تعتبر الشيخوخة من أهم المشكلات التي تواجه المجتمعات والتي ينصرف إليها البحث العلمي في مختلف ميادينه وتخصصاته البيولوجية والطبية والاجتماعية والنفسية، باعتبارها إحدى المراحل الهامة في عمر الإنسان ولم يعد من المقبول النظر إليها كوقت للتقاعد المبكر أو مدة لانتظار انتهاء الأجل.
تشير توقعات الحياة إلى أن متوسط الأعمار في الدول النامية قد ارتفع خلال الخمسين سنة الماضية من 46عاماً إلى 64عاماً ، ومن المتوقع أن يصل في عام2020م إلى 72عاماً, كما ويتوقع أن تتجاوز نسبة من هم فوق الستين عاماً من العمر ثلث السكان. ويومها ستكون ثلاثة أرباع الوفيات ناجمة عن أمراض ترتبط بالشيخوخة ارتباطاً مباشراً. وفي هذا الصدد فقد قامت الدول المتقدمة برسم سياسات خاصة واتخاذ إجراءات وتدابير تضافرت فيها التخصصات العديدة لمواجهة الشيخوخة والتقليل من آثارها، ومساعدة المسنين في التعامل مع القيود التي يفرضها عليهم التقدم في السن.
إن هذا التزايد في توقعات الحياة وفي عدد المسنين يعود أساساً إلى انخفاض معدل الوفاة المبكرة نتيجة لما حدث من تقدم طبي وتحسن في ظروف المعيشة، وتطور مفاهيم الصحة العامة، وأساليب الوقاية والعلاج.
وهنا يجب على المجتمعات التي تطمح للرخاء في النصف الثاني من هذا القرن أن تبدأ منذ اليوم بدمج خدمات رعاية المسنين مع خدمات الرعاية الصحية الأولية ووضع الخطط المستقبلية, وخلق إدارات تعنى بهم صحياً وخدمياً، وتأسيس بيانات خاصة بهم يستحسن أن يتم ربطها مع البيانات العالمية, مع التأكيد على دور مشاركة القطاعات الأخرى في دعم البرامج الخاصة بالمسنين والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والمنظمات الدولية في هذا الميدان .
إنّ التخطيط المستقبلي لحاجات المجتمع الصحية ومتطلباته يسهم في الرضا عن الخدمات الصحية ورفع العبء عن مقدمي الخدمات, وتحسين مستوى المؤشرات الصحية وبالتالي تعكس مدى تقدم الدول .
والله ولي التوفيق
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
الدكتور رشاد مراد