميا و المنطق الآني الرائج لأهل القرار :هلق ما وقتا,ا هلق في شي أهم هو البلد و أمن البلد وووووو , وكأن البلد و أمن البلد سيحققه من يسمح للتجار السود بالفتك بأهل البلد و ابتلاع لقمة عيش و دفء أهل البلد . و كأن السوق السوداء و وحوشها جديدون في البلد .
******************************
المطلوب الآن :
و حيث أن من واجب السلطة تجاه الشعب إعادة الثقة المفقودة لدى المواطنين بسبب مثل هكذا ممارسات بشعة و دنيئة و غير سوية ولا وطنية , واحتراما لكل دم الشهداء و الأبطال من الجيش العربي السوري , و احتراما لكل دم السوريين الأبرياء , و احتراما للسيدات اللواتي استشهد أزواجهن , واحتراما لكل المواطنين الذين استشهد أحد من أهلهم , و احتراما لكل الشرفاء في هذا الوطن الغالي , صار لزاما على أصحاب القرار و بتوجيه و متابعة من أعلى مستوى في السلطة القضاء على كل التجار السود و محاكمتهم علانية ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الإنتفاخ و التورم من لقمة و حقوق الناس المسروقة ,وذلك إن حصل سيكون له انعكاسات إيجابية لدى المواطنين و على امتداد ساحة لوطن , و سيساعد على تماسك المواطنين في وجه أعداء الوطن .
و كذلك مطلوب من المواطنين أن يحاصروا أولئك الوحوش اجتماعيا و أن يشيروا إليهم علانية بوضوح و أن يذكروهم بأن تخمتهم و نظاراتهم السود و كرافاتاتهم و عربداتهم كلها نتيجة لسرقتهم حقوق الناس و لقلة شرفهم و ليس لجدارتهم أو ذكائهم أو حسن أخلاقهم .