news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الدوار الدهليزي.. مرض العصر.. بدون علاج !! ... بـقلـم: ريـمـا الـزغـيّــر

الدوار الدهليزي هو نوع من أنواع الدوار الذي يشعر به الشخص بالدوران أو الالتفاف أو دوران الأشياء التي تحيط به، لذلك يحاول الشخص المصاب دائماً عندما يريد التحرك أن يتمسك بشيء ما كي لا يسقط على الأرض، وهو مرض ازداد بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة وشكل علامات استفهام كثيرة حول أسبابه ومنشأه والأهم طرق علاجه التي ما تزال حتى الآن غير موجودة رغم تزايد انتشاره.


 أعراض هذا المرض تتمثل بالإقياء والغثيان وتشوش الرؤية أحياناً، أيضاً الشحوب والتعرق، لكن الغريب أن المصاب لا يشعر بأي نوع من الألم عندما يتعرض للنوبة، لأن الأبحاث الطبية تؤكد أن الدوار الدهليزي ليس مرضاً بحد ذاته بل هو عرض مزعج فقط حيث لا يوجد إصابة عضوية بالأذن الباطنة وإن ما يحدث هو اضطراب بمستوى الدهليز "منطقة دقيقة جداً بالأذن الباطنة فيها خلايا حساسة" حيث يشعر الإنسان بعد هذا الاضطراب أن الدنيا تدور به. الدوار يصيب أي شخص وبأي عمر لكنه نسبة المصابين به تزداد عند كبار السن غالباً بسبب نقص التروية الذي يصيب الأوعية الدقيقة بالأذن الباطنة.

 

عن أسباب هذا العَرَض المزعج الذي اختلفت مسمياته وحيّرت الأطباء طرق علاجه يتحدث الدكتور محمد خير المولا اختصاصي "الأذن والأنف والحنجرة" حيث أوضح قائلاً: "

 

حالات الدوار الدهليزي غالباً هي مجهولة السبب ويشك بالمنشأ الفيروسي فالأذية الفيروسية التي تصيب هذا الجزء من الجسم "الرأس" تسبب له الاضطراب وهذا الاضطراب يتبادر للشخص بالدوران والإزعاج ما يسبب الغثيان والإقياء، نحن نوضح للمصاب دائماً أن هناك علاقة تربط بين "الأذن الباطنة والعين والحس العميق" كل هذه لأعضاء تسير بالعصب الدهليزي وتجعل الإنسان يتوازن ويدرك المسير أمامه، لذلك نقول أن أي اضطراب في هذه الجملة العصبية يؤدي للشعور بالدوار، بالإضافة لأن العصب المبهم يتأثر ويسبب للمصاب الشحوب والتعرق والتسرع بدقات القلب، أحياناً تكون حالة الدوار خفيفة وأحياناً شديدة تعطي أعراض مفاجئة جداً وقوية من الدوار وقد تستمر من عدة أيام إلى أسابيع أو أشهر وهنا تصبح الحالة صعبة لكنها رغم ذلك تسمى "سليمة" لأنها لا تعطي أعراض عصبية دائمة وثابتة ولأنها لا تؤدي إلى إصابة بالسمع

 

 فمن يصاب بالدوار الدهليزي يشعر بالطنين والإزعاج لكن العصب السمعي يبقى سليماً بشكل كامل، من هنا سمي "الدوار الدهليزي" حالة عرضية وليس مرضاً عضوياً، لكن المشكلة في هذا العرض أن من يصاب به مرة يصبح مهيئاً ليصاب به مرة ثانية حيث يكون الاستعداد موجود عند الشخص للإصابة بالدوار ويجب أن يعرف المصاب هذا الأمر وينتبه له وأهم ما يجب أن يفعله أثناء النوبة هو عدم قيادة السيارة أو صعود المرتفعات وعليه مباشرة أن يقف في مكانه ويثبت رأسه لأن حركة الرأس هي التي تزيد الدوار، وإذا كان في المنزل عليه بالراحة فوراً بأن يتمدد على ظهره حتى تخف الأعراض".

 

ويضيف د مولا: "هذه الحالات نسميها اضطرابات محيطية لأن الإصابة تكون بالأذن والأذن محيطة بالدماغ " وتشكل نسبة 85% من حالات الدوار الدهليزي العرضي السليم أما الـ15% الأخرى من الحالات فهي تكون شديدة وتسمى مركزية لأنها تكون بالدماغ، ومن أنواع الدوار العرضي السليم:

 

1- "دوار الوضعة": حيث يشعر المصاب بالدوار عندما يجلس بوضعية معينة فقط ويزول هذا الشعور مع الوقت عندما يبتعد الشخص عن الجلوس بهذه الوضعية، أما سبب هذا الدوار فهو وجود تكلس في القناة نصف الهلالية المسؤولة عن التوازن.

2- "التهاب العقد الدهليزية الفيروسي": وهو شديد جداً و مفاجئ ترافقه إقياءات شديدة ويؤدي أحياناً إلى عدم قدرة المصاب على المشي والحركة لعدة أيام وقد يحتاج الشخص إلى دخول المشفى ووضع السيروم، لأنه لا يستطيع أن يشرب السوائل نهائياً.

3- "داء منيير": وهو النوع الثالث الذي يؤدي إلى دوار متكرر كل فترة مع شعور بالإقياء والغثيان، لكن الإصابة بهذا الداء وتكرار الهجمة قد يؤدي لنقص السمع وقد ينتقل نقص السمع من إذن إلى أخرى، وللأسف هذا الداء مجهول السبب أيضاً ولا يوجد له علاج شافي بشكل كامل أما سببه فهو زيادة إفراز السائل بالأذن الباطنة ما يضغط على الخلايا الحسية ويؤدي إلى الدوار والشعور المزعج.

4- أسباب أخرى: هناك أسباب أخرى تؤدي للإصابة بالدوار الدهليزي كاستخدام أدوية سامة للأذن مثل "جنتامايسين"، الإصابة بالتهابات التيه، والإصابة برضوض في الرأس ، وورم العصب السمعي.

 

وعن نسبة الـ 15% من إصابات الدوار الدهليزي الشديدة والتي تسمى المركزية قال د. مولا: "أنها تؤدي إلى دوار وترنح وعدم ثبات، وهي أصعب طبعاً من كل أنواع الدوار المحيطي التي تم ذكرها، لأن الإصابة تكون بمركز الدماغ ومن أنواعها: الاضطرابات الوعائية، التصلب العديد وهو مرض مناعي مجهول السبب يصيب الشباب، وأورام جذع الدماغ، ومرض الصرع، وهناك دوار نفسي المنشأ يحدث بسبب أمراض نفسية، ودوار يحدث بسبب خوف الشخص من التعرض للهجمة مرة أخرى فالكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للنوبة أول مرة يصبحون خائفين من أن يتعرضوا لها مرة ثانية ما يخلق عندهم نوع من الرهاب لذلك ننصح الشخص أن يتجاهل هذا الموضوع قدر الإمكان لأن الحالة النفسية تؤثر كثيراً في هذا الموضوع".

 

* لكن ما الفرق بين الدوار والدوخة؟

* هذا سؤال جيد جداً لأن الكثير من الناس يخلطون بين الأمرين فعندما يزورنا مريض ويقول أنه يشعر بالدوار أو الدوخة نوضح له الفرق: الدوار يظهر عندما يعدّل الإنسان من وضعيته "أي بحالة الحركة" كأن يكون نائماً وينهض من السرير فيشعر بأن الدنيا تدور به وبحاجة لأن يتمسك بشيء ما ليستطيع المشي أما الدوخة فتحدث بحالة الوقوف أو الجلوس "أي بوضعية الثبات" وليس بوضعية الحركة ويحس الشخص فيها بأنه متعب ولا يستطيع الوقوف وبأنه سوف يغمى عليه، ومن المهم أن نقول أيضاً أن هناك أشخاص يشعرون بالترنح والميلان وعدم القدرة على التوازن لكن هذا ليس دواراً وهو مرض آخر.

 

*ما هي آلية العلاج من هذا المرض؟

 

*العلاج وقائي يعتمد على الراحة أثناء الهجمة وعدم الحركة وعدم التأثر نفسياً بالأمر لأن هذا من شأنه أن يؤدي لتكرار الوقوع بحالة الدوار، ودوائي باستخدام موسعات الأوعية، بالإضافة إلى مجموعة من المضادات للغثيان التي تفيد في هذه الحالات، وإذا كان سبب الدوار نفسي يعطي الطبيب المريض بعض المهدئات النفسية، الطب يعالج أعراض الدوار الدهليزي فقط ولا يعالج الفيروس بحد ذاته لأن هذا المرض كما هو معروف فيروسي والفيروسات لديها المقدرة أن تغير من جسمها وطبيعتها وشكلها، لذلك فإن كل إصابات الفيروسات مثل "الدوار والكريب والرشح وغيره" تشبه بعضها بأن ليس لها شكل ثابت وبالمقابل ليس لها علاج محدد أو معروف.

 

*هل صحيح أن الدوار الدهليزي يحتاج إلى الحركة أثناء العلاج وإن الراحة تطيل مدة المرض؟

* نعم الدوار الدهليزي يزداد مع الراحة الكبيرة أو الاستلقاء لفترات طويلة، لذلك وجدت بعض العلاجات بالحركة لتحريض الدهليز كي يعود لوظيفته ونشاطه فأحياناً يُطلب من المريض أن يقوم ببعض الحركات والتمارين للرأس ولفترات طويلة، لكن الراحة أثناء الهجمة أو الشعور بالدوار ضرورية ولا تستلزم الحركة أبداً.

2012-07-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد