news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
تلوث المظهر ... بقلم : عادل الكزبري

أذكر في طفولتي عندما كنت في المرحلة الابتدائية أنني لعبت دوراً في مسرحية حول البيئة، وكان الدور المطلوب مني هو أن أتحدث عن أنواع التلوث، والتي نعدد منها تلوث الهواء والماء والتربة.... ثم فيما بعد علمت أنه تمت إضافة التلوث السمعي كالضجيج، والتلوث البصري مثل رؤية الأوساخ والقاذورات وما إلى ذلك..


 و لكن عندما انتقلت إلى المرحلة الجامعية وجدت أنه يوجد نوع آخر من التلوث، هو تلوث المظهر، أو تلوث الأذواق، ولا أقصد هنا تنوع الأذواق وإنما أقصد الأمور المبالغ بها، وذلك من خلال ما نراه على مر الفصول الأربعة من أنواع غريبة ومخلوقات عجيبة لم نر مثلها قط، حتى أنني تمنيت أن يتم تشكيل شرطة خاصة لتقويم هذا الاعوجاج الذي تعاني منه أذواق بعض الشبان والفتيات .

 

 ومن نماذج هذا الاعوجاج الذوقي في فصل الشتاء تنافس بعض الفتيات في ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لدرجة أن الفتاة تضطر أن تصعد على سلّم كي تتمكن من ارتدائها (ويمكنها إن شاءت أن تنتحر من فوقها في حال يئست من حياتها)، وهذه الأحذية مرتفعة حتى أن بعض الفتيات استعاضت عن البنطال بلبس الحذاء ورغم ما تسببه أمثال هذه الأحذية من آلام في الظهر، وصعوبة أثناء المشي إلا أن الإصرار الذي أراه يعد فريداً من نوعه.

 

 بالإضافة إلى ألوان الحذاء التي تؤدي إلى منعكس لا إرادي يغلق العين، كما يحدث عندما تضيء الكاميرا فجأة في الليل، كاللون الأحمر الفاقع مضافاً إليه كشكش بنفسجي وخطوط صفراء لا معنى لها سوى إضافة المزيد من الألوان الغير متناسقة إلى الحذاء، أو اللون الأبيض الذي بعد أول استعمال له يصبح أسوداً من الأسفل ورمادياً من الأعلى مما يذكرني فوراً بفلم كرتوني قديم يدعى حكيم الأقزام.

 

 والنموذج الآخر الغريب للأزياء الشتوية هو ارتداء شيء بين البنطال وبين ما يسمى بالكولون، وقد كنا نحسب أن الكولونات اخترعت لترتدى تحت الملابس، فإذا بها تتحول إلى ملابس ظاهرة، والسؤال: ألا تشعر هذه الفتاة بالبرد، كيف تستطيع أن ترد البرد عن نفسها بهذا اللباس الكولوني، والذي يدعو للعجب هو ارتداء فتاة بدينة لمثل هذا اللباس الضيق والذي يبدي البدانة بشكل مضاعف، فتبدو كالفقمة التي صعب عليها المخاض.

 

 ناهيك عن أشكال المعاطف مثل جلد النمر والريش الأبيض والريش الملون وأغطية الغسالات والستائر القديمة، وجلد التمساح والأفعى، ووبر الماموث، وعرف الديك، حتى إذا مر طفل من خارج سور الجامعة ترجى أمّه أن تدخله إلى هذه الحديقة التي تسرح فيها النمور والتماسيح، ظاناً أنها سيرك روسيا الوطني.

 

 طبعاً أنا لا أقصد بكلامي هذا جميع الفتيات،  فمنهن من يلبسن ملابس طبيعية تنم عن نفسية متوازنة ومستقرة وفكر سليم، تناسب حرمة الجامعة والهدف السامي الذي أتين للجامعة للحصول عليه، فالجامعة هي مكان لتحصيل العلوم، لا  حديقة حيوانات ولا مكان لعرض أسوأ أنواع عقد النقص.

 

 وعندما يأتي فصل الصيف وعادة ما يترافق مع فترة الامتحانات، تبدأ نماذج أخرى بالظهور، فطائر اللقلق يعود بعد طول سبات في الشتاء، وطائر اللقلق هو الفتاة التي تضع حجاباً على رأسها، ثم ترتدي بنطالاً قصيراً يكشف عن رجليها، وصندلاً كي تبدي طلاء الأظافر على أصابعها، وخلخالاً،  وطبعاً تضع جميع ما تملك من أصباغ على وجهها ظانة نفسها زعيمة قبيلة الزولو، ولهذا وجدت لقب اللقلق مناسباً تماماً لهذا النموذج الذي غطى رأسه وكشف قدميه وكأن الحجاب هو قطعة قماش لتغطية الرأس فقط.

 

 والغريب كل الغرابة هو فترة الامتحانات الصباحية وعادة ما تكون في الساعة الثامنة والنصف، نكون نحن بالكاد استيقظنا من النوم، ثم ارتدينا ملابسنا على عجل وأسرعنا للجامعة كي نصل على الوقت، فأدهش لرؤية فتاة تدخل قاعة الامتحان بمظهر يدل على أنها ستزفّ إلى عريسها مباشرة بعد هذا الامتحان، وألف مبارك للعروسين.

 

 أما الحقائب فهي أسطورة بحد ذاتها، فمؤخراً أصبحت قيمة الفتاة تتناسب طرداً مع حجم حقيبتها، حتى تكاد الفتاة تحمل حقيبة بمثل حجمها، فكأنما هي ذاهبة لتحصد القطن أو تنشر الملوخية.

 

وطبعاً هناك الكثير من القراء الأكارم سيعتقد أنني أخالف الحريات الشخصية، وأطالب بتوحيد الأذواق وما إلى ذلك من هذه الانتقادات، ومن البديهي أن هذا محال، ولكنني وددت أن يكون اللباس الجامعي معتدلاً ينم عن ذوق وبساطة، فلماذا الإصرار على أن ارتداء جميع ما تملك الفتاة من ملابس وحلي، ووضع جميع الأصباغ، ثم تعاني من آلام الظهر وانقراص الفقرات والبرد والروماتيزم؟ ما هو المقابل؟ آراء الآخرين؟! نظرتهم إلينا؟ إليكم بعض الألقاب التي كنت أسمعها متداولة عن بعض الفتيات:

 

باقي (قاتلة مصاصي الدماء) ولقبت أيضاً بالفرعونية لأنها كانت تضع كحلة تصل لأذنيها.

الأمازونية

سلاش (عازف الغيتار)

هانا مونتانا

السيدة ملعقة

شهرزاد

وأختم مقالتي ببيت شعر للدكتور ياسر العيتي يصف فيه فتيات الجامعة:

 

 يخرجن في طلب العلوم بزينة    فكأنما طلب العلوم زفاف

2010-12-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد