كانا يتسابقان وينطلقان بسرعة كبيرة .
كان يلتف بحركة بهلوانية حولها . وكانت تسير بخط مستقيم أكثر الأحيان .
وربما تلامسا في بعض الأحيان تلامس خفيف ولطيف فالسرعة لها قوانينها . وفي السرعة الكبيرة يكون التحكم صعباً جداً .
ثم ارتفعا و ارتفعا عالياً . حتى لم يعد بالإمكان رؤيتهما .
هناك وفي ذاك المكان الذي يضج بالهدوء . ومن ذاك العلو الشاهق . ضمها إلى صدره وسقطا معاً في دوران منتظم ومستمر وسريع . وكانت بين الحين والأخر تفرد جناحيها حتى تبطئ سرعة هبوطهما و تطول مسافة هبوطهما معا ويطول اللقاء أكبر وقت ممكن . وفي نقطة ما يفترقان ليعاودا ركوب التيارات الصاعدة من الهواء الساخن . حتى يمارسا طقوس الحب في الهواء من جديد . وكان الصعود والهبوط لا يتعبهما بل العكس تماما .
وبين الحين والأخر كان الذكر يطلق صوتاً يصل مسامعنا على الأرض . معلناً أنه ملك الفضاء وأنه مسيطر تماماً في تلك اللحظة وذاك الزمان .
كل عام عندما يقبل طائر السنونو أكون أول البشر في انتظاره . فأنا أتفاءل برؤيته . وأحب هذا الطائر لرشاقته ولونه المذهل والثابت واللامع .
كل سنونو وأنتم بخير . لعل السنونو المقبل يأتي كما كان إلى سوريا الأمان .
دمشق محمد عصام الحلواني 20/3/2013 الساعة الثامنة صباحاً .