بنفس مقدار الفارق بين التخطيط والتنفيذ والنظريه والتطبيق العملي لها التي تصل احيانا المسافة بين السماء والارض نجد في كثير من الاحيان فوارق شاسعه في امور اخرى في حياتنا عندما نبني في خيالنا صورة لشخص معين يمر في حياتنا او يكون موجود في حياتنا بحكم العلاقات الاجتماعيه ولكنه يعيش بعيدا عنا
وكذلك صوره تنطبع في اذهاننا عن ممثل او ممثله او مطرب او مطربه او بطل فيلم ولكن قد تشاء الظروف ان ندرك ان الاوصاف التي انطبعت في اذهاننا مناقضه تماما لحقيقة الشخص فممثل يؤدي ادوار لشخصيات مثاليه يكون واقعه متكبر مغرور وتافه او بطل فيلم يهزم جيشا باكمله ولكنه ان واجه ظروف حادثه حقيقيه ورأى فأرا في غرفة نومه اصيب بالاغماء من الخوف او ممثل شخصيته جذابه وعندما تحاول معجبه التقاط صورة له يخطف الهاتف من يدها ويضعه امام حذائه ويقذفه بعيدا وكلها امور تسبب الصدمه وهي لحظة المواجهه مع الحقيقه
وحالات اخرى اننا قد نتعرف الى شخص من خلال الاتصال من بعيد او من خلال مواقع التواصل وينطبع في اذهاننا شخصية عظيمه ومتميزه ولكن ان شاء القدر ان نلتقي يكون الاحباط لا يوصف بسبب الصدمه من لحظة الحقيقه التي تشبه الاستيقاظ من حلم كنا نبني فيه ابراج وقصور في الخيال تنهار لحظة انقطاع الحلم لنواجه الحقيقه وقيل قديما لا تحكم على شخص لم تجربه ولا تكن شريكا في مدح او قدح او تساهم في النقل والبث دون تيقن من مصداقية الوصف الذي سمعته عنه لان هناك من يمارس المدح او القدح لاغراض تحقيق مصلحه من الذي يتم منحه صفات جيده مناقضه لحقيقة شخصيته البالغة السوء او انتقام بسبب الحقد والكراهيه فيتم تشويه صورة شخص في اذهان الناس ولكنه في الواقع عكس ما تم اشاعته عنه
ولحظة الحقيقه يواجهها احيانا ذكور او اناث عندما يخطب الرجل فتاه ويعقد زواجه منها لان شقيقتها مثاليه في الاخلاق والجمال او توافق فتاه على الزواج من شاب لان شقيقه محترم وذكي ومؤدب واخلاقي ولكن لحظة الحقيقه تكون الصدمه وقد اصيب عريس بالاغماء بسبب شدة الصدمه لحظة الحقيقه عند رؤيته لعروسه في المطار لانها عكس شقيقتها جمالا ولكنه متورط فقد تم عقد الزواج بتوكيل شرعي وقانوني ولا يمكن التراجع عنه وقد ينزوج الشخص في الغربه وبعد سنين من الاتصالات بين الزوجه وحماتها وتبادل الكلمات المعسوله على الهاتف تقوم الام بزيارة ابنها لتصاب بالصدمه التي تغير صورة زوجة الابن في نظرها كما تصاب الزوجه بالصدمه من حماتها لان الحقيقه كانت مقنعه وانكشفت لحظة الحقيقه وكانت الصدمه التي يمكن ان تكون سببا في اشكاليات لا تنتهي وقد تؤدي الى مقاطعه ابديه بين الطرفين
والصدمه التي يصاب بها الضحايا في لحظة الحقيقه تؤدي احيانا الى الاحباط المزمن والاكتئاب لاخر العمر لانها لحظة انقلاب الصوره وانهيار الاحلام الجميله عند التعرف على صاحب الصوره التي انطبعت في الذهن على حقيقته وان الواقع مرير بطعم العلقم والحنظل