صُدْفَةً نحنُ التَقَينَا
بعدما طالَ الْغِيَاب
في نَهَارٍ كانَ يمضي
تحتَ زَخَّاتِ السَّحاب
كُنْتُ أمشي فوقَ قلبي
نَاسِيَاً كلَّ العَذاب
ساقَنِي في الدَّربِ أمشي
قارِىءٌ سطْرَ الكتاب
ودوى في الصّدرِ صوتٌ
صًاعِقٌ غبَّ الرُّ ضَاب
فجأةً قلْتِ سلاماً
باسماً ينوي الذَّهاب
لحظةً نحنُ وقفْنَا
دونَ قولٍ أو عتاب
فارتخى للحالِ سِتْرٌ
من رطوبات الضَّبابِ
فابتسمْنَا وعرفْنَا
أنَّهُ للْوَصْلِ باب
يبْسَمُ الثّغْرُ فتمضي
كُلُّ آلامي سراب
ألمَسُ الكفَّ فَأنسى
كُلَّ حزنٍ واكتئاب
ويطوفُ الحبُّ فينا
بعدَ عشقٍ واقتراب
يجعلُ الآهاتِ وهماً
تحتَ أقدامِ الإياب
أرسلَ الحبُّ السكينة
فوقَ هاماتٍ حزينة
كُلُّ ضِلْعٍ صارَ فينا
يرشِفُ الحبَّ شراب
رُغمَ خوفٍ كانَ فينا
أصبَحَ الْوصلُ يقينا
ليسَ نخشى إن بقينا
طالما ازدادَ الضَّباب