من منا لم يسمع  بقيس وليلى

قيس ذلك الشاعر اليماني المنحدر من قبيلة بني عامر ومحبوبته ليلى ..لا اعرف لم اخترت قصته لأطرحها عليكم اليوم وكأن لم يسبق لأحد منكم ان سمعها..دعوني من نقدكم السابق لآوانه  واغلقو برنامج مشغل الوسائط في الكمبيوتر وتعالو لأقص عليكم قصة هؤلاء القوم الذين اختزلو الدنية ومافيها بقصائد الغزل والحب والشوق والحنين.

قبل ان نبدأ..دعوني أضعكم بالصورة ..انا عبود الحزين وهذا موقع سيريانيوز قسم مساهمات القراء وهذه قصتي المتواضعة...أظن ان كل شيئ واضح..اذن فلنبدأ.

 *****

 أعد الليالي ليلة بعد ليلة وقد عشت دهراً لا أعد الليالي

 تمر الليالي والشهور وتنقضي وحبك ما يزداد الا تماديا

 خليلي ان دارت على ام مالك صروف الليالي فأبغيا لي ناعيا

خليلي لا والله لا املك الذي قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا

 قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا

*****

 كان قيس جالسا في بطن ودان يرتل هذه الأبيات بشفتيه بينما يداه تعمل على اعداد مسحوق السيانيد الذي اراد ان ينهي به حياته

 الا تعلمون لماذا يفعل ذلك...ظننت ان الأبيات السابقة كانت كفيلة بشرح رغبة قيس بالانتحار

 لا عليكم..سأرجع بالماضي قليلاً عسى ان اشبع فضولكم بمعرفة سبب رغبة هذا المعتوه في الانتحار

 *****

 لقد كان قيس يحب ليلى جارته بالخيمة المقابلة واضحت سيرة قيس وليلى حديث جميع افراد القبيلة وكأن ذكر قصة حبهما الطاهر في كل جلسة اصبح من نواميس الحياة.

 ارادها قيس زوجة له على سنة الله ورسوله وارادته هي زوجا صالحاً غيوراً.

  ولكن يا فرحة ما تمت فقد امتنع والد ليلى على هذه الجازة بحجة ان قيس شخص لا وراه ولا قدامه فلا يملك من هذه الدنية الا تلك الخيمة البالية وذلك المركوب العتيق المتمثل بتلك الناقة العرجاء موديل 2010 ق.م .

 لقد فشلت جميع المحاولات في اقناع والد ليلى حتى يأس قيس وذهب الى بطن ودان حيث تركناه منذ بضع دقائق

 *****

كانت يدى قيس تعمل على خلط السيانيد مع كربونات الصوديوم امتثالاً لنصيحة صديقه بالمراسلة عالم الكيمياء الدمشقي خالد بن يزيد

 وبينما كان منهمكا في تحضيرات حفلة انتحاره دوى صراخ شبيه بقنبلة يدوية منتهية الصلاحية : قيـــــــس.

 قيس والحياة دبت في اوصاله: ليلى ماذا تفعلين هنا ركبك سيرتحل الى الشام بعد صلاة الظهر.

 ليلى بصوت متعب : لقد هربت منهم يا قيس لا اريد الزواج بذلك السافل ابا مالك...اريدك انت زوجا حنونا عطوفا علي اريدك انت ايه المغفل.

 قيس متلعثما : لل ليل ليلى ماذا تفعلين بثوبي

 ليلى بصوتها المليئ بالدلع والغنج : دع الهوى يفعل بقلبينا ما يشاء فانا لك وانت لي

 قيس : ل لي

 ليلى : هـــــس

*****

 قيس وهو يجفف العرق من جسمه : قبحتك الآلهة يا ليلى ماذا فعلتي بحبنا العذري ماذا ستحكي كتب التاريخ عن حبنا ماذا سيقول عبود الحزين عن قصتنا..لم تتركي فيها لا حب ولا عذري لقد شوهتي التاريخ بفعلتك ايتها الآثمة.

 ليلى مغمضة العينين : اصمت ايها اللعين فلست  اول شاب ولا اخر شاب افعل معه هذا لقد فعلتها مع كل ذكور القبيلة ولقد ارتأيت انه حان دورك

 قيس دامع العينين : ماذا تقصدين... وقصائد الغزل والحب التي كتبتها لأجلك اكانت كلها لأجل لا شيئ

 ليلى مصدرة تنهيدة عميقة : نعم ولكن لا انكر انك صاحب موهبة وان قصائدك جعلتني مشهورة وجعلت جميع ذكور القبيلة يتنافسون لاشباع غروري ..اهــــــا.. حتى اخاك نور الدين لم يسلم من براثين انوثتي ...الا تريد ان نفعلها مرة اخرى هي تعااال.

 لم يكن من قيس الا ان انقض على عنق ليلى ليخنقها كأي رجل شرقي اصيل تم استغلاله أبشع استغلال

 وقف قيس يتأمل جثة ليلى العارية فما كان منه ان استل زجاجة السيانيد المخلوطة بكربونات الصوديوم وشرع في كركعتها حتى سقط جثة هامدة فوق ليلى معلناً الأنتهاء من احد اروع قصص الحب العذري

 *****

 ها انا عدت اليكم بقلمي المرهق الذي سهر الليالي لنقل هذه القصة من مجموعة الاوراق البالية التي وقعت في يدي كاتبكم عبود الحزين بينما كان يمسح الغبرة عن طاولة جده ابو نادر.

 والغريب بالموضوع  فلقد كشفت لي هذه الاوراق ان جدي ابو نادر هو الحفيد الخامس والتسعين بعد الالف لقبيلة بني عامر وانه ابن عم قيس بن الملوح

 يا الله يا ابو نادر كم انت متواضع لماذا تكتمتت على هذه الأوراق طوال هذه السنين

 وها انا الآن اخط لكم هذه الكلمات الأخيرة من قصتي داعياً الله ان تنال اعجابكم وان تكون بمثابة حجر اساس لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي جبلنا عليها

 *****

 المصادر : دار ابو نادر للطباعة والنشر - حلب - الأعظمية