أنها دعوةٌ لزيارةِ الجامعِ الأموي ، المكانُ الأقدس في دمشق وفي قلبها كذلك ، فقد حدّثتهُ مرة عن شغفها بإحساسها وهي تتجوّل في أروقته المليئة بشفقِ الماضي ، عندما تتوحدُ مع سحره الذي يتغلغلُ عميقاً ممزوجاً بذلك الإستحواذ اللّامتناهي لأرواح الطاهرين في هذه الأرض ، والتي تقمّصت زخارفَ جدرانهِ ، فضلاً عن حمائمهِ التي تسرقُ عبادتها للخالقِ الأنفاس .
كان موعدهُ هذا يحملُ كلَّ آمالِ العالم ، وكلَّ خوفِ الأعماق فقد عرفَ بأنهُ إما سينقطعُ شريان الدمِ الذي يغذّي حبهُ إلى الأبد ، أو ستُزهرُ أيامهُ بربيعِ أنفاسها وابتسامةِ وجهها التي امتصّت من أوقاتِهِ ساعاتٍ طويلةٍ للّهفة ومشاغبةِ الأفكار .
ثمّة أشخاصٌ ننذرُ لهم ماتبقّى من عمر عندما نكون قد قطعنا على غفلةٍ منّا وعداً للقدر بحبّنا الأبدي لهم .
اخترقَ مقصُّ الوقت ذلك اليوم ببطءٍ شديد حتّى حانت الساعة الثالثة مساءً بعد أن ناقشَ كلٌّ منهما مشروع التخرّج – والذي تأمّلَ فيما بعد أن يصبحَ مشروع العمر بأكمله – وحانت النقطةُ الحاسمةُ لمباراةِ الساعاتِ تلك .
التقيا في الممر حيث صافحها وكأنهُ لم يصافحها من قبل ، وقد أحسَّ بكلِّ أعضاءه وقد شُلّت إلّا يدهُ الممسكة بيدها الصغيرة كعصفورٍ أرادهُ ألّا يطير من بين يديه إلى الأبد .
لحظتها............ قرأتْ مشاعرهُ بامتيازِ عرّافةٍ مغربيةٍ وقرّرت أن تعطي نفسها وتعطيهِ الفرصةَ الماسيّةَ لأحلامها .
أحسّت بكلماتهِ المتردّدةِ الحائرة وبيدهِ المرتجفة .
أفرغَ دعوتهُ من جُعبتهِ وتوقّفَ منتظراً مع الزمن ......ردّها
( والصبرُ ينتظر )
https://www.facebook.com/you.write.syrianews