news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
القصة (2)... زينة الحلوة... بقلم : مكهرب

عندما وصلت عند أهلي أخبرتهم بكل شيء و عن مستوى إعجابي و تقديري و حبي لك و عنك أيضاً و عن صفاتك التي رأيتها خلال هذه الفترة.


شاء الله أن أحمل مواد في الفصل الثاني و طبعاً كأي أهل يخافون على أبنهم و على مستقبله أن يؤثر حبي لك على دراستي و لذلك عندما رجعت عقدت العزم أن أنسى كل شيء و اعتبرت أن وجود صديقتك في ذلك اليوم هو تصرف مقصود منك على أساس معرفتك الباطنية بالموضوع الذي كنت أريد أن أبوح لك به .

و لذلك عندما قلت لك أنه لا يمكنني أن تكوني معي في البحث القادم ليس من أجل حملي للمواد و لكن من أجل ذلك التصرف حيث أنني كنت قد أعددت مسبقاً ما سأقدم في ذلك البحث إضافة ً إلى أمور أخرى واجهتني أنت في غنى عن معرفتها، و عندما واجهتك بالأمر أحسست كأن قطعة مني انتزعت و فقدت شيئاً من قلبي بذلك، و أتذكر وقتها حالتي التي تدهورت و حزني الشديد في ذلك الوقت.

 و ليزداد الأمر سوءاً عندها أن كل المخابر التي كنت فيها كنت أنت فيها أيضاً حتى التي كنت سأنتقل إليها كنت فيها أيضا، في أحدى المرات عندما كنا بأحد المخابر كنت أنت و صديقاتك بجانبي على الطاولة و قد قال الأستاذ لإحداكم أن تقعد بطاولة أخرى و ثم عندما واجهتما مشكلة في الكمبيوتر قال الأستاذ لأحدكما أن تشاركني فقمت أنت و صديقتك و لكنك أبيت إلا أن تظل صديقتك معي و تذهبي أنت، في ذلك الوقت أحسست بحنق كبير لأنك عملت ذلك لأني أحسست أن تصرفك هذا ينم عن شيء.

 أصبحت أكرهك و أحبك في نفس الوقت ولولا ذلك لما كنت عرفت مقدار حبي لك، لقد أصبحت جوارحي و روحي تصارعني و هي تصيح زينة...زينة أحسست أنني قد أنفجر في أي لحظة و أموت من قهري و ذلك ما دفعني لأن أراك بعد أحد المخابر بشكل مفاجئ و أبوح لك بسري الذي حبسته بين أضلاعي طويلاً، يومها ارتحت كثيراً و لن تعرفي كيف نمت في ذلك اليوم، قرير العين ساكن الفؤاد.

 حتى عندما تقبلت ذلك السر مني زاد ذلك من حبي و إعجابي لكي، إن تقبل ذلك مني أعطاني الأمل بشيء لم أحسه منذ زمن، صحيح أنني وقتها لم أطلب منك الرد علي و لكن بعدها بأسبوع لم أستطع و كنت أريد أن أعرف و عندها عرفت أنه لا يوجد شيء من تجاهك لي بل و قد اعتذرت لي من أي تصرف أدى إلى ذلك الشعور من طرفي و هذا ما رفع مقدارك عندي درجات كثيرة، أن تعتذر إنسانة من أحد على شيء ليس بقصدها لهو شيء عظيم، لقد زاد حبك عندي بشكل لا يوصف أصبحت أعشقك بجنون.

 و عندما وضحت لك أنني بكشف حبي لك لا أطلب منك بالمقابل شيئاً و أني أخاف عليك مثلما أخاف على أخواتي و أني لن أستسلم و بما أن الله يعرف مقصدي و أنه سيوفقني إن شاء قلتي (( إن شاء لله سيوفقنا )) فرحت لأن هذا أعطاني الأمل.

و مرت الأيام وأنا أكوى بنار حبي و عشقي يا زينتي، حتى جاء اليوم الذي رأيتك فيه مع أحد الشباب و قد كنت معه و مع إحدى البنات في المقصف و قتها أحسست بطعم الغيرة و ما أمره من طعم و خفت في نفس الوقت من أن يكون قد جاء لخطبتك و هذا ما أدى بي إلى أن أراك بعدها لأعرف إن كنت ستخطبين، وقتها مر يومي الجمعة و السبت كدهر و أنا خائف إن كنت سأفقدك للأبد و بعدها عندما رأيتك و سألتك إن كان من أحد سيخطبك و قلت لا و بينت لك أن أهلي يعلمون بأمري و أنني سأخطبك بعد التخرج و قد قلت لي أن أحاول النسيان من أجل أن لا أتلهى و أنتبه لدراستي و رجوتك أن تحاولي ولو بشيء قليل أن تفتحي قلبك لي، لأن تحسي بما أشعر، و قد تكلمت وتكلمت و أنت تصغين لي بكل أدب و خلق.

و سألتني عن سبب إعجابي بك بما أنك قلت أنه لا يوجد شعور من طرفك و قلت لك لما فيك من صفات بأدبك و خلقك و تهذيبك و جمالك أيضاً، أذكر وقتها أن الوضع كان غير مناسب لمثل هذا الحديث حيث أن الدنيا كانت زحمة و كان الغبار منتشراً و أنت واقفة تصغين لي و لم تتكلمي بشيء وقد رأيت الغبار يدخل لعينيك الجميلتين و صراحةً خفت عليهما من هذا الغبار اللعين، إن تصرفك هذا بإصغائك إلي و استماعك لمشاعري، كبر عندي حبك من وراءه و كما يقال الله يكملك بكمالو.

أعتذر منك عن سرد هذه الأحداث ولكن مكنونات قلبي تنبض بحبك، يومها قلت في نفسي أنه من الممكن أن تكوني خائفة علي من الرسوب و ذلك ما دفعني لأن أبذل جهداً مضاعفاً من أجل أن أطالع جميع الماد التي كانت معي حتى أكون معك في السنة الخامسة، حتى عندما عملنا حفلة للدكتور، قد تستغربين ذلك، لأنني كنت أقول لنفسي أنه بما أنك سوف تأكلين بما تعبت فيه أنا فأن ذلك سيفرحني ولكن عندما لم أراك حزنت و أبيت إلا أن تشاركيني ذلك عندما قدمت لك و لصديقاتك الفطائر و الكاتو و قبلتموهم مني.

بعد أن انتهى الفصل الثاني و قدمنا الامتحانات و عرضت عليك أن تشاركيني في مشروع التخرج و رفضت، حزنت لأن فرصتي بمشاركة من أحب بطعم النجاح حرمت منها، أعرف أن لديك أسبابك و أنا لا ألومك على شيء، لأن لكل واحد منا حلمه و أنا إن شاء الله سأحقق حلمي في هذا المشروع، و قد كنت على أمل إن عرضت عليك مرة أخرى أن توافقي ولذلك كنت كل يوم من بعد انتهاء الامتحانات و حتى الدورة الإضافية آتي إلى الكلية عسى أن أراك و أعرض عليك  ـمرة أخرى.

 و عند صدور جدول الدورة الإضافية فصلت بيني و بينك دقائق معدودة لرؤيتك، لقد سعدت بصدور الدورة الإضافية لأن ذلك من صالحك أولاً و ثانياً هذا يعني رؤيتك و لكن كان القدر و لم أستطع رؤية وجهك الجميل، و قد تابعت بعدها بالنزول إلى الكلية حتى بعد صدور الجدول عسى أن أراك مما أدى ذلك إلى إصابتي بضربة شمس (إن كنت تذكرين كان وقتها شهر رمضان و كان الجو حاراً و مع ذلك كنت أنزل فقط من أجل رؤيتك).

و عندما قدمت مادتك و رأيتك دبت فيّ الروح من جديد و أحسست بحلاوة لم أذقها طيلت تلك الفترة و رجوت ربي أن توافقي على مشاركتي بالمشروع و لكن لله حكمة يعرفها هو.

زينة... في كل مرة من أول ما اعترفت لك بحبي و إلى الآن أدعو الله دائماً بدعاء (( اللهم إن كان لي في أمر زينة خيرٌ لي فقربها مني و حببها فيني، و إن كان في أمر زينة شرٌ لي فُبعدها عني يا أكرم الأكرمين )) و عسى أن يستجيب الله دعائي لما هو خيرٌ لي و لك فأنا و حتى إن لم تكوني من نصيبي أرجو لك السعادة و الهناء و التوفيق لا لشيء إلا لأنه أحب أن أرى من كان في قلبي مكانة له يوماً أن يوفقه الله لما هو خيرٌ مني.

أدعو الله يا زينة أن تكوني من قسمتي و نصيبي و إن لم يكن ذلك فهو لحكمة لا يعرفها غير الله وحده و هو الذي بيده كل شيء و كما قال لي أحد أصدقائي عندما رآني مهموماً

إن ما هو لك فهو محرم على غيرك، و إن ما هو لغيرك فهو محرم عليك

أتوكل على الله في كل شيء و أعتذر منك إن كنت قد أخذت من حياتك الجميلة دقائق معدودة و لكن الإنسان يصل لمرحلة يجب عليه أن يبوح بكنونات صدره لمن يحب و عسى خيراُ إن شاء الله.

من المحب إليك و الذي لن ينساك مهما طال العمر...

2010-10-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد