تقف عند حدود الزمن , لتفصح عن مكنونات الذات , وتحرك أصابع النجوم فوق بقع الحنين , الذي بات زيتياً يطفو كمعلم لا يزول .
هيهات تعود السنونو غداة هجرتها , هيهات تزهر أقحوانه ذابلة في ربيع قادم , .... , كل شيء إلى زوال
تحسب الأيام القادمة كثوران بركان نشط ,استوقفته همومه ليبدو خموده انتظار لساعة الصفر , وكأنه يعدَ لحظة الانطلاق الأولى لبدء السباق .
سباق اللعنة الإلهية على كل أحياء الأرض , وتحسب أن الساعة قد حان موعدها ,إلا أنك تجدد الأمل لشعاع ينسل خلسة من ثقب محفور فوق قسوة راكد بين صخور هلامية تكاد تنزلق من شدة الحر , وأديم الأرض المتحرك كزئبق متروك على مهادها , أليس في الغد يوم جميل ؟
تتحرك من خلاه نسمة صباحية تعلل من تلامسه كخد أنثى ابتدأ يومها الأول من عقدها الثاني , وكأنها تحسب كل يوم يمر بواسطة محسب طفل خرزاته مخضبة بلون خدها الأرجواني .
أيها البعد اقترب لتكون أنت ملهم الكون الذي تتلاشى نجومه في غيابات قبة السماء اللامتناهية .
اقترب مع كل حبة قمح تنمو على سطح هذا الكوكب لتزهر سنابل تحتاجها نسمات العشق لتظهر بهاؤها المذهب كشعاع شمس ضاحكة لوجودها المخلد في جنان السماء .
لا تعبث بمن تركها العشق تبكي على البيادر المتروكة ,لتكون خبز الحياة القادم , لتستمر حياة البشر كهياكل فوق زفرات الجحيم المتبلور على تلك الأرض الذي جعلنا عليها خلفاء .
لا تستبطن الكفر لأنك ذاهب إلى عذابات الخلود , التي تجعل من أزماننا لعنة حقيقية من خطايانا المتروكة على كل درب تعبر من خلاله سنوات عمرنا المشبع بالعهر.
أين أنت من خفايا الله المقدس ,لماذا لا تبحث عن دروب الخلاص بمتاهات عقلك ,لتترك شواطئ السلامة ترتاح من هول أسفار الحياة الممتدة بين السماء والأرض .