تحرص الأنظمة الشمولية و السلطوية في بنيتها العقائدية على تدجين الرأي العام و تغيبه بشكل مقصود عن شتى أشكال الحياة السياسية و بناء وعي يتناسب مع أهداف هذه الأنظمة و توجهاتها فهي تصبغ المجتمعات التي تحكمها بلون فكري واحد حتى تضمن سيطرتها وأي اتجاه يخرج عن هذه الرؤية أم خائن أو عميل و ترتكز هذه الأنظمة في بنيتها النفسية للحكم على اختصار و اختزال و استغراق الوطن بشخص الحاكم.
ولطالما عانت بعض النخب الفكرية في بلدنا من
الاغتصاب الفكري و السجن و ملاحقة كل ذويهم لأنهم يحملون أفكارا تخالف توجهات
النظام القائم مما أدى إلى غياب التعددية الفكرية و السياسية و القضاء على كل أشكال
الرأي و الرأي الآخر و النتيجة الحتمية حالة من التصحر السياسي و القضاء على
الديمقراطية في رحم صيرورتها.
ومما لاشك فيه أن غياب التعددية السياسية و الاقتصادية و الحريات العامة و المشاكل
الاجتماعية من فقر و بطالة و ظلم اجتماعي و طبقية المجتمع ساهمت بشكل حتمي ومباشر
في الأزمة المؤامرة .
لذلك لا بد من فرض الحرية و الديمقراطية كأحد جرعات المعالجة للازمة المؤامرة
والقول فرض الحرية لاعتقادي بان البطانة الفاسدة ومن في حكمها لا تعترف و لا ترضى
لا بالحرية و لا بالديمقراطية وإعادة النظر في القوانين التي تحكم الأجهزة الأمنية
و إخضاعها لسيطرة القانون حتى يكون هناك حرية حقيقية, وكذلك إعادة النظر في قيادة
الدولة بحيث يتم البعد عن الانتقائية في الاختيار التي غالبا ما كانت على أساس
التبعية و الاستزلام و أن يتم الاعتماد على الكفاءة و الانتماء للوطن ومحاربة
الفساد والمفسدين و محاسبتهم فعلا لا قولا و إعلاء كلمة القانون فوق الجميع و تطبيق
مبدأ المحاسبة على الكسب غير المشروع.
إنما أقول متى كن سابقاً وإلى الآن لا نتعرض لمؤامرة من الخارج في مقدمتها أمريكا و
إسرائيل و الغرب و من معهم في الداخل.
إنها فعلا مؤامرة كبرى لكن لدينا اتهام بالمؤامرة مثلا ...
الكلام في التشكيك في احد قرارات الدولة الخاطئة وما أكثرها مؤامرة.
التشكيك في سلوك احد المسؤولين حتى الذين خانوا الدولة مؤامرة.
حتى التظاهر السلمي لعدد محدود و بسيط من المواطنين ولو رفعوا الشموع مؤامرة و غير
ها من الأمثلة كثير .....
لكن المؤامرة من الداخل قبل الخارج لان الخارج مستمر فيها و سيستمر رضينا أم أبينا
و إذا أردنا تحديد من هو المسؤول عن إيصالنا للازمة المؤامرة نجد انه:
1- السكوت طيلة الفترة الماضية عن الفساد والمفسدين في الدولة.
2- من سمح بتهريب الأسلحة الآن وفي الثمانينات من القرن الماضي.
-3 من تاجر بقوت الشعب و احتياجاته بباب التهريب و السمسرة و الشعارات البارقة
الخادعة.
4-من خدع الدولة بنظرياته الغريبة عن منهجنا
القومي و الاشتراكي كالسوق الاجتماعي و قام بتوصيل الرجل غير المناسب في المكان
الذي لا يستحقه.
-5 من فرض الضرائب القاسية على الفقراء و المساكين و هرب منها كبار المرتزقة.
-6 من فرض الفوائد الباهظة و المرسملة على المنتجين الحقيقيين من الفلاحين الكادحين
و هرب منها كبار التجار وهي لم تتم في أي بلد في العالم.
خلاصة القول للخروج من الأزمة المؤامرة لابد من تداول السلطة و إرساء الديمقراطية و
التعددية السياسية و الاقتصادية و السماح بحرية الفكر و التعبير وإنهاء دور الأمن
في الحياة العامة و محاسبة الفاسدين و المفسدين و إعلاء كلمة القانون فوق الجميع و
المصالحة الوطنية بين مختلف شرائح المجتمع و الحفاظ على مؤسسات الدولة و الانتقال
إلى سوريا لكل السوريين.