news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الطبقة الوسطى و المواطنة المسروقة...بقلم : تمار حمود عيد

للمواطنة وجوه و إسقاطات كثيرة و متعددة و من تلك الوجوه المشاركة في السلطة و المشاركة في الثروة ..

والمواطنة بين مختلف أطياف الوطن الواحد على مختلف مشاربهم و عقائدهم و انتمائهم هي الركيزة الأساسية في تحقيق الحياة الكريمة و العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص  بين مختلف الأفراد  بغض النظر عن اتجاههم و ميولهم و منبتهم.


ولطالما لم تطبق المواطنة في مختلف المجالات و الاتجاهات حيث ساد الوطن الحبيب الاستئثار بالسلطة و الثروة و المرجعية و الإعلام مما أدى إلى استشراء الفساد الأخلاقي و السياسي و الاقتصادي و ظهور طبقة برجوازية مستغلة قريبة من دوائر صنع القرار استأثرت  في معظم مفاصل الحياة الاقتصادية و ساعد في ذلك بعض القرارات غير المدروسة التي مكنت تلك الطبقة من السيطرة و الاستحواذ على خيرات و مقدرات الوطن مما أدى إلى  تعزيز الطبقية  و اضمحلال الطبقة الوسطى التي تشكل الحامل و الرافعة الأساسية للتغير السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي في المجتمع حيث أنهكت تلك الطبقة بتفاصيل الحياة اليومية و غيبت بشكل مقصود أحيانا !!

 

وعانت الطبقة الوسطى في العقد الأخير من الإقصاء والتهميش الكبير حيث غابت عن الحياة السياسية بشكل كبير نتيجة التصحر السياسي وانعدام التعددية السياسية و سيطرة الفكر الواحد من خلال الحزب الواحد مما أدى إلى اغتصاب وإجهاض نمو و صيرورة أي فكر جديد يمكن من خلاله إغناء  وإثراء الحالة السياسية.

 

  وأرهقت الطبقة الوسطى في تأمين المعيشة  وعانت شريحة  كبيرة و خصوصا خريجي الجامعات من البطالة و عدم تكافؤ الفرص نتيجة ثقافة الواسطة التي أصبحت احد أدبيات المؤسسات الحكومية في التعين و القبول وكما أدى غياب السياسات الحكومية لمعالجة البطالة و الفقر و الظلم الاجتماعي و الآثار المترتبة  عليها إلى نمو نوع من الفكر المتطرف بين شرائح المجتمع المختلفة حيث تشكل البطالة و الفقر والظلم الاجتماعي و الفهم الخاطىء للدين أهم أسباب التطرف الفكري في المجتمعات العربية.     

  

وكما معروف أن الطبقة الوسطى أحد أهم انجازات عصر النهضة الأوربية والرافد الحقيقي لمختلف مظاهر التقدم و التطور في العالم الغربي من حيث السياسة و الاقتصاد و الأدب و الفن و مختلف المجالات  لذلك تسعى اغلب الأنظمة السياسية التعددية بالمحافظة على تلك الطبقة و دعمها و توفير سبل الحياة الكريمة لها من منطلق إذا كانت هذه الطبقة بخير فالوطن بخير.

 

و خلاصة القول لا بد من إعادة إنتاج نظام سياسي تكون المواطنة أساسه يسمح بالتعددية السياسية و الفكرية والاقتصادية بعيد عن الإقصاء و التفرد و الاستئثار بالسلطة يعمل على تمكين مختلف طبقات المجتمع وخصوصا الطبقة الوسطى ويسمح لها بالمشاركة في شتى أشكال الحياة السياسية و الاقتصادية لما فيه خير للمواطن و الوطن.  

  

2013-01-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد