سافر إلى روسيا للحصول على شهادة علمية وبعد أن حاز على شهادة الدكتوراه في مجال الهندسة المدنية عاد إلى الوطن الأم سورية ليعمل في مجال دراسته حيث بقي ما يقارب الـ 5 سنوات، وخلال هذه الفترة كان قريباً من عمه الفنان الراحل "فهد بلان " ومواكباً لكل نشاطاته الفنية التي تركت بصمة واضحة في مجال الغناء التراثي الجبلي والوطني حيث دفعته موهبته المبكرة للمشاركة في جميع السهرات الغنائية التي كان يقيمها عمه ومشاركاته كانت تتنوع بين العزف والتلحين في معظم الأحيان.
حبه للموسيقا كان يطغى على عمله في مجال الهندسة وظل هذا الهاجس مرافقاً له بعد سفره مرة ثانية إلى روسيا ومن هنا بدأت بذور حلمه الفني بالتحقق وأول ما قام به هو تأسيس فرقة موسيقية سيمفونية خاصة به في عام 1999 ضمت الكثير من الفنانين والموسيقيين والمطربين الروس وقد تميز منذ ذلك الحين بأنه طوع الآلة الشرقية لتجاري الآلات الأخرى على نفس المستوى مثل: الناي والطبلة والكمان الشرقي بالإضافة إلى العود وكان معظم ما تؤديه هذه الفرقة من ألحانه ما حقق له تميزاً وخصوصية أوصلته إلى شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي والعالم ليُفاجئ جمهوره فيما بعد بانجاز فني يعتبر الأول من نوعه لفنان سوري في بلاد الاغتراب ألا وهو تأسيس مدرسة للرقص المسرحي في موسكو عام 2005 متوجاً افتتاح هذه المدرسة بتصميم العديد من الرقصات المسرحية المعبّرة عن توجهه الفني الملتزم والحاملة لروح التراث الشرقي بعيداً عن الابتذال في الرقص مثل مسرحية "سفينة نوح " ومسرحية "رقص الحياة ".
إنه الفنان والملحن والشاعر السوري "كمال بلان " الذي أخبرنا عن بعضاً من إنجازاته الفنية الكثيرة وتحضيراته الحالية للجديد من أعماله في هذا الحوار:
* ما هي رسالة كمال بلان والهدف الأسمى لديه فيما يسعى إليه وما يعتري مخيلته من أحلام لم تتحقق بعد؟
** بداية أشكركم على هذه المقدمة وهذا التقديم المميز لأعمالي وفي الحقيقة لا يوجد أجمل من تكريم الفنان في بلده واهتمام إعلام بلده بانجازاته التي يقوم بها هذا يخفف عليه عبء الجهود الكبيرة التي يبذلها لإيصال طموحاته إلى العالم بأسره، ويشعره بسعادة بالغة، الاهتمام والدعم المعنوي من أرقى أنواع التكريم الذي اعتز وأفتخر به كفنان سوري عانى شوق السفر والاغتراب لسنوات طويلة، وربما هو أكثر ما احتاج إليه في غربتي. رسالتي واضحة منذ البداية وهي نشر الفن الشرقي بشكل عام والسوري بشكل خاص في بلاد المغترب ولا أنكر أن إحساس الغربة والشوق الكبير للوطن الغالي سوريا كان ومازال المغذي الأكبر والملهم الأول لألحاني وأعمالي.
فانتازيا اللحن:
كمال الروسي السوري هو اللقب الأكثر انتشاراً للفنان والملحن "كمال بلان " في روسيا والسبب "كما يقول " : " السبب يعود لكوني أول من أدخل العود إلى صالة "تشايكوفسكي " الشهيرة، ولأني أكتب الشعر والنثر باللغة الروسية ولكن بروح شرقية ولإصراري على نشر ثقافة التراث الفني السوري في روسيا وتفردي بالعزف على العود ضمن أي حفل تقيمه الفرقة وبتكنيك كبير وعلى سبيل المثال العزف الذي قدمته مؤخراً في الحفل الموسيقي "أعظم أنهار العالم " على مسرح "تشايكوفسكي " في موسكو أمام الفرقة الحكومية الأكاديمية الروسية والذي عزفت من خلاله مقطوعات موسيقية لعمالقة الموسيقى العربية أمثال "محمد عبد الوهاب " و "فريد الأطرش " العزف حمل روح كمال بلان ومساحات واسعة من فانتازيا الارتجال الفني المدروس وقد حققت الحفلة نجاحاً كبيراً واهتماماً إعلامياً واسعاً في روسيا وتكريم افتخر وأعتز به ".
* حكاية شرقية " لكمال بلان " عنوان أمسيتك الشعرية التي تستعد بجهود جبارة أنت وفرقتك الموسيقية لتقديمها في الأيام المقبلة ماذا تحدثنا عن تحضيراتك حالياً لهذا العمل الضخم وما توقعاتك بعد العرض؟؟
تواصل وارتقاء روسي سوري
أمنياتك التي حققتها وطموحاتك القادمة بكلمة أخيرة *
**طموحي أن أترك للبشرية بصمات فنية يستفيد منها العقل والروح وأتمنى أن أتقي الغرق في السطحية والركض وراء شهرة تموت فور غيابي عن هذه الحياة، استطيع القول وبثقة تامة أني تمكنت والحمد لله خلال السنوات الماضية من تعريف المجتمع الروسي على الفن والحضارة السورية التي أنتمي إليها، لأني حاولت جاهداً التأكيد على أن سورية كانت ومازالت مهد التراث والحضارة، أسعى دوماً إلى مد جسور فنية بين سوريا وروسيا ولا أنكر ما قدمته لي بلدي الثاني روسيا من دعم أخص به "دائرة الثقافة والفنون " ودعم أصدقائي الروس لي ودورهم في وصولي إلى هذه الشهرة الواسعة والحمد لله، دون أن أنسى الاهتمام الكبير الذي ألحظه من الإعلام الروسي المواكب لكل أعمالي دوماً.
كمال يقرأ: فقط من أجلك يا دمشق
هل تعلمون بأن القمر يظهر في الليالي ليتمتع بأنوار دمشق، وأن الشمس تأخذ دفئها من أنفاس السوريين الطيبين، والريح تتقدس عند مرورها عبر أجنحة الحمام وتتحول إلى أغاني تؤديها طيور الجنة. فقط من أجلك يا دمشق تزهر في الحدائق وروداً إلهية كعقد، لك سأنزل نجوم المجرات أنت الحد الفاصل بين الضوء والعتمة وأنت تربة الحياة التي تنمو فيها مجراتي، نأتي إلى الدنيا باكين أما أنا فأتيت مبتسماً، أنت دموع شلالات شمرا وتاج إبداعات الله، سأسعد بصنع أمجادك ولكن اصبري قليلا فأنا قادم.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews