عربيّةٌ سوريّةٌ .. وهُويّتي
أزهو بها .. فخرًا على الأزمانِ
ومن المحيط إلى الخليجِ .. عروبتي
وطني الكبيرُ الشاسعُ الشطآنِ
قد قطّعوه .. وجزّؤوه .. وحدّدوا
بخرائط الأقطارِ .. كلَّ كيانِ
يبغون ضعفًا للبلاد .. وفُرقةً
" فرّقْ تسدْ " .. أمّا الشعار الثاني
فشعارهمْ " تقسيمُ كلِّ مقسّمٍ "
هذي الفُتاتُ .. بدائل البلدانِ
واحسرتي .. إن الشعوب تُعينهم
من نفسها .. لتبوءَ بالخسرانِ
يقتادهم وهمٌ مسيءٌ .. قاتلٌ
ومحرّضٌ .. يرنو لكسبِ رهانِ
يا من تغرّر بالعقول .. فتمتطي
بهياجها موجَ الهلاك الفاني
إن شئت توقظ فتنةً من نومها
أَبشرْ .. بلعنةِ خالقٍ ديّانِ
هاجوا .. وماجوا .. واهتدتْ خطواتهم
لطريقِ شرٍ .. من خطى الشيطانِ
فنراهُمُ .. قصدوا الخراب .. وأشعلوا
في الأرضِ .. فينا .. حسرة النيرانِ
بستارِ دينٍ .. قد تخفّوا .. غيلةً
منهم براءٌ .. رحمة الأديانِ
حريّةٌ .. هتفوا بها .. فتشبّهتْ
راياتها البيضاء .. بالغربانِ
صُبغت بشؤم سوادها .. وتحوّلتْ
من قيمةٍ عليا .. إلى أكفانِ
سلميّةٌ .. قطْعُ الرؤوس .. سلامها
قتلٌ .. وتمثيلٌ .. وحرقُ مبانِ
يا لهف قلبي .. والمجازر لعبةٌ
بيد الصغارِ .. فواقدِ الإيمانِ
لم يعرفوا للموت حرمتَه التي
سُنّتْ بشرع المالك الديّانِ
لم يكتفوا بالقتل .. بل قد مثّلوا
بالرأس .. بالأعضاءِ .. بالوجدانِ
ومطالب الإصلاح .. بعضُ نعيقهم
كذبًا .. وزورًا .. سافر البهتانِ
هذي الفعال .. ذميمةٌ .. مشؤومةٌ
تودي لكلِّ مذّلةٍ وهوانِ
وتساعد الأعداء كي تغتالنا
وتمدّهم ببواعث الطغيانِ
سوريّتي .. بلدي الحبيب .. كنانتي
وحشاشة القلب المحبّ الحاني
سوريّتي .. أنت الهوى .. فتبختري
تيهي افتخارًا .. بالهوى المتفاني
إني أُقدّم حبَّ عاشقةٍ لها
قلبٌ .. يطوف على ذرا الأوطانِ .
