*وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض يوم
20أيار 2017وهو يضعُ نصب عينيه إرساء آليات لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، عسكريا
وفكريا وسياسيا وثقافيا وحتى رقميا، ولكن إلى أي مدى سوف ينجح في ذلك فهذا سوف
نتركهُ للتاريخ، لا سيما حتى المجتمعون من حكامٍّ عربٍ ومسلمين غير متوافقين على
تصنيف الإرهاب وتعريف الإرهاب. وهناك من يُصنِّف الأخوان المسلمون إرهابيون كما مصر
والإمارات العربية وهناك من يرفض ذلك كما قطَر وتركيا. بل خطاب الرئيس المصري
السيسي في مؤتمر الرياض كان مليئا بالاتهامات إلى تركيا وقطَر(من دون تسميتهما).
وحينما يأتي الأمر لقضية فلسطين فلا يوجد توافق حتى بين الحكام العرب والمسلمين مع
الولايات المتحدة ذاتها، فهي تعتبر التنظيمات الفلسطينية الإسلامية(وفي مقدمتها
حماس) كلها إرهابية، وهذا لا يوافقها عليه حكام العرب والمسلمون.
*إيران المُغيّبة عن هذه الإجتماعات التي ستزيدها عزلة عربية وإسلامية ودولية، وٌصِفتْ بانها أكبر "راعية للإرهاب في المنطقة". ولذا فالتركيز واضح هو على إيران وعلى داعش، وإلى أي مدى يمكن وضع إيران في موازاة داعش فهذا أمرٌ جدليٌ ويحتاج إلى نقاش مطوّل وعميق.. ولكن أليسَ لإيران أخطاؤها في المنطقة، وألمْ تُشكِّل بعبعا لإخافة دول الخليج، واضطرتهم للدعسِ على بساط ترامب وطلب الحماية والدعم منه بشكلٍ غير مسبوق من قبلْ؟. للأسف فقد فعلتْ ذلك.
*أحترمُ شعب إيران، فهو شعب عظيم وذي تاريخٍ عريق، ولكن لا يمكن أن يكون أقرب لي من
أي شعب عربي، (كما أنني لستُ مع الآيديولوجيا الإسلاموية لا في إيران ولا في أي
بلدٍ آخرٍ)، وبذات الوقت أعتزُّ بعروبتي وانتمائي العروبي والقومي مهما بلغَ الخطب
وساد اليأس، ولذا لا يمكنني أن أكون إلا في صفِّ العروبة وإلا فلا يحقُّ لي الحديث
عن العروبة وعن الفكر القومي العروبي. والعروبة ليستْ الأنظمة، إنها الشعوب.
فالأنظمة لها حساباتها المتركِّزة على كيفية الحفاظ على السُلطة ولو بالتحالف مع كل
شياطين الأرض، وهذا ما رأيناه لدى كل نظامٍ تعرّضَ عرشهُ للخطر. فالجميع متساوون في
هذا الأمر وعلى استعداد أن يرهنوا كل بلدانهم للغرباء مقابل حماية الأنظمة. إنها
مشكلة بنيوية في العقل العربي ذاتهُ، الذي يعشق السلطة والتسلُّط والطغيان
والاستبداد وإلغاء الآخر!. وإيران ليست بأفضل من العرب في هذا المفهوم فالنظام هناك
لا يقبل أيضا كل من يعارض مفهومهم الإسلاموي للحكم ويسحقوه، لأن الحل بالنسبة لهم
هو في الإسلام، وحيثما يرون قبولا بثقافتهم وإيمانهم هذا فيقولون هذه صحوة
إسلامية!. بل يطمحون لتصدير هذا النموذج في الحُكم لكل العالمين العربي والإسلامي،
ويعتبرون فشلهم في ذلك هو فشل للثورة وخطرٌ عليها، ومن هنا كانت المشكلة وكانت
الخشية من إيران وبعبع إيران.
فمن منا لم يسمع تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني في 11/3/2017 حينما "بشّرَ
بالأمة الإسلامية الموحدة بظلِّ ولاية الفقيه، وأن الإيمان بولاية الفقيه قد تجاوز
حدود إيران اليوم، وأن الأمة الإسلامية الموحدة في طور التبلور"!..
فهل من يفكرون بهذا العقل يعيشون فعليا الواقع ويعرفون ما هو رأي الآخرين بهم؟. أم
أنهم يهولوسون؟. ألا يرون كل هذه الحروب والمآسي والنيران المشتعلة في المنطقة
والتي لن تنحسر طالما أولئك يفكرون بتلك العقلية والذهنية الكارثية!.
نعم الإيمان بولاية الفقيه تجاوز حدود إيران لينتشر بين بعض الشيعة فقط (وليس كل
الشيعة) في لبنان والعراق واليمن وربما في أفغانستان والباكستان، ولكن هؤلاء ليسوا
هُم كل الإسلام، ولا يشكلون نقطة في بحر المسلمين!. وأهل السُنّة لا يمكن أن يتبعوا
ولي الفقيه الإيراني الشيعي مهما بذل من جهود.
*في أول كلمة للرئيس حسن روحاني بعد إعادة انتخابه يوم 20 أيار 2017 قال: "الشعب
الإيراني اختار التوافُق مع العالم".. وهذا اعتراف واضح من رئيس إيران بأن شعب
إيران ينظر لقيادته على أنها أبعدتهم عن العالم. وأن إيران غير متوافقة مع العالم
ويجب استدراك ذلك والتصالح مع دول العالم، والأَولى التصالح مع الجيران العرب.
وطبعا السبب هو سياسات حكامهِ، وخاصة الحرس الثوري الذي ما زال يفكر بعقلية ثورية
طفولية مضى عليها الزمن وتُذكرني بالعقلية الطفولية في سورية في مرحلةٍ من المراحل،
حيث بلغتْ الثورية الطفولية لدى أحدهم وكان وزيرا للإعلام ويدعى محمد الزعبي(بحسب
رواية فاروق الشرع في مذكراته " الرواية المفقودة") للقول أنه علينا أن نُقسِم
باليسار وليس باليمين، في إشارة إلى قَسَم اليمين. فقد خلطَ بين اليمين كمفهوم
سياسي وبين اليمين كقَسَم دستوري. بل كان يؤكِّد أنه على الجميع أن يسيروا على يسار
الطريق وليس على يمين الطريق!. إلى هذا الحد كانت الثورية الطفولية!.وللأسف فهذه
الثورية الطفولية تتكرر اليوم في إيران، ويرفعون سقوفا عالية جدا ليسوا بمستواها،
واقرب للأحلام منها للواقع. سواء محاربة الولايات المتحدة أم تحرير فلسطين، أم
إقامة دولة إسلامية موحّدة تحت عمامة ولي الفقيه!.
*كل دول العالم (باستثناء بضعة دول محدودة ومعزولة) تربطها بالولايات المتحدة أفضل
العلاقات وتطمح لتطوير هذه العلاقات، بينما هناك من ما زال يعيشُ في عقلية
الخمسينيات والستينيات، ويحدثك بِلغةٍ خطابية خشبية إنشائية انفعالية ويُعيد تكرار
ذات العبارات التي كانت تتردد منذ ستون عاما وكانت كما (النفخ في قربة فارغة)
وانهارت جميعها مع انهيار الاتحاد السوفييتي.
المتطرفون من أهل الشيعة ومن أهل السُنة لا يختلفون عن الحكام المُستبدون في هذه
الأمة الذين لا يقبل واحدهم لِأحدٍ أن يخالفه الرأي فيسحقه ويمحقه ويحرمه من كل
حقوقه كمواطن مهما تكن مؤهلاته العلمية وخبرته (على أساس أن مخالفة الحاكم هي خيانة
وعَمَالة ومؤامرة، وتحدٍّ لمشيئة الله على الأرض) ثم يأتي بأصحاب المؤهلات الضحلة
الهزيلة أو الطنطات الخانعين الراضخين المنبطحين المُخبرين المدعومين والمُقرّبين
ليسند لهم المناصب لأنهم موهوبون بالتملق للحاكم، فيكافئهم بالمناصب والمكاسب!.
فالجميع مُخرِّب وخطير على وطنه ويجب وضع نهاية لدورهِ!.
*أولئك المتطرفون (من الطرفين)أخذوا هذه الأمة وهذه المنطقة بالذات، رهينة لأحقادهم
وعقولهم المريضة المحدودة المتكلسة والمتخلفة!. فلِمصلحة من حينما يصرّح أحدهم أن
إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية؟. ولِمصلحة من حينما يقف أحدهم ويُحدثنا عن
"بدر شيعي" وأنه بظهور "صاحب الزمان" فإن قواتهم ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري في
إيران وحزب الله اللبناني وأنصار الله (في اليمن) وعصائب أهل الحق وإخوانهم في
سورية والعراق!.
لِمصلحةِ من أن يقول أيٍّ كان أن معركة الموصل " ستكون انتقاما من قتلة الحسين، لأن
هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد." ، وأنّ ولي دم الإمام الحسين هو الحشد الشعبي" ..
هل هؤلاء يدركون مدى انعكاس تصريحاتهم غير المسئولةعلى دول المنطقة واستفزاز
شعوبها؟. حتى العلويون والهاشميون المتحدرون من الإمامين الحسن والحسين الذين
يحكمون الاردن والمغرب لا يقولون انهم أولياء دم الحسينّ!. ولا أعتقد أمن الإمام
الحسين ذاته عليه السلام يريد أن يكون له أولياء دم، لأن هذا يعني أن الفرقة
والانقسام والفتنة ستبقى للأبد وهذا لا يريده الحسين ولا والد الحسين(رضي الله
عنهما).
وبماذا يختلف من يكتب في صحيفة " وطن أمروز" في 18/12/2016 أن " النبي محمد صلى
الله عليه وسلّم شارك في معركة حلب وإن المجاهدين الذين شاركوا في المعركة أقاموا
صلاة الفتح خلفه""، بماذا يختلف هذا عمّن كانوا يقولون أن الملائكة كانت تقاتل معهم
في مدينة حمص؟. أليس الجميع من ذات العقل الجاهل المتخلف، ومع ذلك يريدون أن يقودوا
هذه الأمة بعقولهم المتخلفة تلك؟.
*متى سيعي بعض الشيعة خارج إيران المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، أو التابعين
لولي الفقيه أن هذا الخطاب الذي يتحدثون به قد تجاوزهُ الزمن (كما تجاوزَ خطاب
المتطرفين من أهل السُنّة) ولا مصلحة لأحدٍ بإعادة إحيائه لأنه يخدم بالدرجة الأولى
(ومن حيث لا يقصدون) الأغراض الإسرائيلية في المنطقة. فإسرائيل هي وحدها المستفيدة
من أي صراع طائفي شيعي ــ سني، وهي من يخطط لذلك ومن يرغب في رؤية الدماء تسيل في
كل مكان في العالم الإسلامي بين أهل السُنّة وأهل الشيعة، وإنّ من يعزف على الأوتار
الطائفية فإنما يُحقق لإسرائيل أهدافها ومخططاتها، من أي مذهبٍ كان(شيعي أم سنّي)،
ومهما كبُرت اللفّة أو العمامة فوق رأسه.
إنّ ما لاحظناه على مرِّ العقود الأخيرة أن أهل العمائم واللفّات الدينية المتعصبين
والمتطرفين(من الشيعة والسُنة) هم سبب إغراق هذه الأمة بدمائها، بسبب جهلهم وتخلفهم
وأحقادهم، وثقافتهم المريضة المتكلسة، التي باتوا أسيرين لها، وأخذوا الأمة كلها
رهينة لتلك الثقافة القاتلة (مع شديد الاحترام لرجال الدين الواعين العاقلين
المحترمين الذين يجهدون لوأد الفتنة سواء من الشيعة أو السُنة ويرفضون التطرف من
أية جهة كانت ويقفون إلى جانب الحق والعدل ولا يدافعون عن الظلم والبغي والقمع
والقهر من أي طرفٍ كان، وأيٍّ يكن المُرتكِب).
كم هو مُستنكرٌ منظر شخصٍ يضع على رأسه عمامة دينية أو لفّة دينية ويقف خلف
الميكروفون ليتحدث بالطائفية والحقد والكراهية ويصبُّ الزيت على نيران الطائفية
لتستعر عاليا وتحرق من لم يُحرق بعد، ويبتعد بالكامل عن رسالة رجل الدين!. هذه هي
المصيبة حينما يخلط رجل الدين بين مهمته كرجل دين، وبين السياسة، وحينما يجمع رجل
الدين بين الدين والسياسة فقد ابتعد حتميا عن رسالة الدين وسماحته وقيمهِ وتحوَّل
إلى شخصٍ أزعر، لأن السياسة في بلداننا باتت فن الزعرنة!. وهذه هي المشكلة فيما حصل
في إيران في عام 1979 بقيام ثورة على أساس ديني ومذهبي خلطت الدين بالسياسة وحفّزتْ
الكثيرون في العالم العربي وفي العالم الإسلامي لرفع راية الدين وخلط الدين
بالسياسة، وانفجرت التيارات الدينية على مساحات واسعة في العالمين العربي
والإسلامي، تحت عنوان (الصحوات الإسلامية) بدل الكوارث الإسلامية، رافعين شعار:
الحل هو في قيام الدولة الإسلامية، بينما كانت المصيبة على مدى 1300 عام هي في تلك
الدول الإسلامية التي كانت كلها حروبا!. واليوم يتوهمون أنهم على وشك إقامة الدولة
الإسلامية الموحدّة!.
شعوب هذه المنطقة (بما فيها شعب إيران) ملّتْ من الحروب ومن هواة الحروب ومن صانعي
الحروب ومن أصحاب العقول الثورجية الطفولية والمُراهِقة، وتريد أن تعيش بسلامٍ
وأمانٍ واستقرار.. تريد تنمية وخدمات وتطوير واستثمارات ومشاريع اقتصادية وصناعية
وتربوية وتعليمية واجتماعية وصحية وفرص عمل وبيوت للسكن، ومكافحةً للفقر والبطالة،
وباتت تنفر من ثقافة الحروب والصراعات وصناعة الموت ومن كل من يتحدّث بهذه اللغة!.
هذه الخطابات البعيدة عن الواقع لم تجلب على مدى عقود طويلة سوى مزيد من الهزائم
والإحباط واليأس والفقر والبؤس والجوع والحرمان، وباتتْ الشعوب تنفر من أصحاب هذا
الخطاب الذين يعيشون خارج إطار الزمن والواقع، غير مكترثين حتى بشعوبهم الفقيرة
التي تحتاج قبل غيرها للتنمية ومكافحة الفقر والبطالة!. أصحاب هذا الخطاب يدركون
تماما كل هذه المعاني ولكن مصالحهم الخاصة تتطلب ذلك حتى لو بقيت شعوب المنطقة إلى
ألف سنة قادمة تعيش مآسي الجوع والفقر والفاقة والمذلة والحرمان والموت!.
يزايدون برفعِ يافطة فلسطين، وهم ليسوا أكثر إيمانا بفلسطين من أي عربي أو مُسلِم،
ولا من أي فلسطيني، فلماذا هذه المزايدات الكلامية الفارغة. فحتى الفلسطيني لا
يتحدث بِلغتهم إزاء فلسطين. فالرئيس الفلسطيني بذاته يؤكد كل يوم أنه لن يواجه
إسرائيل إلا عبر المنظمات الدولية والقانون الدولي!. وحتى تنظيم (حماس) الأخواني
رضيَ بدولة على حدود عام 1967، وكذلك كل القيادات الفلسطينية، وفي مؤتمر دافوس على
البحر الميت بالأردن يوم 21/5/2017 كانت تجلس وزيرة الخارجية السابقة "تسيبي ليفني"
بجانب الفلسطيني صائب عريقات ويتحدثان عن الاستيطان والسلام، بينما هناك من ما زال
يعيش بالأحلام ويريد فلسطين من البحر وحتى النهر(وأنا أريد ذلك ولكن الرغبة شيء
والواقع شيء آخر) ويخبرك أن الحرب القادمة ستكون في فلسطين، دون أن يُعلِمنا متى
وكيف؟. هل بعد سنة أو سنتين؟. أم هل بعد عقدٍ أم عقدين؟. أم هل بعد قرنٍ أم قرنين؟.
من يتحدّث عن الحرب فوق أرض فلسطين فليبدأ ذلك وسوف أكون أوّل شهيدٍ في جيشهِ، ولكن
أن نبقى نتحدّث عن فلسطين بالكلام والإعلام والخطابات، ونحن لا نطلق طلقة نحو
فلسطين، فهذه مزايدة إعلامية وجعجعة فارغة. هذا لا يعني أكثر من استمرار أخذِ البشر
رهينة لمصالح البعض السياسية. واستمرار المزايدة والمتاجرة بآلام شعب فلسطين لخدمة
أغراض وأهداف سياسية لا علاقة لها بكل فلسطين.
إن خوض الحرب مع إسرائيل كان قبل عشرِ سنوات أسهل منهُ بعشرِ مرات اليوم. وخوض
الحرب اليوم هو أفضل منه بِعشرِ مرات بعد عشرِ سنوات. وهكذا دواليك، فماذا تنتظرون،
ومتى ستفتحون هذه الحرب الموعودة وننتهي من حالة الإنتظار وما تعنيهِ من ترقُّبٍ
وتوترٍ وقلقٍ لدى الشعوب؟. أم أن المسألة ليستْ أكثر من تجارة بقضية فلسطين، طالما
امتهنها الكثيرون إما خدمة لمصالحهم ومناصبهم وكراسيهم أو خدمة لطموحاتهم في توسيع
نطاق هيمنتهم في المنطقة؟.
*فهل ستعيد إيران النظر بكل سياساتها إزاء المنطقة، وهل سيتمكن الرئيس روحاني من
تحقيق التصالح بين إيران والعالم، أم أنها ستزداد عزلة على كافة الأصعدة العربية
والإسلامية والدولية؟.
*أعتقد أن الرئيس روحاني أدرك جيدا بعد لقاءات ترامب في الرياض، لاسيما يوم 21/أيار
2017 أن إيران ستزداد عزلة عربيا وإسلاميا ودوليا. وإنّ كلام وزير الخارجية جواد
ظريف الذي جاء في مقالته في صحيفة "العربي الجديد" الالكترونية يوم 20/5/2017 ،
وحاول فيه طمأنة الآخرين، وأعربَ عن استعداد بلاده للتعاون مع دول المنطقة، قد ردّ
عليه الخليجيون بقولهم: إننا نحكم على الأفعال وليس الأقوال، فهل جواد ظريف قادر
على أن يحقق لهم الأفعال التي ينتظرونها، أم أن هذا الأمر لا يعود لوزير الخارجية
وإنما للقائد العام والحرس الثوري الإيراني، وأنه أمرٌ صعب التحقيق جدا!.
*المنطقة أمام مفترق طرق، فإما الانفراج، وإما التصعيد. الإنفراج سيُفرِّجُ هموم
الجميع، وأما التصعيد فلا يعرف إلا الله كيف ستكون نتائجه الكارثية، وخاصة على
الشعب السوري الذي يُبكي حجر الصوّان من شدة فقرهِ وبؤسهِ وحرمانهِ وجوعهِ وتشردهِ
ومآسيه، ولو كان الرسول (ص) وصحابته وأل بيته أحياء لوقفوا جميعا يبكون هذا الشعب
الذي صار مثار شفقة العالم كله.
*لا أقول قولي انتصارا لأحد ولا للنيل من أحد وإنما للنصح ولإعمال العقل بدل ثقافة
الكيديات والكراهية وتعميق الأحقاد.