news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
المشهد الثاني .. الهارب من ملفات بقعة ضوء ومرايا وموجه حصرياً لقراء سيريا نيوز .. بقلم : هاني يحيى مخللاتي
syria-news image

بطل من المستقبل..!!


صرخ بصوت عالٍ، جيوشه صرخت لبيك .. لبيك، الغضب يشع من عينيه، العرق يتصبب من جبينه، يصرخ ويستمع إلى هتافات الجيوش التي لا تعد ولا تحصى والتي جاءت من هنا وهناك.

- مستعدون، هذا جوابهم.

 

- هل أنتم مستعدون لتحريرها؟ كان هذا سؤاله الذي كان عالياً مسموعاً واضحاً للجميع، وكلما كرره كان صوته يعلو ويعلو والهتافات تعلو وتعلو.

كان يرتدي زياً عسكرياً كاملاً ويحمل على كتفه بندقيته التي لم تفارقه يوماً، كان يقف على منصة عالية، دون أي ستار، دون أي حاجز بينه وبين هذه الجموع المتعطشة لعودة الديار، والتي كان أفرادها يتنهدون من قلوبهم كلما ذكر اسمها، ويصرخون بغضب كلما سئلوا عنها.

أسلحة ومعدات في صناديق خشبية، ملايين القنابل، بلايين البندقيات ومليارات الرصاصات، سيارات عسكرية، طائرات، إسعاف، إطفاء، تجهيزات فنية، أسلحة كيماوية، ذرية، نووية، هيدروجينية والكثير الكثير، جُلبت جميعها من أجل هذا اليوم، من أجل هذه اللحظة.

 

خطاب حماسي يلقيه هذا المغوار على مسامع جيوشه ليرفع من روحهم المعنوية، فيهتفون بأعلى صوتم: (إلى الحرب - إلى الحرية)..

من جانبه يكون الأمين العام لمجلس الأمن قد أعلن عن جلسة طارئة لإنقاذ الكيان العدو من هذه الحرب حيث يحذر من نشوب الحرب العالمية الرابعة خصوصاً أن البلدان التي تضررت من الحرب العالمية الثالثة لم تنته حتى الآن من آثار الدمار الذي لحق بها، مؤكداً على ضرورة بقاء ذلك الكيان على أرض الثائرين.

ومن جانبٍ آخر تكون جبهة الكيان مرتبكة ومعلنة لحالة الطوارئ نظراً لتلقيها عدة تهديدات من هذا البطل، والقيادة مجتمعة ومتخوفة وتبدو على وجوه أولئك القادة الجبناء؛ ملامح الخوف والقلق.

 

أما الجيش المعتدي فيكون بحالة هلع والمتدينون يقرؤون في أجهزة صغيرة ويبكون بخوف وقهر.

يصرخ الآن - (البطل) - :إلى الحرب..

فتسارع الجيوش إلى مهامها ويبدأ بعض الجنود باتخاذ مواقعهم..

وفجأة..!!

يصدر صوت مخيف: ستووووووووب

 

يلتفت الجميع ليجدوا أن المخرج قد أوقف التصوير وذهب متجهاً إلى كاتب النص، أما بطلنا المغوار فيجلس على الأرض خائر القوى، منهك الجسد.

ثم يدور بين المخرج وكاتب النص حوار من هذا الزمان:

المخرج: يا أخي والله في مشكلة بالنص، ما بيصير هيك، شو المشاهد ما بيفهم؟

الكاتب بتأفف: خير .. شبو النص..؟!

 

المخرج: يا سيد (فلان) والله كتير في خرط شو حرب عالمية رابعة وتالتة وجيش الكومبارس ما خرجو حرب عالمية أولى؟ بعدين والله الديزاين مو زابط، يعني المؤثرات المرئية واضح الكش اللي فيها، والتفجيرات إبني الصغير بيعرف إنها متل أفلام كرتون، بعدين شو بعرفنا بالمستقبل كيف بدو يكون شكل الجيش العدو (هدا إذا كان في جيش عدو من أصلو) وبعدين ... يقاطعه الكاتب: خلصنا خلصنا، شبك فلتت متل الأباوة؟ أخي هاد النص يلي بدي اشتغلوا .. وهيك عاجبني، وأكتر من المخرجين مافي، إذا مالك حابو هلأ بجيب سبعين مخرج يكملوا عنك، إنت شكلك تعبت الله يعطيك العافية.

 

المخرج بانهزام: لأ لأ معلم خلص رح كمل.. (ثم يصرخ للكاست يلا يا شباب يلا أكشن).

ملاحظة هامة: جميع الشخصيات من محض الخيال، والأهم أن الكاتب هو نفس منتج العمل، والأهم الأهم أن (البطل) حصد آلاف الجوائز بعد عرض العمل ونال إعجاب الجميع لحضوره المتميز في الشاشة الصغيرة..

 

ملاحظة أخرى: في الحديث عن المستقبل المخرج كان على حق حين قال: (هدا إذا كان في جيش عدو من أصلو) وشكراً لمتابعتكم لهذا المسلسل الذي سيعرض على القنوات المشفرة فقط.

2011-02-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد