news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
البدانة عند الأطفال.. هل هي مرض نفسي؟؟ بقلـــم: ريمــا الزغيّــر

قد يبدو وجود طفل بدين في العائلة أمراً طبيعياً عند بعض الآهل، وربما يعتبرونه أمراً إيجابياً ومفيد لصحة الطفل التي يجب أن تكون ممتلئة بشكل ملحوظ لتقيه من الأمراض، وهناك بعض العائلات تفخر بأن ابنها بدين معتبرة ذلك مقياساً لسلامة الجسد، وأحياناً يعتقد الأهل أن البدانة هي مجرد مرحلة عابرة في حياة الطفل


 لأنه في مرحلة النمو، وبعد فترة سيعود إلى الوزن الطبيعي أو المتوسط ليس أكثر، لكن خبراء التغذية والصحة ينفون صحة هذه المفاهيم، ويؤكدون أنها مجرد اعتقادات اجتماعية خاطئة لها من السلبيات "الصحية والنفسية" أكثر من الايجابيات. لكل هذه الأسباب حاولنا تسليط الضوء على هذا الموضوع، لاسيما مع قدوم شهر رمضان المبارك الذي تتنوع فيه الأطباق الشهية والأصناف، ما يؤدي إلى البدانة عند الكبار والصغار إن لم يتبعوا نظاماً غذائياً سليماً.

 

ويؤكد الأخصائيين أن نسبة غير قليلة من الأهل قد لا يدركون أن طفلهم يعاني حقاً من البدانة، كما أن العديد منهم يهملون قياس وزن وطول أطفالهم بشكل دوري، حتى أنهم "الأهل" لا يتبعون غالباً نظام حياة صحي كممارسة الرياضة، أو نظام غذائي صحي، فقط لأن الأشخاص من حولهم لا يقومون بذلك، وهذا المفهوم الخاطئ يمكن أن يؤدي بأطفالهم إلى السمنة المفرطة، وبالتالي سيؤدي إلى إصابة نسبة كبيرة من الأطفال بعد  سن البلوغ بأمراض خطيرة "كداء السكري وأمراض القلب والشرايين".

الطفل البدين معرض للوفاة المبكرة

 

أكدت الدراسات الحديثة المخاطر المرتبطة بالبدانة في سن الطفولة، فهي قد تمهد الطريق إلى وفاة مبكرة، كذلك وجدت دراسة تابعت نحو 5000 طفل من سن الطفولة وحتى منتصف العمر أن الذين كانوا من أصحاب الوزن الزائد أثناء الطفولة تزايد بينهم خطر الوفاة إلى أكثر من الضعف قبيل سن الـ 55 ، كما أكدت العديد من الأبحاث مخاوف المختصين بشأن المخاطر بعيدة الأمد التي قد تتسبب بها بدانة الأطفال، لاسيما أن هذه الأبحاث قد ربطت بين بدانة الأطفال والمضاعفات الصحية التي قد يعانون منها جراء ذلك على المدى الطويل، وفي الدراسة قام الباحثون بقياس مؤشر كتلة الجسم وغلوكوز الدم لمجموعة من الأطفال، واكتشفوا أن ضخامة مؤشر كتلة الجسم وارتفاع معدل الغلوكوز يعدان مؤشران قويان للوفاة المبكرة.

 

شرايين الأطفال المصابون بالبدانة تشبه شرايين بالغين في عمر 45 عاماً

 

أشارت بعض الدراسات إلى أن شرايين طفل بدين ربما تكون مسدودة مثل شرايين شخص في منتصف العمر، حيث يكون تراكم المواد الدهنية في البطانة الداخلية للجدار الشرياني، يعني أن الأطفال قد يواجهون احتمال الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة، وذلك في سن الثلاثين، وقد استخدم مجموعة من الأطباء الموجات فوق الصوتية لقياس كثافة الجدران الداخلية لعنق شرايين 70 طفلاً أغلبهم يعاني من البدانة فوجد أن حالة شرايينهم أكثر شبهاً بشرايين شخص في عمر 45 عاماً، وتظهر أحدث الدراسات أن البدانة قد تبدأ في إرساء أساس مرض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة.

 

* لكن هل تعرض الأطفال للبدانة يعود لأسباب نفسية حول هذا التساؤل أوضحت الاختصاصية في التغذية المجتمعية "ليلاس عدنان طعمه " - ماجستير في علوم التغذية - المركز الاستشاري للتغذية بدمشق قائلة: " أحياناً يصاب الطفل بالبدانة لأسباب نفسية فالبدانة عند الأطفال هي ذات بعدين الأول هو "البعد النفسي": ويتلخص بوجود الطفل في وسط عائلي أو بيئة أسرية مضطربة، ما يؤدي لحدوث "اضطراب شهية" عند الطفل هذا الاضطراب إما أن يجعل الطفل يفقد قابليته للطعام أو العكس، أي أن تفتح شهية الطفل لتناول كميات زائدة من الأطعمة المختلفة، وقد أثبتت الدراسات النفسية صحة هذا الأمر، أما البعد الثاني فهو "البعد الجيني": أي أن يكون الطفل مؤهل ببنية جسده ليكون عنده بدانة، وتزيد بدانة الأطفال هنا بشكل أكبر إذا كانوا يعيشون في بيئة أسرية تشجع على تناول الطعام "بيئة مساعدة"، وأيضاً يترافق ذلك بعوامل أخرى تزيد من البدانة مثل: "قلة الحركة والخمول وتناول الوجبات السريعة والاعتياد على الجلوس لساعات طويلة أمام ألعاب الكمبيوتر والتي حلت مكان اللعب في النوادي الرياضية أو في الفسحات القريبة من المنزل" كلها تعتبر بيئة مساعدة للبدانة".

 

 * وعن تأثير البدانة على الأطفال من الناحية النفسية تقول د. ليلاس: "الطفل البدين يعاني من مشاكل نفسية وأهمها أن أصدقائه في المدرسة ورفاقه يسخرون من شكله وينادونه بعبارات الاستهزاء، وهذا السبب يندرج ضمن الأسباب الاجتماعية، أما السبب الثاني فهو "هرموني" أي أن الأطفال البدنين تختل عندهم هرمونات السعادة، لذلك هم معرضون في أحيان كثيرة لمشاعر الضيق والحزن والاكتئاب، ويعانون من قلة النوم، وهذا بدوره يشكل مشكلة نفسية عند الطفل البدين".

 

* ما نسبة البدانة عند الأطفال في محافظة دمشق؟؟

* آخر الدراسات والإحصاءات التي أجريت في دمشق حول هذا الموضوع كانت منذ أربع سنوات، وقد أجريت الدراسة على مجموعة من الأطفال في المدارس الحكومية والخاصة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وكانت النتيجة أن نسبة البدانة عند الأطفال في المدارس الخاصة هي 40% وفي المدارس الحكومية 10% "زيادة وزن + بدانة"، كما أوضحت الدراسة أن نسبة البدانة عند الإناث أعلى من الذكور، وهذه النسبة هي بازدياد دائم لا العكس.    

*هذا السؤال هام جداً، خصوصاً أننا في بداية شهر رمضان المبارك "أعاده الله علينا بالصحة والعافية"، ففي هذا الشهر يختل النظام الغذائي عند الكثيرين ويتعرضون لمشاكل البدانة صغاراً وكباراً، لذلك أول نصيحة أقدمها للأهل بشأن أطفالهم هي:

 

1- أن لا يكثرون من أطباق الأطعمة على مائدة الإفطار..

2- عدم وضع أي نوع من المقالي على طاولة الإفطار، لأن الأطفال يتركون كل الأطعمة الموجود ويتناولون المقالي.

3- تنبيه الأطفال إلى مسألة مهمة جداً وهي عدم تناول الطعام بسرعة

4- عدم شرب الماء مع وجبة الإفطار بكثرة، من كوب إلى كوبين لحد أقصى، وإذا أرادوا شرب المزيد من الماء فليكن بعد وجبة الإفطار بساعتين.

5- يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على بروتين أو مادة غذائية قليلة الدسم أو نوع من الحبوب ليحصل الجسم على ما فقده من غذاء هام في فترة الصيام.

7- تناول الحلويات والدهون باعتدال .

 

أما لغير الصائمين:

فمن المهم إتباع نظام غذائي يرتكز على أغلب الخطوات التي ذكرتها، مع أهمية التقليل من أطعمة السوق الجاهزة، كونها غنية بالدهون، والتركيز على الطبخ في المنزل، وأيضاً الإكثار من تناول الخضار والفواكه، وضرورة تناول الوجبات الثلاث الأساسية، والتنويع في الأكل من نشويات وحليب ومشتقاته وحبوب ولحوم، والإكثار من شرب الماء طوال النهار وليس دفعة واحدة، ولا يكتمل أي نظام غذائي بفوائده إلا من خلال الحركة كالمشي وصعود السلالم وممارسة الرياضة .

 

أما النصائح النفسية:

 

فهي تتلخص بتخلي الأهل عن أساليب اللوم والتقريع لأبنائهم الذين يعانون من البدانة، لأنها لا تجدي نفعاً، والمطلوب منهم إحداث تغير جذري في الأنماط الغذائية وطبيعة النشاطات لأفراد الأسرة جميعهم، مع أهمية عدم إجبار الطفل على خفض وزنه، حتى مع بلوغ وزنه درجة عالية، والامتناع عن مناقشة خفض الوزن أمامه، واعتماد أساليب فعّالة في موازنة وجبته الغذائية، من خلال التنوع الغذائي المليء بالخضار والفواكه والأسماك، مع إعطاء الطفل وجبات غنية بالكالسيوم مثل مشتقات الحليب..

 

2012-08-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد