نصفها دائما ً بالشمعةِ المضيئةِ التي أنارت صدورنا
و طرقنا المظلمة
هي نور مجتمعنا و أساسه وركيزته التي بني بوجودها
هي حبات القمح و سنابله الذهبية
فكل سنبلة ً تحتوي العشرات من حبات القمح
تمما ً كقلبها الذي فيه ِ الحنان والعطاء
فيه الحب والدفء و الوفاء
أليست الأرض التي نزرع فيها القمح نقول عنها أرض العطاء
ومنذ القدم كتب عنها الشعراء أجمل الكلمات والأشياء
وصفها بالحنان ِ والعطاء والحب الذي لا حدود لهما
و إلى اليوم نكتب عنها كي تكون الرمز المعبر لما تملكه من أشياء جميلة
و تستحق أن نعطيها لقب الجبارة
نعم أنها الجبارة بكلِ ما تعنيهِ الكلمة من معنى
لأنها من احتملت عناء الحمل و مشاقته
هي من تحملت آلام الإنجاب و آهاته
و هي من ضحت بكل راحتها في سبيل تربية أطفالها
و نجاحهم وسعادتهم وسلوكهم
أليست من ضحت بكل هذه الأشياء تستحق منا أن نصفها
بالرمز و بالقدوة ِ و الجبارة
أليست من قال فيها الشاعر أحمد شوقي
الأم مدرسة ٌ إذا أعدتها أعدت شعب طيب الأعراق
دعونا نتأمل كلمة شعب ماذا تعني هنا فهنا تعني
المجتمع كافة و اما الأعراق هنا هو المزيج المختلف
أن كان بلون البشرة أو لغة و لهجة اللسان وهنا أيضا ً
نستنتج بأن الشاعر يقصد المجتمع مرة أخرى
في نفس بيت الشعر ذاك
وهذا ما يؤكد بأن الأم ركيزة المجتمع
و هي من قيل فيها الجنة تحت أقدام الأمهات
و تعني هذه المقولة بأن رضا الأم يوازي العبادات الأخرى
من صلاة وذكاة و ذكر أن صح لي أن أفسره بهذا التفسير
فالسعي وراء رضها هو سبيل يوصلنا إلى الجنة
فما أعظم هذه المرأة التي برضاها نسلك ثاني الخطوات إلى الجنة بعد العبادات المنزلة
وهي من قال الله تعالى عنها في القرآن الكريم
(( ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقل
لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا .وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) سورة الإسراء
و الأم أحدى هذين الوالدين وربما نلاحظ هنا بأن الله سبحانه وتعالى
قارن بر الوالدين بتوحيده تعالى ،،، حين أمر ببره ومن ثم بر الوالدين وهذا دليل على عظم شأن بر الوالدين في الإسلام
كما قال العلماء: لو كان في اللغة العربية كلمة تدل على الرفض والعقوق أصغر من "أف" لأتى بها القرآن
إذا ً الأم هي النور لطريق مظلم
هي الأرض المعطاءة التي تعطي ولا تسأل عن المقابل
هي القدوة التي يقتدي فيها أبنائها
و الرمز الحقيقي لكل ِ ماضي وحاضر و مستقبل
في مجتمعات اختلفت أطيافها و أعراقها و عاداتها
وهي أحدى السبل إلى الجنة
أفلا تستحق هذه العظيمة أن نبرها ونفديها بكل ما نملك
ونرد لها بعض ٍ من جمائلها علينا
ألا تستحق هذه المرأة العظيمة بكل ِ ما تملك
أن يكون لها يوم ٍ من أيام السنة عيد ً يخصها ؟
يوم يعبر فيه الأبناء عن حبهم و تقديرهم لها ولعطائها المستمر
بل يجب أن يكون كل أيام السنة عيدها
فكلِ يوم ٍ وكل أم في أمتنا العربية و الإسلامي بألف خير