كلنا سمعنا وشاهدنا أو قرأنا عبر وسائل الإعلام المختلفة خبر الحريق الهائل الذي اندلع في شمال إسرائيل والذي اعتبرته الأسوأ في تاريخها.
"إنها الحرب على الحريق"... هكذا هتف قائد عسكري إسرائيلي وهو يعلن بدء حملة لإطفاء نيران الحريق الهائل الذي هو الأسوأ في تاريخ إسرائيل كلها.
وقد تبين فيما بعد أن هذه الحرب ليست إسرائيلية فقط, بل انضم إليها العديد من الدول, فأصبحت حرباً عالميةً ضد حريق جبل الكرمل, تشارك فيها كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا واليونان وقبرص وتركيا وغيرها.
لقد أعلنت إسرائيل خسارتها سلفاً في هذه الحرب عندما أعلنت أنها لا تمتلك التجهيزات لخوضها, وطلبت مساعدة كل من يمتلك طائرات إطفاء ومعدات لمكافحة الحرائق.
لقد قرأت بعض التعليقات لإسرائيليين على الأخبار التي وصفت ما يجري, وكان واضحاً حال الهلع الذي أصابهم جميعاً, حتى أن رئيس جهاز الإطفاء الإسرائيلي "شيمون روماح" اعترف بعدم قدرتهم على السيطرة على الحريق بل أن الحريق هو من يسيطر عليهم!! وأضاف أنه في مناطق عدة اعتقدنا أن الحريق قد انتهى, ولكنه عاد واندلع, وقد طال مناطق لم يطلها على الرغم من جهودنا لاحتوائه.
هذه هي إسرائيل التي تتدرب منذ أربع سنوات وتهدد بخوض حرب ضد سورية وإيران ولبنان وقطاع غزة!!
لقد كان المشهد هو شن الطائرات لغارات متتالية للانقضاض على الحريق الذي نال من جبروت إسرائيل بدلاً من أن تتوجه الطائرات الحربية إلى تلك الجبهات المعادية لشن حرب مدمرة.
لا أحد منا يمكنه الاستخفاف بخطورة الحرائق, أو أي من الكوارث الطبيعية, أو غير الطبيعية, لكن إسرائيل أثبتت مرة أخرى أنها "نمر من ورق", فهي تتحدث دائماً عن التقدم التكنولوجي الذي تتفوق به على جميع الدول, ولكنها في الحقيقة لا تمتلك طائرة إطفاء واحدة (كما صرحت).
إسرائيل تسعى لامتلاك أحدث الطائرات الحربية, لكنها لا تفطن لشراء طائرة واحدة لمكافحة الحرائق!!
السؤال الذي خطر ببالي هو: "تصوروا لو أن إسرائيل بقيت لوحدها في هذه المعركة, ولم تهب أي دولة إلى نجدتها في هذه الحرب العجيبة؟ هل كانت إسرائيل ستخرج منها مرفوعة الرأس؟"
ولنتصور أن هذا الحريق اندلع أثناء قيام حرب فعلية كالتي قامت في تموز عام 2006 ضد حزب الله, كيف كانت ستتم معالجة هذه الكارثة, وصواريخ المقاومة تنهال عليهم من كل اتجاه؟
إنها فعلاً أوهن من بيت العنكبوت!!