هو قريني يخبو إلى مضجعي متى أرادني ومتى أُراوغُ الجنّ لأعتنق ديانة المنافقين.. أوّاهُ أوّاهُ لا أحتمل وجع السكاكين..أرادَ بصدري وشماً مفقوعاً بعينيهِ الطافحتين شوقاً عنيداً لملَمَتُهُ قُبَلي من على جبينهِ.. علّهُ يستقيمْ..
أحبّني و إذْ بهِ الغصن موعوداً بحبّةِ زيتون خضراء.. نعم إنّهُ المارج من نار.. وإذ بي أعشقُ لونه.. أعشقُ لهيبه الأزرق...
في خِضّمِّ عيونهِ العسلية أتّعظْ.. أرى الذهب وراء البحار .. يمتعضُ جفني الموعود بالحبق .. يرّشُ على آفاق الياسمين وأتَعطّر.. كمْ كنتُ منهُ مسافة أنوار.. ماضيها حسدٌ .. ومستقبلها زهورٌ وأشجار صنوبر و سنديان..
مارجٌ من نار .. يعتريني .. يحرق قلبي يلتهمهُ سواد أن أفحمه فحم الكلمة.. فحم الوقت.. فحم الازدهار.. و أتَخَيَّطُ على كتفيهِ فراشة صدقٍ تُنّورُ لهُ الأشواق.. و يأتي خلسةً من بعد عمري .. تحت التنورة والزّنار.. يأتي خلسةً يتَلّمس أضلعي المستهينة بهِ.. يتلّمس الأحضان.. أحتضنه بقربٍ وحنان..
مارجٌ من نار .. لم أُطفئ الشمعة سهواً ولم أقطع الأضواء.. بل كنتُ لهُ مولى يُعمّر لهُ الأشياء..لكنّهُ شيئاً فشيئاً صعدَ على عمري واستحوذ قلبي وصار لهُ عمران.. وكنتُ فيه سلطانة زماني آمر وأُنهي.. أعتلي الغفران.. ما كان باستطاعتهِ أن يقوى عليه إنّما هو حبّي وكان ما كان..
هو مارجٌ من نار أحرقَ روحهُ وباتَ رماداً ينضح بالنسيان.. وصارت عينيّ مقشّبة تنظرُ إلى ما ورائي.. تنظرُ لحظة الغثيان!
ما قلَّ ودلّ
تالا فرح
10/2011