بين سؤال ٍ وجواب أقف حائرا ً
بين مشهد و صورة وفكرة أقف حائرا ً
بين حاضرا ً رمادي مائلٍ للسواد ومستقبل أسود أقف حائرا ً
ترى إلى متى أقف وقفة الحيرة تلك ؟
وهل أستطيع عدم الوقوف أمام سبب حيرتي ؟
وهنا في هذا المقال تقبع إحدى تلك الصور التي أسمعها
كل يوم وأظن بأنها أبشع الصور
وأتعس الصور فيها ألم غريب يسيطر على قلبي وعقلي
بل تسلل واحتل دولة جسدي
إنها تلك الصورة التي أرسمها بمخيلتي بعد أن أسمع عنها
وأشاهدُ فيها شبابا ً بعمر الزهور
بل شبابا ً لم يصبحون بعد بعمرها وما زالوا بعمر البذور
واحدهم ( يحشي ) على حسب قولهم وكما معترف عليها
بعض ٌ من قطعة الحشيش في السيجارة
ويشربها ويتلذذ بطعمها ومفعولها
والأخر ( يحشي ) تلك الخبيثة في رأس النرجيلة ( الشيشة )
و يـُطرب فيها ,, ويستمتع بها ,,, ويكاد يطير فرحا ً ورقصا ً
العمر هنا مختلف ,,,, وطريقة ( التعاطي ) مختلفة
وربما يكون المفعول واحدا ً وربما لا يكون كذلك
ولكن مما لا شك فيه أن المصيبة واحدة لا محال
و بأن النهاية واحدة لا مجال للنقاش
إلا من رحمه ربي واستطاع و أنقذ نفسه
وتتبع أمره ,,,, وعاد إلى رشده ,,, واتقى ربه
وأما من ساء حاله ,,, واستمر في خطيئته ,,, ولم يرحم نفسه
فقد يكون يرسم بيده في الدنيا نهجه ,, وبين الناس سيرته
ويوم الموت نوع قبره ,,, ولا أعلم يوم القيامة ما حجته
ومن هنا ابدأ بداية النهاية
ترى لماذا أنتشر ما يسمى ( بالحشيش ) في عالمنا العربي ؟
انتشار واضح وملحوظ ربما للغرب يدا ً هنا
بل ربما لأصحاب النفوس الضعيفة من شبابنا العربي
يدا ً وتكون هذه أصعب من اليد الغربية
وربما أن أصحاب السيجارة ,, والشيشة
هم أصحاب النفوس الضعيفة الذين علقوا أمالهم وسعادتهم المؤقتة
في قطعة ( حشيشة ) تحت حجة ضعيفة
أنها تريح البال والفكر ,,, تريحنا من هم القلب والعقل
أي ِ حجة هذه يا شباب أمتي ؟
أي ِ حجة هذه يا مستقبل أمتي ؟
أي حجة هذه يا من لا تفارقون دمعتي ؟
عن أي فكر تراكم تتكلمون وعن أي هم ٍ تتحدثون
يا من تتلذذ بالسيجارة و ( الشيشة )
عن مشكلة ٍ تتحدث مشكلة مع صديقة أو حبيبة عن مشكلة ٍ مع الأب الطيب ومع الأم الحنونة
أو ترى أن الفقر وعسر الحال هم الهم بنظرك
أم أنك ذات طبقة غنية و ( تتلاعب ) بالمال
ولا تعرف في أي شيء تجرب مالك و تروح عن نفسك
وتضيّيع وقتك
أتظنون أن هذا الفكر السعيد,,, أم تظنون أن هذه هي حقا ًالهموم
عن أي فكرا ً تتحدثون أين فكركم النشيط الذي يفكر لصالح نفسه
ولصالح مجتمعة ولصالح أمته
أين فكركم العربي الجديد,,, وتاريخه القديم ,,,
و إنجازاته العديدة
هل شغلتم فكركم وأفكاركم بذاك التاريخ
عن أي هم ٍ تتكلمون
إن الهم الحقيقي هو هم تلك الأرض التي تبكي دما ً
وأنتم أحد أسباب دمعتها وهي أرض فلسطين
الهم الحقيقي هو تراجع هذه الأمة وأنتم أحد أسباب تراجعها
الهم الحقيقي هي دموع أمك وأبيك حين يبكونها حسرة
عندما يكتشفون همك الحقيقي
لأن عندها سوف يصبح همك الحقيقي هو بلاء أسمه ( حشيش )
وأنت أيها الشاب الغني يا من تطربك شيشة ( محشية بحشيش )
لما لا تفكر بتجريب مالك برسم بسمة على شفتين فقير
لما لا تجربه بمساعدة فقير مريض يسعى لجمع بعض المال
ليجري عملية ٍ جراحية وتكتب لك صدقة وحسنة
لما لا تضيّيع وقتك بكل شيء مفيد لك ولهذا المجتمع
الذي يريدك عفيف نزيه
مفكرا ً ومبدعا ً وصاحب مسؤولية
ويبقى السؤال عزيزي القارئ
أن لم يكن الفقر والهم والغنى هم أسباب هذه الظاهرة
فما السبب إذا ً ؟
المجتمع ,,, الأسرة ,,, الغرب
مهما كان الجواب أقول إن كل شخص استمر
بتعاطي هذه ( الحشيشة ) فهو بلا شك ضحية
ضحية هذه الخبيثة
فيا أيها الضحية هل تقبل أن تبقى ضحية
بل هل تقبلها على نفسك
أن تبقى هم ٍ في قلب أسرتك خبيث ٌ في نظر مجتمعك
وسبب ٌ بعدم تقدم أمُتك َ
بل هل تقبل على نفسك أن تكون ضحكة ٌ واسعة على شفتين
بني صهيون الذين كلما رأوا شباب أمتنا يغرقون في الضياع
كلما توسع نطاق ضحكتهم
فأنت الآن من سوف تكتب لنفسك من تكون
ولا تستغرب عزيزي القارئ أن قلت ُ لك إن الظاهرة هذه
لم تتوقف عند شباب الأمة وحسب
بل الغريب أنها وصلت إلى يد الفتيات وخصوصا" المراهقات منهن ّ
وبعضهن ّ كن ّ ضحايا ذلك الضحية ( أي ضحايا الشاب المبتلى )
وهذا الأمر أخطر ما في الصورة
و الخوف الأكبر حين يصلون هؤلاء إلى مستوى أكبر من ( الحشيش) ويصلون إلى ( شم البودرة ,, تعاطي الإبر )
وهذا الأمر أخطر ما في الصورة