لاعب قمار خسر كل شيء ولم يتبقى له سوى سقف بيت متواضع متهالك واثناء تجواله في اسواق المدينه دخل محل حلويات وبعد تبادل الحديث مع صاحب المحل الذي اعلمه عن رغبته في شراء قطعة ارض في الريف كي يذهب في نهاية الاسبوع لاكل ثمار اللوز والتين والعنب وليستريح من عناء العمل طوال الاسبوع في ضوضاء المدينه
ولم يكن لاعب القمار يملك مترا واحدا سوى بيته ولكنه بحاجة للمال وقفزت الى عقل لاعب القمار فكرة شيطانيه وهنا قال لصاحب المحل انا عندي قطعة ارض مزروعه بكل ما تشتهي وانا بحاجة للمال وسابيعك اياها وذهب لاحضار شاهدين من زملاء المهنه ؟؟وعاد ليكتب عقد بيع الارض وكتب حدودها خارج السور من كل الجهات ووقع هو والشهود وصاحب المحل على عقد البيع وبعد عدة شهور وفي بداية الربيع قرر صاحب المحل زيارة الارض التي اشتراها وزيادة في الاطمئنان حمل معه عقد البيع ودخل الى البلده
وسأل عن بستان لاعب القمار فقالوا له انه لايملك سوى بيتا صغيرا ولا يمتلك أي بستان وهنا قال اعرف لانه باعني بستانه الوحيد واجابه الرجل ليس للرجل أي بستان قبل ان يبيعك ولا بعد ان باعك البستان المزعوم وتوجه صاحب المحل الى مختار البلده واخرج عقد البيع من جيبه الممهور بالتواقيع والشهود والموضح فيها حدود البستان وهنا ضحك المختار وقال لصاحب المحل لقد وقعت ضحية بساطتك لانه حسب حدود الارض في عقد البيع هي مقبرة البلده وهو باعك المقبره التي هي ملك البلده ولا يوجد فيها أي شجر مزروع والاموات فقط هم المزروعين فيها وليس امامك من طريقه سوى التقدم بشكوى للمحكمه ولن تحصل على شىء لانه لعب القمار بالمبلغ الذي سلبه منك واطلب عوضك من الخالق عز وجل ولو تمعنا فيما يجري حولنا لوجدنا نماذج مشابهه ممن يبيعون الاوطان والشعوب التي هي على قيد الحياة بيولوجيا وهم لا يمتلكون حتى شقه او بستان في الوطن
ويتفاخر الواحد منهم بانه ناطق باسم الشعب وحريص على مصالحه وهو بلا عمل ويلعب القمار ويقيم في فنادق وجيوبه عامرة بالمال مقابل تعاونه كاداه لتحويل الوطن الى ما هو اسوأ من المقبره فبجهود هذه النماذج السلبيه تتحول الاوطان الى محرقة ومقبرة وبلد جياع ممن تبقى على قيد الحياة والعجيب انهم يتحدثون بلهجة ثقه مزيفه تشبه ثقة بائع المقبره بملكيته لمقبرة البلده وما نحتاجه كامة عربيه هو ان تعمل القليل من خلايا الادمغة التي استيقظت من السبات العميق مثل السكران المتوحش وان يرجع البعض لضمائرهم ان كانت موجوده اصلا والله المستعان على تخلص الاوطان من تجار المقابر