ليس مفكره ولا روزنامه ولا سجل حكومي او جدولا للمواعيد انه انسان يمثل شرائح من الناس في عمر محدد او ظروف معينه هو سجين ليس بين الجدران البارده وخلف القضبان الحديديه بل سجين خلل ناجم عن ضغط او خلل نفسي او اقتصادي او اجتماعي
يمكن ان يكون سجينا في بداية سجنه يعد الايام بالثواني في اسبوعه الاول وينسى الزمن بعد ذلك حتى يقترب موعد انتهاء محكوميته فيصبح في نظره وداخل نفسيته الايام في الاسبوع الاخير من سجنه اطول من السنين والساعات الاخيرة عقود من الزمن منتظرا بفارغ الصبر ساعة الفرج والخروج من ظلام السجن الى نور الحرية
ويمكن ان يكون عداد الايام جندي او ضابط او موظف او عامل يعيش ضغوطا اقتصاديه رماه اليها القدر او رمى نفسه تحتها مختارا عندما وضع لنفسه برنامجا لانجاز اهداف بحاجه لمبالغ ماليه تفوق قدراته او لا تتناسب مع مستوى دخله فهذا الصنف من الناس تشكل لحظة استلام الراتب بالنسبة له فرحة مؤقته تختفي بعد ايام قليله ان لم يكن ساعات حيث يتبخر الراتب ويبدأ بانتظار استلام الراتب التالي قبل ان يجف حبر توقيعه على سند استلام راتبه او تسترد ماكينة البنك انفاسها بعد ان يقترب حديدها من الذوبان من سخونة الضغط على السحب النقدي
وكثير من هذه الفئه لا يتمكن من التركيز في عمله ويصبح الموضوع الرئيسي على غلاف دماغه الذي يحجب اي نوع اخر من الافكار ويشكل ضبابا على التفكير الصحيح هو امنيته في ان تدور عجلة الزمن الى الامام لكي يستلم راتب الشهر التالي اما فئة معاكسه هو من لا يستلم راتب بل مطلوب منه تسديد التزامات بنكيه او ديون او اقساط او اجرة بيت او قسط مدارس الاولاد في موعد معين من الشهر ويتمنى ان تكون سرعة عجلة الزمن مهزومه في سباقها مع السلحفاه ويصبح موعد التسديد او الدفع بالنسبة له مثل كابوس ثقيل وحلم مزعج يزداد الكابوس ثقلا ويزداد الحلم رعبا كلما اقترب موعد تسديد الدفعات المطلوب منه تسديدها
اما طالب المدررسة الكسول فيتمنى ان يتوقف الزمن بعد ظهر الخميس حتى لا يأتي صباح الاحد موعد بدء الدراسه للاسبوع التالي اما الخطيب والخطيبة قبل الزواج فينتظران لقاء اخر الاسبوع على احر من الجمر ويتمنيان ان يتوقف الزمن عند اللقاء الذي تمر ساعاته دقائق في نظرهما اماالزوجان اذا كانا متحابان وسافر احدهما توقفت عجلة الزمن في مخيلتهما حتى عودة نصفه الاخر اما الزوج الذي يعاني من سوء حظ اختياره لشريكة حياته و كان موعد دخوله للبيت هو بدء محاضرات وعتاب ولوم وطلبات ويكون وضعه مطابقا للمثل القائل العين بصيره واليد قصيره وفتحت الزوجه صفحات نقاش في امور غيرر مريحه له و تشعل في داخله نارا تكون مختفية تحت رماد ضغوطات الحياة فيتمنى ان يمر الوقت سريعا حتى يستطيع اخذ فسحة من الراحه خارج موال الزوجه اليومي الذي يتكرر مثل دعاية تلفزيونيه طويله ودمها ثقيل في فيلم او مسلسل شيق وبهذا
يختلف عداد الزمن باختلاف ظروف ونفسيات البشر والعلاج هو تحكيم العقل قبل الانجرار وراء العواطف والهواجس و الرغبات والشهوات و الغرائز والحاجات وان يكون العقل المتزن هو المنظم لحياة الانسان وان لا يبني الانسان برنامج حياته وراء كذبة تقليد الاخرين في امور رفاهيه او صرعات موضه لا تتناسب مع ظروفه اومحاولة ارضاء سخافات الزوجه او الاولاد على حساب صحته التي تتدهور بعد ان ينقلب تراكم الضغط النفسي في داخله الى مرض مزمن سكري او ضغط او جلطه قلبيه او سكته دماغيه