لقد نجح بخطابه الأخير , بشكل منقطع النظير النتن ياهو ! أن يسيطر على الحضور من أعضاء مجلس الكونغرس الأمريكي ! ويصول ويجول فيهم ! المضحك أن أعضاء الكونجرس كانوا كلهم مبرمجين بطريقة غير عادية, بعد كل كلمة كان يقولها النتن ياهو ! كلهم كانوا يقفون و يصفقون. لعدة مرات بلغت 28 مرة مقرونة بالتصفيق وكأنهم مصابين بعدوى فايروس التصفيق من البرلمانات العربية !
هكذا تورد الإبل يا عرب !!! حضًرْ خطابه بشكل يوحي بأنً كثير من الاختصاصيين كانوا قد وضعوا لمساتهم فيه من نبرة الصوت , إلى الكتابة على الورق بحيث تكون كل صفحة عبارة عن فكرة مستقلة , إلى الحركات التي ترافق نبراته العنيفة مع رفع قبضته , وضمها وهزها بالهواء , متحديا" العرب الفلسطينيين , والإيرانيين , { ورفع القبضة عند البدو بأدبياتهم النفسية !؟ هو الوعيد بالغارة !!!!} أتصور أنً خطابه هذا قام بتحضيره عشرات الأخصائيين في إسرائيل وألقاه عدة مرات بحضور إختصاصيين إجتماعيين وتم تلافي النقاط السلبية فيه بل وأتصور أنه تم إشراك أكثر من مخرج وكاتب سيناريو لإخراج هذه الخطبة الخرقاء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى , لأنه ربط شعبه منذ 4000 سنة بأرضهم ! بس المصيبة صفقولوا ! وقاموا كمان !!!!
لقد إستغل صداقته مع الحضور من جو بايدن ! إلى بقية اللعيبة ! بأسلوب عاطفي نفسي إحترافي لإقناع الآخرين واستمالة الحضور لشحنهم عاطفيا" لتأييد أقواله , كانت خطبة عصماء بكل معنى الكلمة !!! جديرة بأن تحلل فيها كل حركة ونبرة صوت وحتى شرب الماء لأنً شرب الماء بمثل هذه المواقف يعني { جفاف اللعاب بالفم وهذا يعني أنً المتكلم يكذب !!! ومن هنا بأدبيات البدو جاءت فكرة البشعة وهي أداة معدنية تحمى بالنار ويعرض عليها المتهم في قضاء البدو العرفي فإن إلتدعْ لسانه فهو مدان وإلا فهو بريء لأنً اللعاب بفم الصادق كثير بل يتطاير من شدقيه } !!! إنً ما ورد في الخطاب هو "محاولة شطب سياسي لحقوق الشعب الفلسطيني , ووجوده وعكس ذروة التطرف الإسرائيلي بشكل لا لبس فيه !؟ 0بل إعتراف بصريح العبارة عن دوره في العمليات الإرهابية بمصر وفي لبنان ومطار عنتابة ثأرا" لمقتل أخيه !!!!
وتجلى الإبتزاز السياسي , والعرقي , والعاطفي , للنتن ياهو بقوله :
إنً اسرائيل ليس لديها صديق أفضل من أمريكا !!؟؟ وامركيا ليس لديها صديق أفضل من اسرائيل !!. وأضاف":
إنً اسرائيل هي مرساة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة, وليس عليكم أن تقوموا ببناء اسرائيل فقد بنيناها. ليس عليكم أن ترسلوا القوات لحمايتها فهي قادرة على حماية نفسها !!!
ورفض النتن ياهو ؟ بشدة تقسيم القدس مؤكداً أنً المدينة ستظل «عاصمة موحدة لاسرائيل»، متمسكاً باعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية شرطاً للسلام وأشار إلى أن إسرائيل ستبدي سخاء بشأن حجم الدولة الفلسطينية، لكنها لن تعود إلى حدود 1967 أو تقبل بتقسيم مدينة القدس. وقال إن «إسرائيل ستكون سخية بالنسبة إلى حجم الدولة الفلسطينية لكننا سنبدي حزما شديدا عندما يحين وقت ترسيم الحدود. انه مبدأ مهم
الرئيس الأمريكي باراك أوباما !:
لقد ظهر جليا" موقف أوباما من القضية الفلسطينية بالعودة لحدود 1967م وتجلى ذلك بوضع يده على أسفل ذقنه وهو يستمع لصفع كلمات النتن ياهو ورده المناقض لكل ما قاله الرئيس بشأن القضية الفلسطينية !
ولم يشفع له تراجعه أمام { الإيباك } اللوبي اليهودي الأمريكي عن أقواله , وتراجعه عمًا بدر منه وفسًرْ , وعبًرْ , وكلها ما شفعت له ! فهرب الريس إلى جذور أجداده لأمه ! في إيرلندا ليستمد منهم النصرة والعون على الحال الذي أصبح عليه وهو يهم بالترشح للولاية الثانية ! وخلت الساحة للنتن ياهو ومحبيه !!! ونسوا أنً الحب لإسرائيل والرضوخ للمرابين اليهود في وول ستريت , والشركات العابرة للقارات , أوصل العالم إلى كوارث وأزمات مالية وغذائية ستحتاج لجهود مضنية لتجاوزها وبزمن أكثر من عشر سنوات !
برأيي الشخصي أنً الرئيس أوباما كان ناصحا" للنتن ياهو وكيانه ! وأمينا" لمصالح بلاده وشعبه ولم يكن متفرجا" على الأحداث بالربيع العربي ومقدرا" للإصلاحات القادمة وكانت رؤيته ثاقبة وموفقا" بما قاله حسب ما تقتضيه مصالح بلاده !
ولا يزال النتن ياهو مغردا" خارج السرب ! لأن الربيع سيطال الكيان الإسرائيلي شاء من شاء وأبى من أبى ! وعندها سيضع يده أسفل ذقنه ويتنفس بحسرة على ملك ضاع !!!
الفلسطينيون بيدهم عدة أوراق صالحة لإعلان دولتهم :
على الفلسطينيون الاستناد إلى قرار صدر في 1950 يجيز للجمعية العامة أن تحل مكان مجلس الأمن إذا تعطل بسبب فيتو فرضته دولة دائمة العضوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية . ويبدو أن روسيا، العضو في اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تؤيد هذه المبادرة على الرغم من انه لم يتسن له القول ما إذا كانت روسيا وعدت بالتصويت في الأمم المتحدة لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لذا، يجب على الفلسطينيين والعرب عدم الوقوع في فخ نتنياهو، فخطابه خطاب هلع، من صورة العرب الجديدة، ومن توافر تعاطف أكبر للقضية الفلسطينية اليوم في الغرب، وأكثر من أي وقت مضى، وأن نتنياهو لا يعتمد على قوة إسرائيل لترويج مواقفها، بل على ضعف العرب، وتدهور أوضاعهم، وهذه هي المعضلة.
الهلع الإسرائيلي :
وزاد قلق الإسرائيليين أكثر بعد خطاب أوباما الأخير للعرب، وتجددت الدعوات في إسرائيل إلى ضرورة تبني إستراتيجية إسرائيلية جديدة في التعامل مع أميركا والغرب مفادها - وبحسب ما نشر بالصحافة الإسرائيلية - أن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهي الدولة الوحيدة القوية من ناحية نظام الحكم والمؤسسات، وأنه لا أزمات طائفية داخل إسرائيل، أو دينية، على غرار ما يحدث في مصر وسوريا والعراق، ولبنان
وقالت :هاآرتس أن الخطاب في الكونجرس، والذي يرمي إلى صد الضغط الدولي على إسرائيل، يمنح نتنياهو فرصة نادرة لإعادة اطلاق زعامته. فقبل بضعة أشهر فقط اتخذ نتنياهو صورة السياسي عديم الاتجاه، الذي يقضي الزمن في كرسيه حتى ورطة ما تؤدي إلى تقديم موعد الانتخابات. والآن بات نتنياهو ذا صلة مرة أخرى. ينتظر الناس ما ستنبس به شفتاه، وكأن في قدرته أن يغير الواقع بقوة كلماته.
ورأت الصحيفة أن نتنياهو استغل الفرصة واتجه بقوة إلى اليمين، كي يرص خلفه صفوف الائتلاف ويدحر إلى الزاوية زعيمة المعارضة تسيبي لفني. وبدلا من ان يمتدح الخطاب الشرق اوسطي للرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس الفائت هاجمه نتنياهو. المناورة نجحت، حاليا على الاقل.
وأعرب النائب المعارض المتشدد أرييه إيلداد من حزب الإتحاد الوطني القومي المتطرف عن مشاعر مماثلة.
وقال "لم تكن هناك حاجة حقيقية كي يبدي نتنياهو استعداده لأن يعطي العرب مساحات كبيرة من الوطن ، ولا شئ غير الضعف والإنهزامية يتطلب منه أن يعلن بأنه سوف يتخلى في اتفاق سلام عن بلدات إسرائيلية خارج حدود الدولة".
وسخرت كتلة المعارضة الرئيسية حزب كاديما من تصريحات رئيس الوزراء قائلة إنه في النهاية سيحكم عليه بأفعاله وليس بخطاباته.
وقال نائب كاديما يوئيل هاسون "إن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس هو دعاية انتخابية" مضيفا إنه محاولة لخلق "إنطباع كاذب" بأن رئيس الوزراء راغب في الدخول في المفاوضات.
إنً هذا الخطاب عبرة للقادة العرب أولا" , ولمراكز البحوث العربية , وللمهتمين بالدبلوماسية وأدواتها ! وللإعلام العربي المسئول بالرد عليه بشكل فوري مع تفنيد وتعرية أكاذيب النتن ياهو التاريخية والسياسية , وأكبر كذبة ما يعانيها عرب إسرائيل إن جازت التسمية من التمييز وهدر الحقوق والواجبات والظلم والقهر , وصدق من قال :
جار اليهود ذليل ! ما بعده ذل ! وأين الديمقراطية التي تشدق بها بخطابه وفورا" شرب الماء لأن ريقه نشف من كذبه وافترائه على العرب ! والحيف على المصفقين وهم واقفين !
قلت ما تقدم والله من وراء القصد