شامية

لو تسألوني من أنا ..

سأجيبكم ..

نبضٌ .. يسافر في شرايين الوطن

عشقٌ .. لهذي الأرض يخترق الزمن

في أمسه .. إرثٌ عظيمٌ .. رائعٌ

في يومه ..

وقفات عزٍّ شامخٍ .. رغم المحن

أما الجميل المنتظر ..

مستقبلٌ .. حرٌّ .. كريمٌ .. مفتخر

لو تسألوني من أنا ..

لرسمت خارطة البلاد على الجبين

بردى الحبيب .. وقاسيون

وغوطةٌ غنّاءُ تجتذب الرفاقْ

وعرائش للياسمينِ

تسوّرت جدران بيتٍ .. وارتمت نحو الزقاقْ

آهٍ .. دمشق .. فإنني معجونةٌ

بك .. بالترابِ .. وبالهواءِ .. وبالهوى

بردى .. وقاسيون .. وغوطةٌ

هي مفردات العشق في أغرودتي

والوردة الجوريةُ ..

واللهجة الشاميةُ .. يهفو إليها القلب ..

قبل مسامعي

وبلهفةٍ من خافقي ومدامعي

يا شامنا .. يا سر عشقٍ صارخٍ في أضلعي

يا شامنا

أنت الملاذ لعاشقٍ

أنت المكان لعالِمٍ

أنت العرين لقائد الأوطانِ

أنت المثال لمبدعٍ فنّانِ

أنت امتزاجٌ طاهرٌ .. ينساب في روحٍ وطينْ

أنت اكتمالٌ رائعٌ

للفكر في غيض السنينْ

أنت اقتباسٌ للهدى

من جذوة الحق المبينْ

يا شامنا

أنت اختصار الكون في دنيا الأنامْ

يا جارةً .. وصديقةً ..

وجوارها فوق الصدور كرامةٌ ووسامْ

بين اللئامِ تلوذ بالصمت الجميلِ

وترتدي بُرد الكرامْ

أرضٌ سمَتْ .. حتى اعتلتْ

هام الرجولةِ والسلامْ

وإذا الشعوب تضررتْ

فلديكِ يا شام الأمان ..

ولديك يا شام الحنانْ

يا درّةً مكنونةً عبر الزمانْ ..

يا بقعةً محظوظةً ..

محفوفةً بملائك الرحمنْ

يرتاح في أرجائك الوطن الجريح

وإليك سيعود المسيح

ليبارك الأرض الأبيةْ

يا شامنا .. تيهي بنا

وتفاخري ..

بالفعلِ .. لا بالقولِ .. واختاري المصيرْ

وتمسكي بثوابت الحق القديرْ

يا درّةً في مفرق الوطن الكبير

يا شامنا .