أليست هـذه أجمل أمنية؟
أن يعمّ القلب خيراً، أن يختزن الحُبّ فيه بدل أن ينضب؟..
شـاء الحظّ أن أغدقَ عليّ ما تيّسر من حالاته العنبر..
الحُبّ في قلبي أملٌ ممزوج بالخـوف المُضني! كثرة ما نفرح به، نخاف من لوعة الفراق و شتات الروح و تعب النّفسية و وجع الرأس و وسادة الأرَق و شبح الذكريات الجميلة المرفقة بحبّات "البندول" و "النْيورفين"..
عَدَاها من السّجائر اللّعينة تلك – اللامُتناهية.. و قدح الانتحار المُفزع.. في عزّ اليقين المُتَأخذ بضوضاءٍ فارغ الأحاسيس!
هذا قليلٌ من كثير، يكفيني حُزناً مُسبقاً الآن؛
يكفيني تشاؤماً فرضَتهُ تجارب الآخرين و معظم الإحصاءات و الأساطير..
لكن، رغم الأوجاع والأدلّة الدامغة و البراهين – أزّقة المُترابصين، و قفزاً فوق كلّ المعايير و النَّصائح المزدوجة مع رُمّة جِمَالِها و بَعيرها..
لا بأس أن نحب و لو على مضض!
لا بأس أن نتفاعل مع حبّنا هذا إلى أقصى الحدود ورغم أنف المُتشائمين الكُثُر و العابسين.. أحبّاؤنا هم، لا أكرههم و لكنّهم حـاقدين..؛
هناك مَن سافر إلى السّند و الهند و إلى أبعد من الصّين بحثاً عن الُحب فلم يعثر عليه و عاد بخُفْيّ حنين!
هناك مَن جمع المال و عَرَضه أمام الزّائرين، علّهُ يجذب الحُبّ الثمين.. فكان أن نَحرَه الحُب و هَدر دمائه عن سابق تصّورٍ وتصميم!
هناك مَن تنطّحَ بحسنه وجماله فكان أن أكبَّهُ الله على مِنْخَرَيهِ في جهنّم وبئْس المصير..
وهناك مَن مات مُتحسِّراً على الحُب، ولِلحبّ شهداء كثيرين!..
ما بالكم إذاً.. أن يختار الُحب قلبي مسكناً له، ألا أُرحبّ به؟ و أكون من الشَّاكرين..
أهلاً بالضيف الغالي
لكَ عُمري و انشغالي
عساك عندما تهمّ الرّحيل، تتذكَّر حُسن الضّيافَة فتعود لِتَزورني من جديد...
إنّك الآن في دياري، نمْ قرير العين يا آتي إلى حين..،
تحميك أضلعي و بنات أفكاري.. تحميك شرايين العزّ و الوداد.
إنّي إمرأة مجبولة بالعسل واللبن و طيب الرّياحين، أحتفلُ بك ولا أُبالي، وأُدرك أنّك لست بمثالي! تستطيع أن تسهرني الليالي، تحرمني السّكينة و تقطع بحالي...
أن تقهرني عنوة و تخون كياني!
هذا هو قدَري و قدَر أسلافي لا بل أمثالي.. و كما أن الموت وحده يجعل للحياة معنىً، وحده الحُب يجعل للقلب مغزىً.. فما معنى أن أحيا دون أن أعيش؟! كمَن يظنّ –سهواً- أنه باقٍ إلى أبد الآبدين!.. لكنّي أُطيع.
للحياة عمرٌ يقصٌر أو يطول، وللقلب جهدٌ و مفعول..
أجهد في حبّه و أُجاهد،
أكون الوقت في سبيل أتقهقرُ
أموت في سبيل قلبي: أســـتـشــــــهـد!
مبروك...
تالا فرَح
12/2010