news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
عسل أسود "تعقيب على موضوع اسأل مجرب"... بقلم: طرطوسية
syria-news image

دخلت إلى قاعة الاحتفال, إنه اليوم الذي لطالما انتظرته, يوم زفافها من حبيبها الذي أحبته منذ ثلاث سنوات, شاب وسيم, بهي الطلعة, مثقف, متعلم, خلوق, له سمعة طيبة بين الناس.


صحيح أنها لا تمتلك قدراً كبيراً من الجمال والفتنة, لكنها اليوم تمتاز بجاذبية خاصة, يقولون أن الفتاة حتى لو لم تكن جميلة فإنها يوم زفافها يغطي وجهها مسحة من الجمال الذي لم يكن موجوداً من قبل, وهذا ما حدث معها الليلة.

 مرّ الوقت ببطء, انتهى الاحتفال وزف العروسان... ودّعهما الأهل والأصدقاء لقضاء أسبوع في أحد المصايف.

 كأي عروس اعترتها مشاعر الخجل والحياء تلك الليلة, وكم كانت فرحتها كبيرة حين لم يطالبها بحقوقه الزوجية من الليلة الأولى, فقد بدا متفهماً أن الفتاة تشعر بالارتباك والخوف ليلة الزفاف, أو كما يحب أن يسميها البعض ليلة الدخلة.

 في اليوم التالي زال كل ما كانت تشعر به من خوف, نهضت من فراشها, دخلت الحمام وأخذت حماماً ساخناً واستعدت للخروج معه إلى المطعم لتناول طعام الغداء.

 في تلك الليلة ارتدت ثوباً مثيراً ووضعت بعض مساحيق التجميل, فبدت أكثر جمالاً... طلبت منه قضاء السهرة لوحدهما وطلب العشاء في الغرفة بدل النزول إلى الطعم, فكان لها ما أرادت.

 كان الارتباك باد على زوجها والعرق يتصبب من جبينه رغم اعتدال الجو, فعزت ذلك إلى أنه من النوع الخجول, فاقتربت منه وضمته لبث الاطمئنان في روحه.

 حبيبتي, هل تأذنين لي بالدخول إلى الحمام قليلاً؟

 طبعاً حبيبي, أنا أنتظرك

 غاب لمدة عشر دقائق وعاد إليها, وجدها مستلقية على الفراش بانتظاره... تم كل شيء... ولكن كان هناك شعور غامض ينتابها ويشعرها بعدم الراحة, فقد انقضى الأمر بصعوبة بالغة وكأنه يفعل ذلك مجبراً.

 وجدت بينها وبين نفسها الكثير من الأعذار, ووعدت نفسها بأن الأمور ستتحسن مع مرور الوقت.

 انتهى أسبوع العسل وعادا إلى عش الزوجية الذي كان معداً لهما, ولكن شيئاً لم يتغير, فما زالت تشعر بأنه يعاشرها مرغماً ودون رغبة منه!!!

 "ولكن لماذا؟" حدثت نفسها "لقد تزوجني عن حب, ولا شك عندي بذلك, ما الذي حدث؟ ترى هل هو مريض؟"

 عادت في يوم من الأيام من زيارة والدتها لتجده يقف أمام خزنة الأموال ويضع لنفسه حقنة!!

 ما هذا حبيبي؟ ما هذه الحقنة؟ هل أنت مريض؟

 

شعر بالارتباك لدخولها المفاجئ, فوضع علبة الحقن بسرعة في الخزنة وأعاد إقفالها!

 لا شيء حبيبتي, شعرت ببعض التعب, فقصدت الطبيب ووصف لي بعض الفيتامينات, لا تقلقي كل شيء بخير.

 

بعد عدة أيام من انتهاء أسبوع عسلهما بدأ يتغيب لفترات طويلة عن البيت, فيسهر مع أصدقائه لوقت متأخر!! بدأ القلق يتسلل إلى نفسها, ترى هل هناك حب جديد في حياته؟

 حاولت أن تهدئ من نفسها, وتقنع نفسها بأن الأمر مجرد وساوس وأفكار لا أساس لها من الصحة, فزوجها معروف بحسن سلوكه وأخلاقه والتزامه, ولكن لا بد أنه لم يعتد بعد على حياة الأزواج ويلزمه المزيد من الوقت.

 

كان هناك أمر واحد يشغل تفكيرها ليل نهار, لماذا هذا الإحساس بأنه يعاشرها مرغماً؟ ألا يشعر بالجاذبية تجاهي؟ إذا لماذا تزوجني؟ كان هنالك الكثير من الفتيات الجميلات اللواتي تتمنين الزواج به, ولكنه لم يعر إحداهن التفاتة أو أسمعها كلمة إعجاب واحدة, حتى أنهن كنّ ينعتنه بالخجول والفظّ أحياناً.

 

عادت في اليوم التالي إلى المنزل من عملها المسائي, حيث افتتحت مكتباً خاصاً للقيام ببعض المشاريع, نادت زوجها ولكنه لم يجب... سمعته يدندن بعض الألحان في الحمام... دخلت غرفة النوم لتغير ملابسها, فوجدت باب الخزنة مفتوحاً!! "لا بد أنه نسي أن يغلقه"

 

اقتربت, ومدت يدها يدفعها فضولها لتعرف لماذا يخفي دواءه في الخزنة.. وهل يستدعي الأمر أن يخفي حقن الفيتامينات بهذا الحرص؟

 

كانت الصدمة كبيرة عندما عرفت أن هذه الحقن ما هي إلا مقويات جنسية يحقن نفسه بها كل ليلة!!

 خرج من الحمام, ورآها تمسك بعلبة الدواء والدهشة على وجهها, فما كان منه إلا أن خطف منها العلبة وصفعها على وجهها صفعة جعلتها ترتمي على الأرض.

 من سمح لك بالاقتراب من الخزنة؟ ألا تحترمين خصوصيات الآخرين؟

 وهل بين الزوجين خصوصيات؟

 والآن ماذا بعد؟ هل عرفتِ كل شيء؟ نعم أنا شاذ جنسياً ولا يمكنني تلبية متطلباتك كزوجة دون هذه الحقن.

 

لقد أصبح كل شيء واضحاً تماماً, عرفت سر بردوه, وسر غيابه مع أصدقائه لفترات طويلة بحجة لعب الورق.

 انقلبت حياتها جحيماً منذ تلك الليلة... ففي كل مساء يضربها بشكل قاسٍ ويهينها, حتى أنها كانت تضطر لتفسير وجود الكدمات على وجهها وذراعيها بأنها فقدت التوازن وسقطت, ولكن على متى سيصدق الناس هذا الأمر؟

 

حتى أنها امتنعت عن زيارة أهلها تهرباً من أسئلة والدتها المحرجة عن سبب نحولها وانحراف صحتها الواضح... ولكن على متى تتحمل هذا الذل والعذاب, ومن أجل ماذا؟

 

إن المزيد من الصبر لن يكلفها أكثر... قررت أن تتحدث إليه بهدوء وإقناعه بالذهاب إلى الطبيب لإيجاد حل لمشكلته كمحاولة أخيرة, فالطلاق ليس بالأمر السهل, وكيف ستطلب الطلاق ولم يمض على زواجها أكثر من ثلاثة أسابيع؟ ماذا سيقول الناس؟!!

 

ليتها لم تخطُ هذه الخطوة, فبمجرد طرح الفكرة ثار كالثور الهائج ولطمها على وجهها لطمة قوية أفقدتها توازنها, ثم انتزع حزام بنطاله وانهال عليها ضرباً حتى هدأ, ثم غادر وصفق الباب خلفه.

 

نهضت وآثار الضرب قد غطت معظم جسدها, غيرت ملابسها وحزمت أمتعتها, ثم غادرت إلى منزل ذويها.

 

كانت صدمة كبيرة لكل من في المنزل عند رؤيتها بهذا الشكل المزري... ما إن فُتح الباب حتى انهارت وأجهشت بالبكاء, جلست, قصت ما حدث معها منذ اليوم الأول لزواجها الذي لم يكمل الشهر.

 

قررت طلب الطلاق, وبالفعل حصلت عليه خلال وقت قصير, إذ لم يكن الحصول عليه أمراً صعباً في ظل هذه الظروف.

 تابعت حياتها المهنية... عاد شكلها كما كان... زالت الكدمات... استعادت الوزن الذي خسرته... ولكن هناك شيء ما لا يمكن استعادته شيء ما انكسر داخلها, شيء لا يمكن إصلاحه بسهولة, لا أحد يجرؤ على مفاتحتها بأمر الزواج من جديد, فهذا كافٍ لجعلها تدخل في حالة هستيرية من البكاء لا يخرجها منها سوى تناول حبة من المهدئات.

 

 

مواضيع متعلقة

 http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=126418

2011-01-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد