اخلع نعـالَـك تـشـريـفـاَ و تـنـزيـهـا
و اخـفـض جـنـاحـك لا فخـراَ و لا تيها
و احـنـي جـبـيـنَك إجـلالاَ و تـكـرمـة
و ادخـل إليهـا فـمـا أدراك مـا فـيـهـا
هذي دمـشـق و كـلّ الـكـون يعرفـهـا
شـابَ الزمـان و ما شـابت نواصيهـا
هذي دمشق و فوق الأرض قد خُلِقتْ
شـمـسَ المدائـن تـزهـو في أعـاليهـا
هذي دمشق و في الأهوال قد عبرتْ
تـمشـي الهُـوينى و عـيـن اللهِ تحميها
تمشي دمـشـقُ فلا الأمـجـاد تدركـهـا
نـور الـقـداسـة يسـعى بـيـن أيـديـهـا
فهْي البشارة ُمـن هادي الورى سطعت
سُـلَّ الـكـتـابُ فـأوفَـتْ وعـدَ هـاديها
مـنـهــا الـمـسـيـح إذا لاحــت بـشــائـره
من بعد جـورٍ صـروحُ الـعـدلِ يـعـلـيـهـا
رأسَ الـحـسـيـنِ أيا رأساً بـلا جـسـد
ٍتـبـكـي دمـشـقُ فـأنـهــارٌ مــآقــيـهــا
قـم يـا بـلالٌ فـإنّ الــقـدسَ مـوعــدُنـا
اللهُ أكــبــرُ أرسِـــلْـهـــا نـلـبّــيــهـــا
نـادِ صـلاحــاً كأن الــفــتــحَ أتـعـبَــه
إذ نـام فيها قـريـر الـعـيـن هـانـيـهــا
أمّ الـحـضارة و الــدنـيــا تـبـجّـلـهـا
فـيهـا الـجـلالـةٌ في أسـمى مـعـانـيـهـا
يـا قـصةَ الـمـجـد و الـتـاريـخُ يكتبها
بالـعـزِّ نـقـرؤها بالـفـخـرِ نـحـكـيـهـا
يا وردةَ الـشّـام يهفو عـطـرُهـا ألـقـاً
في الـقـلـبِ نـزرعـهـا بالدّم نـرويـهـا
يا درةَ الـشـرق يا أنـشـودةً عَـزَفــت
ْلـحـنَ الأصالـةِ يشـدو فـي قـوافـيـهـا
يا جـنـةَ الـحـسـنِ و الأرواح تعشقها
وردٌ و رَوحٌ و ريـحـانٌ مـبـانــيــهــا
في كلِّ بابٍ من الأبوابِ قد سُـطِرتْ
آيُ الـبـهــاء و ســبـعٌ من مـثـانـيـهـا
ماذا أقـول و مـا الأفـكـار تســعـفـني
يا ويـح شِـعري فكيف الحـقَّ أوفيهـا
هذي بـيـوتي و إن قَـلَّـتْ بِـعِـدَّتـِهـا
تـشـدو دمـشـقَ, فما الآلافُ تكفيهــا