إلى فارس الكلمات وشهريار القصيدة.
إلى زير الشعرِ، دمشقي المولد والهوى والملامح.
آثرت يا شاعري إلا أن تكون ربيعياً في مولدك و في رحيلك. وهل من فصلٍ يشبه جمالك ونقاءَ روحك كالربيع يا نزار؟
اسمح لي بأن أحيي رحيلك على طريقتي كما ودعتك يوم رحلت على طريقة تلك الفتاة ذات الستة عشر ربيعاً في ثانوية الفتيات وإلى اليوم.
بكيتك بحرقةٍ ليقيني أن لا شاعراً سيمتطي حصان الشعر بأخلاق ومهارة فارسٍ مثلك. ولا شاعراً بعدك ستبيع من أجله الدمشقيات أساورهن.
وهل يعقل أن يرسم شاعراً بكلماته حدود الوطن كما فعلت؟
وهل يعقل أن يبكي وطناً بأكمله شاعراً عند وداعه كما فعل الوطن؟
بكتك مآذن دمشق مرتين، مرة عندما عانقتها عائداً في قصيدتك الدمشقية ومرةً حين ودعتكَ إلى مثواك الأخير في مقبرة باب القصير.
بكتك سماء دمشق، ونساء دمشق وشحب لون الياسمين من بعدك.
شاعري لا تسلني اليوم عن حب ميسون، فقد توهمتَ والنساءُ كما قلتَ ظنونُ.
و قد هجرت ابنة العم منزلها الأموي الحنونُ، وسكنت الخيام وباتَ أهلها مشردون.
وتحطمت مرايا دمشق ولم تعد تعرف وجهك يا شاعري المجنون.
أما زمان ُ الصالحيةِ السمحِ فقد ولى، وغيرت ملامحنا السنونُ.
وكسرت قذائف الهاون سرير الأرابيسك المطعم وهجرت العصافير الغصونُ.
وقد سال الدم في زواريب حاراتها وجار عليها الزمان الضنينُ.
اعذرها يا نزار إن لم تعرفك دمشق فقد جار الزمان عليها وأصبح وجهها وجهٌ حزينُ.
هاهي الشامُ بعد فرقةِ دهرٍ، أنهرُ دمٍ وغرباءَ وجوهٍ جاءوا بحثاً عن الحورِ العينُ.
ودمشقُ التي تفشى شذاها، تحت جلدك غرقت بحربٍ طحونُ.
ونهشت مدائنُ الريح خيراتها وهرِمَ من الحزن قاسيونُ.
جاءَ تشرينُ بعدَ تشرينٍ ولم يعد وقتٌ للهوى تشرينُ.
سنواتٌ ثلاثٌ من الحربِ مرت مات فيها الصفصافُ والزيتونُ.
واغتصب الطغاةُ أميرةَ الحبِ والشعرِ ودفنها أبناؤها المجانينُ.
فبكت غرناطة أمجادهم، وناحت على حالهم ميسلونُ.
ومازالت أرض الجولان ترزخُ تحت نير الوحوش وتبكي على أختها الاسكندرونُ.
ولبست الحدادَ قنيطرةَ المجدِ فسالت دموعَ الخيبة من الحرمون.
واكتشفنا عهر العروبةِ ياشامُ وتظلينَ أنت البيانُ والتبيينُ.
وطني يا قصيدة النارِ والوردِ أضرمت النيارينُ فيكِ أيدي الشياطينُ.
اركبي الشمس يا دمشقُ حصاناً فسينمو من جديدٍ الياسمينُ.
كتب الله أن تكوني دمشق، بك يبدا وينتهي التكوينُ.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews