قرر الثعلب الكهل الاجرد القيام بزيارة الى الضبع الكهل الاحول الذي كان فيما مضى عدوا شبه لدود وشد الرحال وطلب الاذن في مقابلة الضبع الجالس في عرين النمر وبعد ان استجاب الضبع لطلبه دخل الثعلب الاجرد الى الضبع الاحول القابع على عرش اكبر من حجمه المعنوي بكثير لانه كان فيما مضى سجينا في القبو الواقع تحت عرش النمر
وبعد ان القى الثعلب التحيه رد عليه الضبع التحيه بالجمله لان حوله غريب فهو يرى الواحد سته اذا نظر الى اليمين ويرى القزم عملاقا ولكنه يرى الستة واحد ان نظر الى الشمال ويرى العملاق قزما وقال الضبع مرحبا بالثعلب اهلا ومرحبا بالاشقاء الثعالب واستغرب الثعلب الترحيب معتقدا انه من باب التفخيم والتبجيل لحضرته وليس من عيب الحول
وبعد عبارات المجاملة والترحيب ومقدمات السؤال عن الصحه والضبع يتململ في جلسته لان العرش الذي يقبع فوقه ليس مخصصا له ولكن لانعدام ورثة للنمر تسلق اليه الضبع بالاحتيال على بقية المخلوقات ووصل الثعلب الى لب الموضوع وهو التماسه من الضبع الاحول التوسط لدى الضبع الاصغر منحه عظمة من رجل دجاجة اصطادها ويرفض مشاركة احد بها وحجة الثعلب انه حضر للزياره حرصا على السلم الاهلي وحقنا لدماء مخلوقات الغابه ودرءا للفتن مع ان الثعلب اجرد ومجرد من عناصر القوه وهو يمشي في ركب الاقوياء وكان فيما مضى يحمل المظلة في الصحراء التي لا تنزل بها الامطار الشتويه ولا الموسميه ويلبس معطف الدب ان استمع ان الاجواء امطرت في منطقة النمور
وبينما كان الثعلب يرغي ويزبد ويهذي ويهذر ارتعش الضبع واغمي عليه واحضر مساعديه البصل لايقاظه ففتح عيونه ولكن الرعب واضح في نظرات عينيه والسر هو انه رأى امامه النمر الموقن انه مدفون في الساحة العامه القريبه والنمر ينظر اليه بازدراء لا يوصف ولم يعد الضبع يستمع الى ما يهذي به الثعلب لان امرا اخر وهو خبر من احد مساعديه شكل له كابوسا ساعد البصل في عدم دخوله في غيبوبة اخرى وهو ان الجرذ القابع في الغابة القريبه قد تضخم وانتفخ معنويا بدعم من الخنزير البري ويتحدى الضبع وارسل برسالة تحدي الى الضبع يدعوه فيها الى المبارزة على نبع الماء الفاصل بينهما
ولما وصل الثعلب الى قناعة بان الضبع لا وقت لديه لمشاكل الاخرين وقف واستأذن ليخرج من الباب الايسر ونظر اليه الضبع وشاهده قنفد ونسي انه عندما دخل من الباب الايمن ستة ثعالب وودعه قائلا وداعا يا قنفد الامر الذي اصاب الثعلب بالصدمه لانه عندما دخل خاطبه بالتفخيم وعندما خرج ودعه بالتحقير دون ان يدرك الثعلب سر الحول الغريب المصاب به الضبع الاحول الذي يبدو انه يصارع من اجل البقاء جالسا على العرش الذي يهتز من تحته لانه عرين للنمور وليس وكرا للضباع وهنا انطبق على الثعلب الاجرد المثل القائل يا طالب الدبس من غير محله لن تنال مبتغاك والعنب والتين لا يجود به نبات الشوك والعليق ومن يحلم بغير ذلك فهو مريض نفسيا وبحاجه لعلاج وبقاء الثعلب الاجرد قابعا في زاويته المنسيه اكثر شرفا له وللثعالب من تملق الضبع الاحول
