انتهى زمن الحلم , الذي به كان يحلم الإنسان في خاطرة, انتهى عهد عصفور يحلم بلحن فوق غصن مورق بالأخضر الزاهي .
أين ضباب الليل الذي يحجب الحب العتيق المسفوك على ذكراك ,أين أنت من عذابات كل يوم يقضيه عمرك دون أن تدرك معنى أن يكون الإنسان حراً .
حر أنت أيها القادم من أديم الصمت والعصيان , تمرد فوق بائدات عمرك الماضي ,تحرر من نكهة الجاهلية المتطرفة إلى أقصى حدود يمينك المشلول , إلى متى ستبقى مظلم في تعابير النفس التي تاقت إلى محتواها المتمترس على حدود هامات جبال مكسورة من شدة العند الأعمى .
تأهب فإنك من زمن النضال فوق جراح العبودية المنقضي , إنك أنت من تخلق حالة الإبداع والتطور المنضوي على مفاهيم العمر الحديث .
إلى متى ستبقى وحيداً مع همومك , ألم تضجر جنبات جسدك من ركود بات حالة قهر في زمن مبتور المفاهيم .
عبَر نفسك أنت تستطيع أن تكون في مصاف الأوائل , بطل في انتزاع مفهومك للحياة والحرية , و بهما ترتقي وتكون إنسان مخلص لوطنك الله ,مديراً أمرك من خلال نظريات الوجود الراقي , وسر هذه الحياة في كونك تفهم أين يجب أن تكون منزلتك في عصر القمع المحفوف بمخاطر الطوارئ .
وظلم البطانات العاصية اللاهثة فوق جروحنا النازفة خذلان أفكارنا , ابحث في تاريخك لتجد أفراح البشر تنشأ من قهر أزلام الأباطرة المترنحين بين خبايا الفساد الملوث بعاهرات الدرك الأسفل .
انطلق إلى حيث عنان الحرية المكتوبة دائماً بمداد أحمر ,وانظر إلى الأفق ليطاول عنقك كبد سماء حبلى بغيوم خيرة ,ينجلي بعدها ربيع يزهر مداه بألوان الإخلاص المنتشرة فوق سهولنا العذراء , التي اشتاقت إلى فارسها الحر لينشدها ترانيم : قل أعوذ بربنا المختار الذي جعلنا فوقك يا أمنا خلفاء . لنقيم عليك عدل السماء ,استغفر لتقاعسك عن أداء واجبك تجاه ربك الذي عدلك فسواك .
فاهم ,حائر لا تكف عن التفكير ,ابحث وليكن عنوانك منطلقا لجيلك الخائب ولتكن أمانيك لهيباً فوق شطآن الحياة الراكدة . لتحرك شعورك باتجاه ما تصبو إليه ضمائرنا المخبأة في أقبية مظلمة ,لتكون لها نوراً كمصباح ينبعث نوره من الزوايا الرطبة ,لتزيح عن كاهلنا غبار بات كطبقة زيت من تراكم عيوبنا .أصلح الشأن فإن إصلاح الزمن من عزائم الأمور .
