لا ادري ان كان من الصائب ان استأنف حياتي بالمجتمع السيريانيوزي
وان اعود الى سابق عهدي بكتابة قصص الحب العذري ، وسورية الحبيبة تعاني من المؤامرات المغرضة التي تحاك ضدها ، والتي تعمل على الحد من مسيرة التطوير والتحديث ، ولكن الذي أعرفه ، أن الشوق غلبني الى هذا الموقع والى هذه الزاوية ، وخصيصاً اني احمل في جعبتي قصة لا بأس بها من ميادين الحب العذري ، تلك الميادين التي تلقيت فيها ما لايعد ولا يحصى من الشباشب العاطفية .
أبطال القصة :
1-توت عنخ آمون : فرعون مارق تزوج أخته غير الشقيقة (عنخ اسن) اصيب بعجز جنسي في سن الثامنة عشر.
2-عنخ اسن : زوجة توت عنخ آمون ، وابنة نفرتيتي ، أخذت من امها الجمال والدلال والسلطة وتركت الأخلاق.
3-عبود الحزين: كاتب معتوه ، وجد ضالته في سيريا نيوز ، وضع على عاتقه اعادة احياء قصص الحب العذري.
*****
وقف توت عنخ آمون امام مقبرته قيد الانشاء وعيناه تذرف الدموع ممسكاً بزجاجة الزرنيخ التي ابتاعها منذ قليل ، لقد ارهقته قصص زوجته الآثمة التي أصبحت حديث المدينة ، وأراد الانتهاء من هذه الحياة ، وما ان لامست الزجاجة شفتاه ، حتى سمع صوتاً من بعيد قائلاً توقف.
نظر توت عنخ آمون الى مصدر الصوت مستغرباً ، انه ذلك المعتوه السوري ناقل قصص الحب العذري ، لقد كان يعرف انه سيأتي في أحد الأيام ويبدأ بتشويه قصته ، توت ماسحاً الدموع من عينيه : ماذا تريد ايها الكاتب؟
عبود لاهثاً : لقد جئت ادون قصتك قبل ان تنتحر ، لقد طال غيابي عن سيريا نيوز ، واريدك ان تساعدني على العودة بقصة مدمرة.
توت راسماً ابتسامة ساخرة : ألا يكفيك ما فعلت بجميل وبثينة ايها الماجن ، وها انت تريد ان تستكمل عبثك بالتاريخ الفرعوني .
عبود ضاحكاً : انه التاريخ يا توت ، ليس ملكاً لأحد ، والآن دعنا من العتاب ، واعطني قليلاً من الأحداث املاً بها الأسطر ، وارسلها لسيريا نيوز
توت مكركعاً القليل من زجاجة الزرنيخ : صدقني قصتي اقسى من ان تنشر على سيريا نيوز ، وخصيصاً ان كانت موقعة بأسمك الذي لم ارى قصصاً له منذ ثلاثة أشهر.
عبود متأسياً : فعلاً ، وهم اللذين يقولون ان الكتابة للجميع ، دعنا ننسى بطش هؤلاء المحررين واخبرني بقصتك.
*****
لم اعرف سر ذلك الوهن الذي اصاب جسدي ، حتى قد فشلت جميع اعشاب آسيا وافريقيا بمداواتي ، وللأمانة فقد كانت عنخ اسن ببداية الأمر ، كأمها تماماً ، صابرةً راضيةً تقبل بالقليل ، ولكن هيهات فما هي ايام حتى بدأت قصصها الآثمة تملئ القصر ، ومع من؟ ، مع الخدم والعبيد ووزيري الأول ، فما كان مني إلا أن تصنعت النوم وانتظرت عنخ اسن حتى تترك الفراش ، وكما توقعت كانت متوجهة لغرفة ذلك الوزير الآثم ، وكأي رجل فرعوني يحترم نفسه و يتعرض للخيانة ، تركتهما غارقان بذنوبهما ، وابتعت زجاجة الزرنيخ من الحانوت المجوار لقصري ، وها انا الآن مقبل على حياتي الآخرة.
عبود غاضباً : ولماذا لم تقتلهم ؟
توت مستكملاً زجاجة الزرنيخ : انا لا ألومها يا عبود ، فانا لا انفع لا زوجاً ولا فرعوناً ، ولكن قل لي قبل ان تذهب ، لماذا انت مصر على معرفة قصتي انا من بين كل الفراعنة وهنالك الأعظم والأقوى مني ؟
عبود مبتسماً : ان مقبرتك الوحيدة التي نجت من عبث اللصوص وآثار الزمان ، لقد اكتشفها هوارد كارتر في العام 1922.
توت ملقياً زجاجة الزرنيخ الفارغة : آمل ان تروق قصتي لقرائك غريبي الأطوار ، اذهب وارسلها لسيريا نيوز ، ودعني استكمل تسليم روحي بسلام.