هل يدرك الانسان ان صمته عن الحق يجعل منه اكثر من مجرد شيطان اخرس ليصل الى ارنب او خروف او نعامه والاكثر ايلاما عندما يقبل الانسان لنفسه ان يستبدل انسانيته مقابل مادي او معنوي او خادما لاعداءه مجانا بجهله وانعدام فطنته ويتحول الى مخلوق مركب ما بين الببغاء ترديدا
ولكن لنعيق غراب او زعيق بوم او طبلا اجوف ولا يعلم البعض ان اجود الطبول تصنع من جلود الحمير وان النعامة لا يحميها الرمل الذي تدفن فيه رأسها الصغير حجما وتفكيرا لان 99% من جسدها مكشوف للصياد وهل يدرك من يبتلع الظلم ويصمت على امل انها مرحلة عابره وتنتهي انه يمنح الظالم مزيدا من العدوانية الهمجيه لكي يتمادى في ظلمه وتنفتح شهية الاجرام لديه لكي يضاعف جرعات الظلم ويمارسها على الاخرين حيث تصبح ممارسة الظالم للظلم في نظره من ممارسة يمكن ان تلاقي مواجهة الى حق طبيعي تجسد عبر ممارسته دون اعتراض فتحول الى نهج معتمد وممارسه طبيعيه ومن يعارضه او يعترض عليه او يطلب التخفيف من جرعاته يمارس جريمة لا تغتفر يحاسب عليها القانون
ولكن ليس قانون المنطق والحق العقل بل القانون الذي صاغه الظالم لحماية حقه في ممارسة الظلم ولما سالوا فرعون عن ظلمه اجابهم لم اجد من يقف امامي ليعترض على ممارساتي وهناك مفاهيم تسري بين الناس وتتحول الى ما يشبه المسلمات عندما يربط بين الفقر والاخلاق او الثراء والظلم مع انه ليس كل فقير يتمتع بضمير نقي واخلاق ساميه وليس كل ثري ظالم او يفتقر للروح الانسانيه الحقيقيه لان الامر لايتعلق بالفقر او الغني بل بغنى النفس والقناعه والضمير والقناعه ولكن عند قبول الفقير لتحويل نفسه الى عبد مجانا او قطروس متطوع او اداة طيعه بيد الظالم لاستخدامها في ظلم الاخرين او تحويل عقله الى طبل اجوف ولسانه اداة بث لما يستقبله في اذنيه بمعزل عن صوابيته او مدى الاذى الذي يلحقه بالابرياء والشرفاء دون وجه حق
الا انه اداة تؤدي دورها يمقابل او اشباعا
لمشاعر حقد ربما تكون بلا اساس سوى التعبئة الشيطانيه او الاشاعات المدمره ولا يدرك
هؤلاء انهم يدمرون ليس حاضرهم لوحدهم بل امة باكملها ويعيدوها الى العصر الحجري
وتصبح معاناة الاجيال القادمه بسبب جهل الاباء وانعدام فطنتهم وبيعهم للاخلاق
والضمير والانتماء للوطن والعروبه وافتقادهم للايمان الصادق بدينهم