news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الطفل العنيد يتحدى والديه.. ويحتاج إلى تربية خاصة بقلـــم: ريمــا الزغيّــر

أحياناً كثيرة يبدو الطفل صعب الطباع ولا يعرف الأهل كيف يتعاملون معه خصوصاً إذا أصر على سلوكه ورفض تغييره ورغم أن التجارب النفسية تؤكد أن درجة الانسجام بين الطفل ووالديه تلعب دوراً مهماً في هذا المجال وتؤدي إلى التقليل من المشاكل في تربية الطفل.


 إلا أن الكثير من الأهل لا يدركون هذه الخاصية وتنتابهم مشاعر الحيرة والتوتر جراء وجود طفل عنيد في العائلة وضمن هذا السياق يؤكد علماء النفس أن هذه المشكلة لا تعتبر أمراً سهلاً أبداً رغم استخدام الأهل أسلوب تعنيف الطفل العنيد لاعتقادهم أن ذلك هو نهاية المشكلة إلا أن العناد لا يتوقف بالإكراه وإنما يزيد من تمسك الطفل بالرأي أو الموقف وعدم التراجع عنه وهذا هو أحد اضطرابات السلوك الشائعة عند الطفل التي قد تستمر لفترة قصيرة أو تكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة في شخصية الطفل، وهو يعتبر ظاهرة عادية إلا إذا اشتدت أعراضه واستمر إلى سن المراهقة والنضج فعندئذ يكون حالة سوء تكيف ومؤشراً على احتمال التحول إلى أعراض مرضية.

 

 أشكال العناد:


* عناد التصميم والإرادة: وهذا العناد يجب أن يُشجَّع ويُدعَّم، لأنه إيجابي، فقد نرى الطفل يُصر على إصلاح لعبته مثلاً.
* العناد المفتقد للوعي: كأن يصر الطفل على استكمال مشاهدة التلفاز رغم محاولة الأهل إقناعه بالنوم حتى يتمكن من الذهاب للمدرسة صباحاً.
* العناد مع النفس: حيث يعاند الطفل نفسه ويعذبها إذا شعر بالانزعاج من أمه مثلاً فيرفض الطعام وهو جائع.
* العناد اضطراب سلوكي: حيث يرغب الطفل في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين، وهذا يحتاج لاستشارة اختصاصي في علم النفس. 
* عناد فيزيولوجي: يحدث بسبب وجود بعض الإصابات العضوية في الدماغ مثل أنواع التخلف العقلي التي يمكن أن يظهر الطفل فيها بمظهر المعاند السلبي.

 

ما هي أسباب العناد عند الأطفال؟

 

أكد الدكتور "أنطون رحمة" الاستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق أن أهم الأسباب هي تحكم الوالدين أو المعلمات بسلوك وتصرفات الطفل وسيطرتهم عليه، بالإضافة إلى الجو العائلي المتوتر الذي ينشأ فيه الطفل حيث الخلافات الانفعالية بين الزوجين، يلي ذلك اختلاف الأبوين في معاملة الطفل كأن يلبي الأب رغبات الطفل وتكون الأم على نقيضه الأمر الذي يدفع الطفل إلى العناد كلما طلب منه أحد الأبوين طلباً لأدائه، وتأتي عصبية الآباء وكثرة نقدهم للأبناء من أهم أسباب العناد عند الطفل والذي يشتد كلما كثر نقد الآباء والمعلمات للطفل وتعنيفهم على تصرفاته، أيضاً قد يكون العناد سلوكاً سلبياً لتحدي البيئة في مرحلة من مراحل العمر عند الأطفال ويمكن أن يكون لإثبات الذات، لكن بعض المربين يعدون الطفل الذي لا يمر بفترة يثبت فيها شخصيته طفلاً غير سوي، لذلك يكون هذا النوع من العناد تصرفاً طبيعياً يجب أن يمر به كل طفل، وأحياناً قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه، ومن ناحية أخرى فإن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه، حيث يصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.

 

العناد الطبيعي والعناد المرضي


العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه، لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم و يكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي، أما بعد أن يتمكن الطفل من المشي والكلام أي في عمر الثلاث سنوات وما بعد فقد يظهر عنده سلوك العناد نتيجة شعوره بالاستقلالية ونمو خياله وتصوراته الذهنية، وهذا يساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه ما يكسبه الصفات الفردية والشجاعة، وعندما يستمر العناد إلى مرحلة المراهقة يكون ذلك بسبب انفصال الطفل عن والديه فبعض حالات العناد قد تستمر إلى سن السابعة وما بعدها وعندئذ تحتاج إلى معالجة خاصة تكون على الشكل التالي:

 

* دراسة الحالة الصحية للطفل: يبدأ العلاج بهذه الطريقة فأحياناً يكون عناد الطفل بسبب نقص في إفرازات الغدة الدرقية، أو زيادة الطاقة الجسمية، الشعور بالإجهاد والإمساك المزمن، سوء التغذية وغيرها من الأسباب الجسمية.

* دراسة الحالة النفسية: عن طريق دراسة الأساليب التي يعامل بها الطفل في الأسرة أو المدرسة وأصدقاء الطفل خارج المدرسة. 

* مساعدة الطفل التغلب على العناد: من خلال توجيه الأسرة لإشباع حاجات الطفل النفسية وهذا الأمر ربما يحتاج إلى تدريب الأسرة على ذلك من المختص أو المرشد النفسي، تخفيف التدخل بحياة الطفل، احترام ممتلكاته، إشاعة التعاون والهدوء في المنزل والمدرسة، ملئ أوقات فراغ الطفل لكي يتعلم الأخذ والعطاء ولكي يستنفذ طاقته الجسدية الزائدة أيضاً، تركه يحل مشاكله بنفسه والتدخل للتوجيه فقط، وهناك نسبة من الأطفال أو المراهقين يكتشفون بمرور الوقت أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبهم، فيتعلمون العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويعرفون أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات، طبعاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.

 

كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟

 

ركزت الكثير من الأبحاث والدراسات النفسية على كيفية التعامل مع الطفل العنيد، وقد أوضحت هذه الدراسات أن الطفل ينتقل من مرحلة العناد والتحدي إلى مرحلة التقبل والتكيف بين سنوات الرابعة والخامسة والسادسة من عمره، وكلما كان الأبوان والمعلمات على درجة معتدلة من الصبر والتعاون والفهم لسيكولوجية الطفل كلما ساعدوا الطفل على اجتياز هذه المرحلة، أي أن البيئة لها الأثر الأول والأخير بالتأثير على شخصية الطفل ودرجة عناده، لذلك أول ما على الأهل فعله هو:

 

1- الحوار الدافئ المقنع وغير المؤجل مع الطفل، وهو من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد، حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق.
2- العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات، لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر، فالعقاب بالحرمان أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر، مع التأكيد على عدم استخدام الضرب والشتائم مع الطفل.
3- عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض، لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.
4- عدم وصفه بالعناد على مسمع منه، أو مقارنته بأطفال آخرين بأنهم ليسوا عنيدين مثله.
5- مدح الطفل العنيد عندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف.

2012-08-15
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد