news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
حقائق في الوجود ... بقلم : يوسف السقا

أيّا قلبي تمنى أنك والهوى سواء على نهر الحلم , واعتلي صهوة الأصيل المترنح بالخيلاء , سحائب ضباب ندي على وجنة الليل المقمر في سماء الرحيل .


أبعد عنك هموم الليالي القاسية , التي لا ينفك سوادها وكأنها أخذت عهداً أن تبقى بعيدة عنها , أنوار الصبح الذي بدا بعيداً في مسيرة أيام لا تحصى ساعاته .

هذا الضجيج المعمّر فوق أنين أيامي , لا يرتحل ولم يعدّ بعد قراره بالرحيل , هو والصمت الحزين خيّم في مدامع قلبي المقفر والبعد أفق في نهار أغبر .

 أيّا ضوء النهار تقدم واقتحم عالمي المهووس بالقلق وحمى النزاعات ألاّ  أخلاقية وحروب الزمن المر ّ تقف تتربص في ّ , وكأنها داحس في عصر العولمة الأرعن .

 

وابتهاج السنين بات لا استقرار يئن فوق حاجات الفقر المقيم لدى كائنات الأرض , لا نعرف من أين تشرق شمس , ما عدنا ندرك ما هي شمس تلهب جبين الإنسان وتذيب دماغ ضب من أوارها .

 

يا زمن الغدر ابتعد لكي تفسح المجال للأجنة بالولود لكي نرى الغصن يورق وينبلج الزهر وندى ً من أديم الأرض ينبع صبحاً لليل طويل .  وهذا اليوم الذي بدأ وكأنه من أيام القطب المتجمد آن  له أن يغدو   , يا أيها الربيع تقدم لا تتأخر بالوصول هذا أنا أكتب بعيداً عن نوافذ الحرية , حرية النضال السامي , وفي عيوني أجراس الحب الذي نبكيه كل يوم حب الله والأرض .

 

 حتى يستبين نور الله . تبيني يا شعوب اله , انك خلقت كريمة وعزة الله لك سرمداً ومعلما أبديّا لا يزول .

تنهداتنا وحيرتنا وبكائنا وحزننا , يجب أن يحول إلى ثورة في ضمائرنا لنغيّر واقعنا الأليم , واقع الانحسار فوق شطآن البؤس , التي يجب أن نزيلها ليستبين نهجاً حراً , ونتقدم بخطى نحو الرقي العالي وفي أذهاننا يقبع الربيع القادم , متحدثاً عن معاقل أوجاعنا لنغيّرها وفق نظريات الخلاص الذي نبني عليه صهواتنا لنعتليها فوق جراحنا , تقدمي أيتها النفوس إلى مرجان الأرض ليكون لك ذخراً في عوالم الظلم , ما هذا الذي نريد .

 

 حياة كريمة وإباء فوق هذا الحطام الذي يجب أن نزيله عن كواهلنا لنكون صورة الله في هذا الكون الذي خلقنا فيه , مدركين أوجاعنا لنحظى في زمن الازدهار العالي , هذا يومنا وهذه أخرتنا , أن نكون طلائع في هذه اللحظات التعسة . لن نعود إلى البكاء ولن نعود إلى زمن الرهاب . بل سنكون ناراً على العصيان , هذا قلبنا  يصح دمه مستشعراً بالقادم البعيد أن يكون عزائنا لهؤلاء الذين اندثرت معالمهم ولكننا سنقدم هذا القربان بنية خلاصنا من آثامنا التي صنعناها بأيدينا نحن أصحاب هذا المقام ونحن من نحمي هذا الخيار .

 

 خيار أم الوطن العزيز يجب أن يبنى بسواعد الأحرار , هؤلاء الذين ينهضون بواقعهم بعيداً عن صراخ أذيال الرذيلة القابعين في أروقة المتربصين لهذه الأرض التي عشقها أهلها .

من يحمي من , أكاد لا أصدق أن دم شريف يصرخ ويستجلب العار لأهله , أتساءل أحقّاً هذا الذي يصرخ مولود في ربوع سوريا . وإذا كان ذلك ما هو نوع الغذاء الذي نمى عليه .

 

أحقّاً هناك أناس تصرخ (حماية ) حماية وبمن ؟ من الذي لا يعرفون سوى انتهاك كل شيء . انتهاك حتى الهواء في ديارنا .

 

حماية ! حماية ماذا يا أيها الصارخون في أزقة القبح ,كم أتمنى أن أدخل دهاليز أفكاركم لأرى عن كثب طبيعة التفكير الذي تنساقون خلفه ,كم أتمنى أن أكون قارئ أفكار لأدرك كم من الغباء تحملون .وكم ستجلبون لأنفسكم الخزي  والعار .

 

توقف أيها الضجيج , توقف لعلنا نرى أبعاد الكون , توقف أصحيح أن من يدافع عن ولائه أصبح من زمن الماضي , أصحيح أن من يقاوم أعمدة الظلم أصبح من بائدات الحضارة , أصحيح أن من يناضل ضد أعداء الله والتاريخ أصبح خشبياً من العصور الحجرية .

 

فإذا كان الأمر هكذا لنكن أول من سيبني هذا الوطن وننشئ الأجيال على مفاهيمنا القديمة وهي أن حب الوطن من الإيمان , وأن من يدفع الأذى عن أهله فهو ذو عزة ومنعة , وأن من يقف صامداً ضد مفاهيم حقوق الإنسان الملتوية مخبأة في علب مزينة كهدية تقدم للشعوب , لا لن نستكين يا أيها العرافين وخسئتم حيث أنتم وسنظل صامدين في خنادق أجدادنا ولن نحيد عن ثوابتنا ,  خسئتم  يا أيها المنجمون الذين لا تجيدون سوى الشتم والنباح , ابقوا حيث أنتم تنتظرون شيئا لن يحصل وليطول انتظاركم لترو أنفسكم عراة أمام مشاريعكم الفاشلة والخاسرة .

 

2011-09-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد