تَرَقرق ضوء النّهار الآتي على جدران النّافذة..و تَثاوَبت عواميد الخشب و الحديد في داري إلى أن نَقزتُ من النّوم و صرت شبه مُستيقظة!
تعالى صُراخ الضّوء، فغدا فجراً ثمّ صباحاً مُشرقاً إلتوى على مُنبّهي الكاد يسكت كثرة ما أخرسْتَه..
قمت عمداً من فراشي، لجأت إلى أرقى غرفةٍ في المنزل لقضاء حاجتي..ارتَشَفْتُ قهوة الإنفعال بنَهم، و احتضنتُ آفاق سيجارتي بين شراييني الغضّة حتّى التهب قلبي و دمُعَت أفكاري!
عالجْتُ حُلّتي الّتي انقضت، لبست بعض الثّياب و خرجت على عجل..كاظمةُ الغيظ، صبورة على الضّيم، عرضَةً للمُجاملة على كافّة أنواعها، فاقعة الصّيتِ..ضَحوكة!
وأنا على مكتبي، في وظيفتي الميسورة..أؤدّي جزءاً من واجبي اليومي، أفضْفضُ لمن حولي، أستعير الشّوق من الوقت علّه يمضي سريعاً و يعفيني من حالة الضّجر المُضني؛ كلّمني بنبرةٍ حادّة، كأنّه يُريد أن يقول ما يعجزُ المرء عن قوله..لكنّه تردّد في لحظةٍ مبتورة و توارى دون الإفصاح عن موقفٍ يُذكر..
بعد أن نمّلت ردفاي من كثرة الجمود، قرّرتُ أن أكلّم غيره ممّن وجدوني..، إستبقاني على مائدة مسامعه طويلاً، تابعني حتّى شبعتُ من الكلام؛ تدشّأتُ نسيمَه أمام الأصدقاء حتّى ثمِلوا من عَفنةِ أحلامي..
اقتظّت شمس آخر الدّوام داخل خدّي، وَرَمَت جفوني و تقيّأ صبري على الآخرين! تململت ظنوني و وضعتُ قدري في سلّة مهملاتي..صرتُ أهذي دون وجل؛
بات اللّغز مكشوفاً لديه، أصبح خبيراً في تفكيك شيفرة الخجل لديّ، لم أعد أستحي منه و صرتُ أفعل ما أشاء...
تحرّرتُ من تلك الشّمس اللّعينة و قبلت العتمة المُضيئة على أن تبقى شمعة فؤادي هي الأساس..أنيرُ ما يلزم من حبّه مُحترمة حُرُمات ما وراء السّتار( ).
أمّا بعد،
أعودُ إلى قوقَعتي، أخماس بأسداس تضرب رأسي..أشكالٌ و ألوان، يصبح اللّيل عبئاً ثقيلاً و عادة النّوم أيْما إزعاج! لكنّها الفكرة هي الأرجح، فكرةُ أن أكون في خلجات نفسه، في أسرار روحه و نبضات قلبه مُتربّعة على عرش الكلام..
للتذّكير فقط..،
تالا فرَح
05/2011