لن أطيل عليكم ... وأقول لكم : ضعوا كل الإعلام الذي تدورون في فلكه اليوم جانباً، ولا تلقوا له بالاً.
كافة العناوين العريضة للتسوية في الشأن السوري قد وضعت - رفعت الأقلام وجفت الصحف - ولم يتبق سوى إلزام كافة الأطراف بها وبطرق مختلفة، وما مؤتمر جنيف (2) إلا خطوة ليس للإقرار، إنما للتشذيب والإعلان. وذلك ما قرأناه من خلال الخط الساخن، الذي فتحته روسيا مع السيد الرئيس، خلال زيارة السيد كيري - وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية - لروسيا الإتحادية...
انتصرت سوريا .. فهنيئاً لشعبها في الداخل و في الإغتراب، ولجيشها العربي السوري ولجيش الدفاع الوطني السوري وحتى اللجان الشعبية، ولقائدها المغوار ولبطانته الوفية على مر الأزمان.
لقد تقاسم الغرب الفطيرة التي كانو ينتظرون وكيفما يشاؤون، فبتنا لا نلحظ لقاء دبلوماسي، او مؤتمر دولي، أو حتى زيارة روتينية، تخلو من وضع مناقشة الشأن السوري على جدول الأعمال من دون وجل أو كلل.
ومثل العادة رموا بالفتات إلى أزلامهم العربان الذين غرروا بهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ( ولا أقتبس من قرآننا الكريم معاذ الله، ولكن أستعير العبارة لضرورة المقال ).
ووزعت جوائز الترضية، فلا ضير من قرار إدانة، أوإعتراف بكنتون ما، تحت قبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتغنون به كالنصر المؤزر، ويفاخرون بتحقيقه أمام الجهلة من أتباعهم، ولو على حساب القتل والتدمير الذي ناهزت مدته السنتين والشهرين _ ولا يبالوا.
هم لا يعلمون بأن كرة النار التي عملوا على إشعالها في المنطقة، ستكبر ويعظم قدرها، لتلتهمهم عن بكرة أبيهم، ومن لا يطاله لهيبها، سيكتوي حتماً من وهجها الذي يعمي الأبصار والبصائر، هكذا كانوا يخططون خدمة لربيبتهم التي زرعوها في خاصرتنا إلى أبد الآبدين.
رب قائل يقول هم من قد جنوا على أنفسهم، وجعل الله الشدة لا تزول عن أصقاعهم، فنقول ما هكذا ربينا في شآمنا .. وأقتبس ما ورد عن السيد الرئيس حينما تحدث عن أردوغان:
طبعاً لا أريد أن أرد عليه. فإذا لم يكن هناك من رباه تربية صحيحة في منزله، فأنا في منزلي تربيت تربية صحيحة. إن لم يكن قادراً في كلامه أن يتعلم من أخلاق الشعب التركي والتي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سورية تعلمت الكثير من أخلاق الشعب السوري.
وعن نبينا الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد:
من أصبح وهمه غير اللَّه فليس من اللَّه ... ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم.
الراوي: عبدالله بن مسعود،المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة: 8453
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ومن القرآن العظيم أقتبس بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين.(صدق الله العظيم).
ومما ورد في الأثر أذكر:
قيل لداهية...كيف تدير معركة وتكون متأكداً من أنك ستنتصر فيها؟...
قال أحارب خصمي بأعدائي ... لو أن أعدائي إنتصروا أكون قد قضيت على الخصم. ولو الخصم إنتصر أكون قد قضيت على الأعداء، وفي الحالتين أكون قد ربحت!!!
واللبيب من الإشارة يفهم...
ودمتم ودام الوطن بأمان الله وحفظه.