رأيْتُ وجهَكِ والأشواقُ كاللّهبِ
من بَعْدِ بُعْدٍ شكاهُ القلبُ فاقتربي
وجهٌ تألَّقَ بينَ الماسِ و الذَّهبِ
أحلى منَ البَدرِ في ليلٍ بلا سُحُبِ
بَرِيقُ عينيكِ عنْ همٍّ يحدِّثُني
أبدى البَلاغةَ ممَّا ليسَ في الكُتُبِ
والثَّغرُ يبْسَمُ لا يرضَى بما فعلتْ
عيناكِ حينَ شَكَتْ شيئاً منَ التَّعَبِ
أَرِيجُ ثغرِكِ و الألحاظُ فاتنةٌ
شلالُ سِحرِ أباح َ الصَّمتَ للْعجبِ
والقَدُ رُمْحٌ على أرجائه ِانتَظَرَتْ
خيوطَهَا الشَّمسُ بينَ الحسنِ والأدبِ
ما كانَ لي في هواكِ الأمر منتَظِراً
فالحبُّ أعلى منَ الألفاظِ والرُّتَبِ
أشواقنا والمنى في القلبِ شامخةٌ
من أجملِ الحبِّ أن يرقى عنِ العَتَبِ
جمالُ وصلكِ قبل الوصلِ أخبرني
أنَّ الوصالَ بهاءُ الحبِّ في الكُرَبِ
يرمي المُحبَّ بقَاءُ الإلْفِ معتذِرَاً
عنِ اللقاءِ بلا عذرٍ و لا سَبَبِ
قد كانَ قلبي يردُّ الشَّكَ في قلقٍ
حتّى رأيتُكِ فاستبرأتُ من رِيَبِ
لكِ محبَّاتُ قلبي ترتمي قُبَلاً
فوقَ الشِّفاهِ وقربَ الْقرطِ والْهُدُبِ