لا تستطيع الدول الإمبريالية أن تشاهد بعض دول العالم الثالث تزدهر وتنهض بإقتصادها لأنها تريد أن تكون هذه الدول مديونة لها وتعمل تحت تصرفها وتوجيهاتها , وعندما تمتلك بعض هذه الدول الثروات الباطنية وليست بحاجة للتنقيب عنها في الوقت الحالي فهذا أيضاً يزعج الدول الإمبريالية لأنها تريد أن تستغل خيرات وثروات هذه الدول وتوسيع نفوذها وسيطرتها بأي وسيلة حتى لو كان على حساب فناء كل دول العالم الثالث .
إن سورية قبل هذه الأزمة اللعينة كانت قد بدأت تنهض بنفسها وقد كان يكفينا الإستثمارات السياحية التي تم الإتفاق عليها مع شركات ومؤسسات عالمية ولها إسمها ومكانتها في كل دول العالم وكم كانت هذه الإستثمارات مفيدة لبلدنا وعلى أكثر من مجال بالإضافة لمساهمتها في خلق آلاف فرص العمل في ظل عجز الدولة عن تأمين فرص العمل , فهذه الإستثمارات كانت ستعطي جمالاً للمناطق التي ستبنى عليها هذه المشاريع لأنها كلها تتصف إما بالبناء العمودي أو الأفقي وفي كلتا الحالتين سيكون مظهرها جميلاً وتشغل مساحات كبيرة من الأرض والغريب في نفس الوقت بأنه يوجد رجال أعمال سوريين وقادرين على الإستثمار ولكن لماذا لا يستثمرون في سورية لأن الأسباب كثيرة ولست في صددها الآن .
وبدلاً من كل هذا التقدم والتطور الذي كنا سنشهده وسيجعل سورية في مراتب متقدمة بين دول العالم وبأكثر من مجال فقد أصبحت سوريتنا اليوم مصنفة ضمن أسوأ عشرة دول في العالم وطبعاً هذا التصنيف قد جاء في ظل إنعدام الأمن والأمان في سورية وكم سمعت من بعض السوريين يقولون بأنهم قبل الأزمة كانوا يخرجون بأنصاف الليالي ويقصدون مكان ما لتناول وجبات الطعام أو حتى للجلوس والإستمتاع بضوء القمر في ليالي الصيف الجميلة وأما اليوم فهم لا يخرجون من بيوتهم إلا للضرورة وحتى زياراتهم للأقرباء والأهل والأصدقاء أصبحت محدودة جداً
وهذا التصنيف جاء أيضاً في ظل ما يحدث من خراب ودمار للبنى التحتية والمؤسسات والدوائر الحكومية حتى بلغت الخسائر بالمليارات وعدد المواطنين المهجرين والمشردين بمئات الآلاف والمنازل التي دمرت بالآلاف وإنعدام كافة أشكال السياحة إن كان الخارجية أو الداخلية وإنهيار الإقتصاد وهبوط سعر الليرة السورية والإرتفاع الكبير لسعر صرف الدولار وإنتظار وصول المساعدات الإنسانية وكأننا نعيش في الصومال , وهذا كله لم يكفيهم وما زالوا مستمرين في سياساتهم التآمرية وهناك العديد من المواطنين السوريين يقولون بأننا لو خضنا حرباً لكان أهون علينا من كل ما يحدث وما نعاني منه بشكل يومي وعلى الأقل لم تكن الحرب قد أخذت هذه المدة الطويلة , فعندما يجلس المواطن السوري بينه وبين نفسه يردد نفس الجملة التي يرددها كل أبناء الشعب السوري فهو يقول أين كنا وأين أصبحنا .