news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
حملنا .. جعلناه في وعاء غيرنا!!! ...بقلم : afjsa1

أبدأ بمثل يعرفه جلّنا يقول: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع .. وما دفعني بالشروع في خط مقالي هذا، عنوان قرأته في الفضاء الإفتراضي، وعلى صفحة لموقع إلكتروني مؤاده: وفقاً للشرائع السماوية - واحد من المسؤولين السوريين - يطالب بأن يرتهن النفط السعودي والقطري لصالح إعادة أعمار سورية !!!


عنوان استوقفني. ومؤكد أنه استوقف كل الوطنيين السوريين، لأنه يمثل عين العدل، ولا يصدر إلا عن شخص غيور على بناء الأمة، من بعد الهدم والدمار الذي حاق بها - وبجميع أشكاله - بفعل ودعم خارجي، وباعتراف وتأكيد حتى من أعتى أعداء الأمة السورية.

ولكن - والعياذ بالله من كلمة لكن - يطرح ذاك الطرح سؤال منطقي، يتبادر لذهن كل المتتبعين ملخصه : هل يمتلك ذاك المسؤول أي من السبل أو الوسائل التي تتيح إمكانية تطبيق ما يطرح، على أرض الواقع، وهل يمتلك آليات التنفيذ لتحقيق ما طرح؟؟؟

 

ومن خلال متابعتي الشغوفة للحالة التي آلت بنا على الثرى السوري، لا أخفيكم سراً بأنني - وكما كل المهتمين بالوضع الداخلي السوري - أتابع وبإمعان، القدر الوافر من الحوارات التي  بتنا نلهث وراءها من فضائية وطنية لأخرى، نتيجة التطور الكبير الذي لا يستطيع متتبع محايد أن ينكره بالعرض والتقديم - الذي فرض نفسه علينا - من خلال ذلك التواصل الدؤوب أقول : إن الغالبية العظمى من المتحاورين، قد تمكنوا - بحنكة الباحث والمحلل - من تشخيص المرض وبحرفية لما قد أبتليت الأمة به، ولكن عندما ينتقل إلى مرحلة العلاج بعد التشخيص، نجد الأغلبية  يلقي بفصول الحل على الآخر باستثنائه، ويكأنه جاب رأس غليص في التشخيص .. ويترك العلاج لألي الأمر، نائياً بنفسه عن أي جهد يمكن أن يشارك به...

 

كلنا نكتوي اليوم بلهيب الأزمة المضرمة فينا منذ السنتين ونيف، ومن منا لم يلحقه أذى كبير أو صغير - وبشكل نسبي -جراء الذي فرض من الغير علينا، حتى بتنا منخرطين في أتونها بقصد أو من دون قصد، وصرنا من المنغمسين فيها من دون أن ندري. فكلنا يعتقد بأن عنده متطلبات محقة، ويتعرض لعوائق يطلب من الآخر بأن يذللها له، حتى بتنا في بعض الأحيان نختلق هذه العوائق بأنفسنا، ونريد من الآخر أن يوليها جل إهتمامه، في سبيل تجاوز الملمات والمشاكل التي قد تنجم عنها.

كإضاءات على ما ذكرت أجتزؤ ولا أجمل ...

 

·   قام السواد الأعظم من أصحاب المدخرات المالية، بتحويلها إلى ذهب أو دولارات لحمايتها، بعد ترويج الشائعات من أجل ذلك، فتضاعفت أسعار الذهب والدولار، وبتنا نطالب بإيجاد آليات للمحافظة على سعر الليرة السورية.

·   عمد الكثيرون، إلى مخالفات شتى في مختلف المناحي الخدمية، ودفعت الرشاوي بالكم الكبير من الليرات .. لنطالب بعد حين وبالفم ىالملآن بمكافحة الفساد.

·   عزف العدد الكبير من المواطنين، عن دفع الفواتير والرسوم المتنوعة حالة شعورهم بعدم وجود الرقيب، وشاع الإستجرار غير المشروع للعديد من الخدمات، لنرى البعض يستهجن التقاعس في تنفيذ أو العمل على حجب مثل هذه الخدمات، ولو بشكل كامل، أو لفترات محدودة من الوقت.

·        استفاد سماسرة الأزمات، مما آلت إليه البلاد، فانفجرت أسعار حتى الهواء، لتتعالى الأصوات تطالب بضبط الأسواق.

·   تحولنا، وبمشيئة العابثين من العباد إلى مجتمع " كل مين إيدو إلو ". و بعبارة أخرى إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب .. فصار الموظف يستغل حاجة المراجعين، والرئيس يذل مرؤوسه في سبيل مزيد من الولاء، وبالمقابل صار المرؤوس يتذلل للرئيس في سبيل الغث من المكاسب الشخصية، أو لغض النظر عن فلتان وظيفي بتنا ندور في فلكه، والطالب يرجو مرضاة معلمه، والمعلم يبتز طلابه، والمريض يرجو الطبيب، والطبيب غير مكترث بمهنته الإنسانية .. وهكذا دواليك! حتى وضمن البيت الواحد، قرأت بأن معدلات الطلاق تضاعفت مثلين في العام الماضي، بسبب تنصل رب الأسرة من مسؤولية رعاية أفراد أسرته، لضيق أو حجج واهية صرنا خبراء في فبركتها.

 

يقيناً أقول .. كل من يتابع قراءة المقال سيسأل التالي: جل ما ذكرت نراه من حولنا ... فما الجديد؟؟؟

أجيب - ومن خلال ما عرضت - بأننا تعودنا أن لا نمل في البحث عن مشجب، نعلق عليه أخطاء اقترفناها بأيدينا، من دون الإلتفات للبحث عن حلول لتلك الأخطاء، أو السعي للتخفيف من وطأتها إذا لم نكن قادرين على تجنبها، أو أخذ الحيطة والحذر من الإنغماس في أتونها .. ناهيك عمن يجند نفسه بوقا،ً ما فتىء أن يجلجل، ويلعلع، ناقداً وفاضحاً مثل تلك الأخطاء من دون كلل أو ملل، لنراه يلقي الإتهامات يمنة ويسرة، ويلوم من يظنهم بأنهم مقصرين في إيجاد الحلول لتلك المشاكل. وعند سؤاله عن دوره في الحل يقول ومن دون أدنى تفكير: وأنا شو طالع بإيدي !.

 

أحبتي في الله...أذكركم في هذه العجالة - وبعد أن أرشدتكم بحول الله تعالى - إلى موضع الألم، بهدي من هدايا رسولنا الأكرم، عليه أقضل الصلاة وأفضل التسليم، حين قال:

من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .. ومن لم يصبح، ويمس .. ناصحاً لله، ولرسوله، ولكتابه، ولإمامه، ولعامة المسلمين، فليس منهم.

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/35

 

2013-06-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد