أعصرُ العيون، فقاعاتٍ من الماء المضمون.. طويلةٌ هي الحكاية وأنا لوقتكم ممنون.
عرفتها منذ زمنٍ.. منذ أن تلاقفَتها العيون وكنتُ بحبها ولد ألعب على المسكون فيها والمسحور .. سحرتني إطلالتها.. توّجتني عيونها حين تطّلعت فيَّ واكتشفت كل الظنون...
تشكُّ بيّ ولذلك أسبابٌ ذات فصول منذ اختارت هي أن تكون المحور ومغارة الهموم.. أُفاجئكم إن قلتُ أني لولاها لبتُّ شخصاً مجنون أتوهُ بخطاها.. أعبثُ مع الوقت الجيد وأخون.. أخونُ ذِكراهَا.. أخونُ علّني أنْ بفقدانها أصيرُ الشخص الحائر المسكون برياحين الشوق والعتابا أُرنّم ترانيم الحزن والسعادة في آنْ على شكلٍ مسحور.. سُحرتُ بابتسامتها وكما ضلّ الشذى عن ورد العيون ضعتُ عن شذاها وكدتُ بين ريحانها أهون..
هو هواءٌ جيدٌ صريح القلب واضح المعالم مزرّق الجفون.. هي مياهٌ صافيةٌ استطعَمتْ بها نفسي وأشرقتُ الآخر علّهُ يُروى يعودُ إلى الحياة سيداّ مغواراً تتحدّثُ عنه العصور .. هي بوليصة وجودي تمخترْتُ بأفكارها وجعلتني أنام على حضنها مرّاتْ.. ومرّاتً أُخرى جعلتني أخون، أخون العشرة؟ أخون الفكرة؟ أم أخون الوجود؟
إني خنتُ نفسي خلسةً حينما أحببتها وكفرتُ بقلبي وأعلنت العقوق!
أُقبّلُ الكأس بيديها أن تنتعش روحي وأُبدّلُ ما لديّ من قدرةٍ وطموح وعلى الأرجح كل ما أملكُ في قلبي: دقاتهُ.. نبراتهُ.. حبّهُ الأكثر..
.. شَفَانَا